في كل صباحٍ من صباحات الوطن، تتلألأ الأرض كما لو أنها تُهدي أبناءها ومضًا من النور، ويعبق هواؤها بشذى لا يخطئه القلب قبل الحواس. وطنٌ على ومض الثرى يتضوع، جملة تختصر حكاية خمسةٍ وتسعين عامًا من المجد، تبدأ من صحراء مترامية الأطراف، وتبلغ عنان السماء (...)
يعد الاستهلال في الرواية عامل جذب، وموطن قوة، وجزءا مهما في بناء النص الروائي، حيث يُعتبر عتبة أولى للأحداث، ومقدمة للحبكة السردية، ومنظم للإيقاع الروائي، كما أن له دورا في تحفيز القارئ وتشويقه، وأيضًا فسحة للتأمل والتفكير، خاصة لو لم يكن مباشرًا (...)
في كل عام، يطلّ علينا اليوم الوطني السعودي كأنشودة عشق تتجدّد في القلوب، فتنبض الأرض بأهازيج الفخر والاعتزاز، إنه يوم لا يُختصر بذكرى، بل يتسع ليكون هوية خالدة، وسيرة وطن صنع من الصحراء حضارة، وحوّل الحلم إلى واقع مهيب.
في هذا اليوم يرفرف علمنا (...)
تُعَدُّ كلمة «شكرًا» من أكثر الألفاظ تردادًا في التواصل الإنساني، وهي في حقيقتها ليست مجرّد تعبير آلي عن الامتنان، بل هي فعل لغويّ يحمل في طيّاته فلسفة عميقة تتعلق بالعلاقة بين الذات والآخر، وبين العطاء والاعتراف به. ولذا فإنّ البحث في الرد المناسب (...)
كما يتحتم على الإنسان أن يحافظ على لياقته الجسدية التي تعينه على الحركة، ولياقته النفسية التي تجمّل سلوكه واتزانه، كذلك عليه أن يعتني بلياقته اللغوية؛ تلك الملكة الخفية التي تمنحه القدرة على اختيار الكلمة في وقتها، ووضع العبارة في مقامها، فينجو بها (...)
يعد الاستثمار الثقافي من أهم وسائل التفاعل الإنساني الاجتماعي الاقتصادي، وذلك لقدرته على إيصال الاختلاف، ونقل الموروث، وتسهيل التعامل بين الأفراد والجماعات، وتحسين الصور الذهنية للدول، فمن خلاله يتم بناء الجسور بين المجتمعات، وتقليص المسافات، وتدعيم (...)
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتغمرنا فيه وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الانشغال بحياة المشاهير والتقليد الأعمى لهم عادة مألوفة. الصور البراقة، الفيديوهات المثيرة، والقصص اليومية، قد تجعلنا ننسى حياتنا الحقيقية، ونقيس سعادتنا ونجاحنا بما يقدمه الآخرون، (...)
في طريقنا نحو الحياة نخاف من الفشل، ومن المرض، ومن تجاوزات الآخرين، نخاف من ضمور أهدافنا وطموحاتنا، نتعرض للمواقف الصعبة فنعبر الكثير منها، ونبقى عالقين في بعضها، ربما لا نجيد مواجهتها، ولا التحكم في ردود أفعالنا، ولا اتخاذ الحلول، وقد يكون هذا (...)
في زاوية اللغة نحلق مع الأدب قليلاً فكلاهما عضيد الآخر، مع ثورة الثقافة المتقدة واكتساح الأدب بمجالاته المتنوعة يقفز هذا السؤال عالياً: ماذا يقدم الأدب للإنسان؟ نقول إن الأدب ليس ترفًا ذهنيًّا ولا وسيلةً للتسلية فحسب، بل فعل إنساني عميق الجذور، (...)
التأمل في التراكيب القرآنية دعوة لتأمل العربية والبحث في دلالة ألفاظها، فكل مفردة تُستخدم بميزان. في هذا المقال نتأمل ظاهرة تكرار تتابع بعض الأفعال مثل: «خلق» و»جعل» في الآي القرآني والوقوف على دلالة كل منهما.
بالعودة إلى معاجم العربية نجد أن: (خلق) (...)
من أكثر المفاهيم التي يختلط فيها الوعي اللغوي بالتصورات النفسية والفلسفية مفهوما (النفس والذات)، ورغم شيوع استخدامهما في حياتنا اليومية، فإنّ الوقوف على الفروق الدقيقة بينهما يكشف أبعادًا أعمق في فهم الإنسان لذاته ومسؤوليته عن أفعاله.
فالنفس في (...)
حين يصل الإنسان إلى مرحلة نفاذ الطاقة النفسية أو الجسدية أو العاطفية فإن الخزان يكون فارغا وهو مصطلح مجازي حديث يُطلق لوصف تلك الحالات، وغالبًا ما يصل الشخص إلى تلك المرحلة عند شعوره بالاستنزاف النفسي والجسدي والعاطفي، وأيضًا عندما يفقد الشغف (...)
