جاء البيان الختامي للقمة الخليجية السادسة والأربعين ليؤكد وحدة الأمن الخليجي ورفض التدخلات الخارجية، مع توسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي. وفي هذا السياق، برز إطلاق هيئة الطيران المدني الخليجية ومشروع السماء الخليجية الواحدة بوصفهما خطوة تعكس (...)
خليجُنا واحد؛ نعم، أنا من جيلٍ شاهد الأعمال الكويتية في طفولته، وتنفس الأطياب العمانية، واتصل بالريادة الإماراتية، وابتهج بالوفرة القطرية، واطمأن بالجسور البحرينية. ولم أرَ يومًا وطني إلا ذلك الامتداد الطبيعي والشقيقة الكبرى، المملكة العربية (...)
الفترة الماضية حملت خبرًا مؤلمًا عن الوعكة الصحية التي تعرض لها الإعلامي الكبير طارق الحميد، وهو خبر أثار اهتمامًا واسعًا بين المهنيين والقرّاء، لما يمثّله من قيمة مهنية امتدت لسنوات طويلة. فالصحفي الذي شكّل حضوره أحد أعمدة التحليل السياسي المتزن في (...)
في عام 2023 كتبتُ مقالًا بعنوان "القدية أن تلعب أكثر"، تناولتُ فيه المشروع بوصفه رؤية طموحة تتشكّل في الخيال الوطني. اليوم، وبعد عامين من العمل المتسارع، أصبحت القدية واقعًا نابضًا يستعد لمرحلة التشغيل، لتتحول من مشروعٍ قيد التنفيذ إلى تجربة حضرية (...)
قد يذهب ذهن القارئ إلى "ملعب أرامكو" الذي يبدو أنه يسابق الزمن في الإنجاز، وهو أمر غير مستغرب عن هذا الكيان العملاق. لكن وراء الاسم رمز أعمق من مشروع رياضي، فالمعنى الحقيقي للملعب اليوم هو ميدان جديد تتهيأ فيه الشركة لتخوض مباراة مختلفة تمامًا، (...)
في عصر الأربعاء التاسع والعشرين من أكتوبر، وفي قاعة جمعت القادة السياسيين والاقتصاديين من أنحاء العالم، حضر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليضيف بحضوره مساحة جديدة من الثقل الدولي لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي لم يعد مجرد حدث سنوي، بل (...)
في مساءٍ تلفزيوني أصبح مألوفًا للمشاهد السعودي، جلس رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل أمام الإعلامي عبدالله المديفر في برنامج في الصورة؛ البرنامج الذي رسّخ نفسه كأكثر الحوارات جذبًا لمختلف فئات المجتمع، بفضل قدرته على الجمع بين الحدة (...)
"لا يمكن لمجتمعٍ أن يكون مزدهرًا وسعيدًا حقًّا، إذا كانت الغالبية العظمى من أفراده فقراء وبائسين" آدم سميث.
وسط إعادة تشكيل كبرى لمفاهيم النمو والازدهار، يبرز سؤال الثروة: لمن تُبنى، ولأي غاية؟ في هذا السؤال تتجسد روح مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9) (...)
حين قال وزير الإعلام سلمان الدوسري: "نحن نضبط المشهد ولا نتحكّم فيه"، لم يكن يطلق عبارة عابرة، بل يرسم معادلة دقيقة بين الحرية والمسؤولية. فالإعلام في رؤيته ليس ساحة فوضى، ولا مساحة خاضعة للوصاية، بل فضاء حرّ منضبط بضوابط المهنة والأخلاق (...)
أعود في هذا المقال إلى ما بدأته سابقًا حول قرارات تجميد الإيجارات الموفقة ودور الديموغرافيا في كشف عوامل الفشل التجاري وإعادة ضبط السوق. وإذا كان التجميد لخمسة أعوام قد يكشف هشاشة كثير من المشاريع المكررة، فإن ما تكشفه شوارع الأحياء اليوم يفرض (...)
"خمس سنوات من تجميد الإيجارات تكشف جودة القرارات الاقتصادية وتعيد الاعتبار لقراءة بيانات هيئة الإحصاء"..
في شوارع الرياض، وتحديدًا في أحياء مثل الملقا، يمكن أن ترى قصة السوق كما هي بلا رتوش: مقاهٍ تفتح أبوابها في حماس، ثم تُغلق سريعًا تاركة لافتات (...)
الاحتراق النفسي لم يعد مصطلحًا أكاديميًا باردًا، بل صار واقعًا يعيشه المعلم والمعلمة كل صباح. منظمة الصحة العالمية وصفته بوضوح: إنهاك عاطفي، تباعد عن العمل، وتراجع في الشعور بالكفاءة. في مدارسنا، أظهرت دراسات سعودية من جازان وجدة وبريدة أن مستويات (...)
افتتح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بخطاب حمل دلالات واضحة حول موقع المجلس في البنية السياسية السعودية.. منذ تأسيسه، ظل المجلس بمثابة منصة للتشاور وتطوير الأنظمة، وها هو اليوم يكتسب (...)
