في زمن تتسارع فيه الأحداث وتغمرنا فيه وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الانشغال بحياة المشاهير والتقليد الأعمى لهم عادة مألوفة. الصور البراقة، الفيديوهات المثيرة، والقصص اليومية، قد تجعلنا ننسى حياتنا الحقيقية، ونقيس سعادتنا ونجاحنا بما يقدمه الآخرون، لا بما نحققه نحن. إن متابعة المشاهير بلا وعي، والانبهار بهم يسرق منّا الوقت والطاقة التي يمكن استثمارها في تطوير الذات، بناء العلاقات الأسرية، والمساهمة في تقدم المجتمع. كل دقيقة نقضيها في اتباع الآخرين هي دقيقة تُفقدنا فرصة لصقل مهاراتنا، تعميق معرفتنا، وتحقيق أحلامنا. علينا أن نكون أصحاب قرار، صانعي مستقبلنا، وحماة شخصيتنا. الابتعاد عن التقليد الأعمى ليس مجرد نصيحة، بل ضرورة لبناء هوية مستقلة ترتكز على قيمنا ومبادئنا. فالشخصية القوية لا تُقاس بمتابعة حياة الآخرين، بل بمدى الوعي بالاختيارات التي نصنعها ونعيشها بأنفسنا. كما يجب أن نركز على حياتنا الخاصة، أسرتنا، ومجتمعنا، ونسعى جاهدين لتطوير قدراتنا ومواهبنا. الانشغال بما يقدمه الآخرون لا يمنحنا سوى شعور زائف بالانتماء أو الشهرة، بينما الحقيقة أننا نخسر الوقت ونفقد فرص النمو الحقيقي. إن حكومتنا -حفظها الله- بالمرصاد لكل من يحاول تشويه صورة الإنسان العربي المسلم، لذا علينا أن نكون واعين ومسيطرين على ما ندخله إلى حياتنا الرقمية، وأن نحمي ديننا وأنفسنا وقيمنا من كل ما يحاول أن يضعف شخصيتنا ويدمرها. نصائح عملية: ضع حدودًا زمنية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واحرص على الالتزام بها. اختر محتوى يرفع من مستواك الثقافي أو النفسي، وابتعد عن كل ما هو تافه أو هابط. استثمر وقتك في هواياتك، تطوير مهاراتك، وممارسة أنشطة تفيد جسمك وعقلك. مارس النقد الذاتي قبل متابعة أي شخص أو محتوى، واسأل نفسك: هل هذا يفيدني؟ هل يعكس قيمتي؟ تذكر دائمًا أن حياتك قصتك الخاصة، وليست نسخة عن حياة الآخرين. في النهاية، الحياة قصيرة جدًا لتُقضى في مراقبة الآخرين. اجعل كل يوم فرصة لتكون النسخة الأفضل من نفسك، تبني أحلامك، وتقوي علاقاتك، وتترك أثرًا حقيقيًا في مجتمعك وبلدك. لا تكن مجرد متابع، كن أنت لا نسخة، وحافظ على هويتك وقيمك في وجه كل ما يحاول سرقتها.