لطالما كانت إهداءات الكتب نافذةً صغيرة تُطلّ منها روح الكاتب على القارئ، لحظة صدق خاصة لا تمر عبر قنوات النشر، ولا تصطدم بمعايير السوق. ومع ذلك، تُعامل هذه المساحة غالبًا بشيء من الإهمال أو الاستعجال، حتى باتت في كثير من الأحيان مجرد كلمات مكرورة، (...)
بعد طول تأمل في أسرار العدد سبعة والنظر في خصائص اللغة العربية ورمزيتها ودقة الإيحاءات العددية، وتقاطع الألفاظ مع المعاني وتشابكها مع المعمار النصي. وفي قلب هذه المنظومة تطلّ واو الثمانية إشارة لغوية تحتاج تأملًا وإعمالًا فكريًّا. فهل بينهما صلة؟ (...)
الثقافة ليست مهنة، ليست صوراً، وليست ادعاءات وشعارات، وأيضًا هي لا تكمن في الكم الأكبر من الشهادات، أو تعددية الحوارات، أو الظهور الإعلامي، الثقافة سلوك ومعرفة وشغف، الثقافة محاولات حقيقية لسد الفجوة، وإضاءة الطرقات، ورفع مستوى الوعي في المجتمعات. (...)
يعد التكيف أمراً مهماً ومفصلياً في علم الأنثروبولوجيا، لأنه يهدف إلى الموازنة والتكامل مع سلوكيات المجتمعات البشرية ومعتقداتها وقيمها وبنيتها الاجتماعية، وهو يساهم في خلق بيئة معتدلة وصحية، ولكن محاولة تغيير العالم أو إصلاحه أو السعي لإدارته تبعًا (...)
في معاجم اللغة، يُشتق «الأمل» من الجذر (أمَلَ)، ويعني: الترقب والانتظار، مصحوبًا برجاءٍ في تحقق شيء مرغوب. وقد فرّق اللغويون بين الأمل والتمني؛ فالتمني قد يكون مجرد خيال لا يستند إلى سبب، أما الأمل، فغالبًا ما يقوم على سببٍ يُرتجى معه حصول المأمول. (...)
في عمق البنية العربية، تتشكل الكلمات بما يشبه الموجات التي تتسع وتنكمش بحسب المعنى. واحدة من أبرز هذه الصيغ هي «فَعَلان»، التي تأتي محمّلة بالحركة، مُشبّعة بالانفعال، وثرية بالإيحاء.
حين نقول: غضبان، عطشان، ولهان، سكران، فإننا نرسم صورة لشعور طاغٍ، (...)
قرأتُ عبارة «الوجع الجميل» في إحدى ملصقات مواقع التواصل الاجتماعي، فثارت في نفسي جملة من التساؤلات: كيف يكون الوجع جميلاً؟ وهل حقاً يُوجد وجعٌ جميل؟! ومنذ متى كان التوجع جميلاً؟ بعد استحضار المواقف والتأمل فيها ذهبت إلى أن هناك لحظات في حياتنا لا (...)
سؤالٌ دقيقٌ ومهم، قد أثار هذا الاستعمال جدلًا قديمًا بين اللغويين والمعاصرين، في ميدان اللغة الفصحى الرسمية مقابل اللغة المتداولة المعاصرة.
ولحسم المسألة لابد من النظر في جذور المفردات، فالأصل اللغوي ل (التواجُد): مأخوذ من الوجد، وهو الحزن أو الحب (...)
سألتني إحدى طالباتي هل هناك فرق بين الإحساس والمعنى في الشعر؟ مما دفعني للبحث وكتابة هذا المقال، وأرجو أن أوفق فيه للصواب.
يُعدّ الشعر أحد أرقى أشكال التعبير الإنساني، لا لأنه ينقل معنى فحسب، بل لأنه يحمل إحساسًا ينبض بين حروفه. وهنا يبرز سؤال عميق: (...)
يُعتبر الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز من أهم كُتَّاب العصر الفيكتوري وأكثرهم تأثيرًا وذلك لجودة أسلوبه، وبراعته الأدبية، كما أنه يُعد من أحد أشهر الشخصيات الأدبية العالمية، وهو أحد الرموز الثقافية التاريخية، انتشرت كتبه في جميع أنحاء العالم، ولاقت (...)
انتهى موسم الحج هذا العام ليكون شاهدًا على عظمة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، ومثالًا يُحتذى به في التنظيم والإبداع، حيث وقفت المملكة كعادتها بكل طاقاتها وإمكاناتها، تُسخّر كل ما تملك لخدمة حجاج بيت الله، إيمانًا منها وإيقاناً بأن خدمة الحجاج (...)
عندما تذكر القيادة الناجحة التي تجمع بين الحزم والرحمة، وبين التخطيط والرؤية، يبرز سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كقائدٍ فذٍّ استطاع أن يمزج بين أصالة النسب ونبل القيم، وبين الطموح الواقعي والعمل الدؤوب، فهو ابنُ الملك (...)