في لحظة عابرة، تستمع إلى اتصال هاتفي بين زميلين، محوره انتخابات هيئة مهنية، لم يكن الحديث عن برامج انتخابية، أو خطط تطويرية، أو حتى أولويات المرحلة، بل كان اختزاله في جملتين: "ادعموا فلانا.. رشحوا فلانا". مشهد قد يبدو عاديًا، لكنه في جوهره مرآة (...)
في كل مؤسسة، هناك وجوه تقف خلف القرارات الكبرى، بعضهم يلمع اسمه لأنه يملك خبرة حقيقية تضيف قيمة، وبعضهم يكتفي بالجلوس في الصف الأمامي دون أثر يُذكر. ومع تسارع التغيرات وتزايد تعقيد بيئات العمل، لم تعد الاستعانة بالمستشارين خيارًا رفاهيًا، بل ضرورة (...)
عام دراسي جديد وسعيد وعودا حميدا، ولعلها فرصة جيدة للحديث عن موضوع يؤرق الكثير من المجتمع التعليمي. السادسة والنصف صباحًا، ساعة يومية تُعلن بداية يوم دراسي مرهق. في هذا التوقيت المبكر، بينما لم يكتمل بعد شروق الشمس، يبدأ طلابنا رحلتهم محمّلين (...)
في السنوات الأخيرة، باتت الحدود بين الإعلام والتعليم أكثر مرونة وتداخلًا. لم يعد التعليم حكرًا على الصفوف، ولا المعرفة حكرًا على المناهج. في هذا السياق المتغير، تبرز الحاجة إلى نوع جديد من الإعلام، يُصمم من داخل المؤسسات التربوية لا من خارجها، (...)
مشروع ابتعاث الإعلام، بما يحمله من رؤية وأهداف، ليس مجرد فرصة تعليمية، بل إعلان عن مرحلة جديدة، حيث يتحول الإعلام السعودي من أداة للتواصل إلى منصة لصناعة المعنى، ومن وظيفة تقليدية إلى رسالة وطنية، ينهض بها جيل يعرف أن العقول الوطنية هي الوقود (...)
في لحظة فارقة من التاريخ الإنساني، لم يعد الحديد مجرد أداة صماء تُستخدم في البناء أو الحرب، بل تحوّل إلى حامل لقيم أخلاقية يمكن برمجتها، وتوجيهها نحو الرحمة والفهم. تطور الذكاء الاصطناعي لم يعد شأنًا تقنيًا صرفًا، بل أصبح مسرحًا فلسفيًا وأخلاقيًا (...)
أقدّم اليوم تحليلاً نفسياً اجتماعياً لرحلة الاكتشاف الذاتي خارج السياق المألوف، حين نغادر المدن التي نعرفها، لا نترك الأماكن فقط، بل نترك الروتين الذي نحتمي به دون أن نعلم. هذا الروتين، من أناس معروفين، وأماكن مألوفة، ولغة مألوفة، وسلوكيات ورُقع (...)
افهم الآن تماماً ما قالت فيرجينيا وولف: "يمكنني فقط أن ألاحظ أن الماضي جميل؛ لأننا لا ندرك المشاعر لحظة حدوثها، إنها تتسع لاحقًا، ولهذا لا نمتلك مشاعر مكتملة تجاه الحاضر، بل فقط تجاه الماضي"، استكمل الحديث عن التأملات الثقافية في باريس؛ حيث تتوقف (...)
يقبع النجاح اليوم ما بين صرامة التراكمية ونشوة الفقاعات، وهنا أستحضر قول المفكر الفرنسي إنطوان دو سانت اكزوبير: "ما هو مهم لا يُرى". نعم، هناك نوع من النجاح لا يُحتفل به في بدايته ولا يُلتقط في عدسات التصفيق العام، إنه النجاح الذي يولد داخل الإنسان (...)
في الرابعة عصرًا، وأنا أتجول بين أروقة متحف اللوفر، وجدتني لا أنظر إلى القطع الفنية الخالدة فقط، بل أتأمل في مشهد آخر لا يقل دهشة: الحشود. كم عدد الزوّار؟ لا أعلم تحديدًا. لكنني أكاد أجزم أن اللوفر يستقبل مئات الآلاف يوميًا؛ زحام لا يُطاق في بعض (...)
"الحب لا يعني أن ننظر إلى بعضنا البعض، بل أن ننظر معًا في الاتجاه نفسه"، هكذا قال سانت إكزوبيري. في ظل تصاعد حدة الخطابات في وسائل التواصل الاجتماعي حول مفاهيم الزواج ومحاولة البعض لاختطاف الوعي المجتمعي بتشويه صورة الرجل أو المرأة، والكثير من (...)
في عالم يتسارع فيه إيقاع العمل وتُعاد فيه صياغة مفاهيم الأداء والنجاح المهني، تواجه المنظمات اليوم تحديًا صامتًا لكنه بالغ الخطورة: التنافسية السامة. لم يعُد خروج الكفاءات من المؤسسات يُعزى فقط إلى عروض أفضل، بل إلى ثقافات داخلية ترهق النفس وتعطّل (...)