في كل صباحٍ من صباحات الوطن، تتلألأ الأرض كما لو أنها تُهدي أبناءها ومضًا من النور، ويعبق هواؤها بشذى لا يخطئه القلب قبل الحواس. وطنٌ على ومض الثرى يتضوع، جملة تختصر حكاية خمسةٍ وتسعين عامًا من المجد، تبدأ من صحراء مترامية الأطراف، وتبلغ عنان السماء عمرانًا وحضارة. وها نحن نقف اليوم أمام وطنٍ صاغ تاريخه من وهج العزيمة، وحوّل صحراءه إلى بساتين من الحلم والعمل. منذ أن وحّد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أركانه، ووطننا يمضي بخطى ثابتة، يكتب سيرته في صفحات الزمن: سيرة وحدةٍ راسخة، ورسالةٍ تنبع من أقدس بقاع الأرض، وتفيض نورًا على الإنسانية جمعاء. الأوطان حدودٌ إنسانية قبل أن تكون جغرافية مكانية، تحتضن القيم، وتُصدِّر القوة، وترعى الطموحات. وفي مملكتنا الحبيبة يتجلى هذا المعنى في أبهى صوره؛ إذ اجتمع التاريخ بالحاضر، والهوية بالنهضة، حتى غدت بلادنا مركزًا يتجه إليه العالم بقلوب الحجيج وعقول الباحثين عن المعرفة والتطور والريادة. اليوم، تتضوع مسيرة الوطن عزمًا متجدّدًا مع رؤيةٍ تستشرف المستقبل، تُعلي من شأن الإنسان، وتفتح آفاق الابتكار والازدهار. وكل إنجاز يتحقق إنما هو ومضة جديدة في سِفر الوطن، وكل خطوةٍ نحو الغد هي عطر يتسع مداه ليشمل الأجيال القادمة. إن ابتهاجنا باليوم الوطني ليس ترفًا ولا مظهراً عابرًا من مظاهر الفرح، بل رسالة انتماء وهوية وفاء؛ نُجدّد فيه العهد والولاء لقيادتنا الحكيمة، والدنا الغالي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- اللذين قادا مسيرة النماء، وأطلقا مشروعات النهضة، فأصبحت مملكتنا في طليعة الأمم، تمضي إلى مستقبلها المزهر بثقة واقتدار. اللهم احفظ وطننا العزيز، وأدم عزَّه وأمنه ورخاءه، وأسبغ على قيادته الصحة والتوفيق والسداد، واجعله شامخًا بالخير والنور عاماً بعد عام. *يتضوع: ينتشر عطره