الأسرة هي النواة الأولى والأساس لكل مجتمع ناجح وقوي، وهي السعادة والسند القوي في هذه الحياة، خاصة مع تقدم السنّ.. علينا تشجيع الشباب من الجنسين على الزواج وتسهيله بالتخلي عن التكاليف الباهظة والمثقلة للشاب وأسرته في بداية حياته.. والأهم هو إقناع الشاب بصفة خاصة بأهمية الزواج، وتكوين أسرة تصبح هي النجاح الحقيقي في المستقبل.. قبل أيام حلّ تاريخ الأول من رجب، وهو التاريخ الذي وُضِع لميلاد كل شخص لا يُعرف تاريخ ميلاده باليوم والشهر. وأكثرهم ممن تجاوز الستين، ولا أدري من أطلق على هذا الجيل ومن سبقه "جيل الطيبين". مع أنني على يقين أن لكل جيل ميزاته وعيوبه، وعندي أن كل جيل يأتي أفضل ممن سبقه. الإنسان هو الإنسان، وعاداته وأسلوب حياته تتطور وتتحسن مع التعليم، ورغد العيش، والابتعاد عن القسوة في التعامل في مرحلة الطفولة بشكل خاص. وفي ما يسمى بزمن الطيبين.. كان العنف يمارس في البيت والمدرسة. قست عليهم الحياة فقسوا على بعضهم، وتأتي القسوة من أفراد الأسرة والزملاء والأصدقاء الأكبر سناً، وكان الفقر والمرض وانعدام الأمن هو السائد قبل مجيء الملك عبدالعزيز وتوحيد المملكة. واليوم -والحمد لله- تعيش المملكة أفضل أيامها على الإطلاق، تمت مكافحة الفقر بأكثر من وسيلة، وأهمها التعليم الذي يعد أهم وأفضل وسائل مكافحة الفقر.. وفي المملكة ساوى التعليم في الفرص بين جميع الطلبة، سواء في مواصلة التعليم العالي، أو التخصص في مهن لها مردود جيد كالطب والهندسة والحاسب الآلي وغيرها، بشرط الحصول على الشروط المطلوبة لكل تخصص.. كما أن الضمان الاجتماعي ببرامجه المختلفة كافح الفقر والحاجة، وأوجد برنامج الإسكان التعاوني السكن المناسب لمن يرغب.. أما الصحة فقد أصبحت المملكة من أفضل الدول في الرعاية الصحية الأولية، وفي استقبال المرضى والعناية، بهم وصرف الأدوية. والقادم أفضل بمشيئة الله حين يطبق التأمين الطبي الشامل لجميع المواطنين. كل ذلك لا يعفي المواطن من القيام بدوره تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه. فكما يقال: يمكن أن تأخذ الحصان إلى الماء، لكن لن تجبره على الشرب. وأمام هذا الجيل فرص كثيرة ليكون الأفضل والأسعد والأكثر صحة وإنتاجاً على كل المستويات، ومن أهم ما يعيننا على ذلك ما يأتي: أولاً: أرى ومن واقع ملاحظات ومعايشات كثيرة وواقع خبرة أن الإهمال هو العدو الأول لكل نجاح. والإهمال يأتي نتيجة الجهل، أو المكابرة، أو التخلي عن الواجبات الأساسية، وإسنادها للغير. وأسوأ أنواع الإهمال هو إهمال الصحة في مراحل العمر المختلفة. إما بسبب التواكل وعدم الأخذ بالأسباب، أو الكسل والتأجيل حتى فوات الوقت، والدخول في مرحلة متقدمة من السنّ، أو الإصابة بأمراض مزمنة أكثر أسبابها العادات المضرة والكسل. الصحة تستحق كل ما يبذل من أجلها، فهي السعادة والحرية والعطاء، ومن فقدها فقد طعم الحياة وزينتها. والطريق إلى اكتساب الصحة واضح ومعروف لدى الجميع، لكن كما ذكرت، الإهمال والتسويف والتأجيل هي الأعداء لكل نجاح. ثانياً: هذا الجيل هيأت له فرص كثيرة من أجل النجاح، وفي الوقت نفسه أمامه تحديات لم تكن موجودة من قبل. وأهمها أن التقنية، وفي مقدمتها الإنترنت أصبحت شريكة للأسر في تربية أولادها. صارت تصلهم في كل مكان يتواجدون فيه، ومنها غرف نومهم. وهو ما يعني أن نهتم أكثر بالتربية والتنشئة المتوازنة للأطفال، والقرب منهم، وتزويدهم بالقيم، وتفتيح عقولهم على النقد والمساءلة، كي لا يصدقوا كل ما يقرؤون أو يسمعون. وإشغالهم بما يفيدهم، واللعب معهم، وقراءة القصص لهم، وتشجيعهم على الكتابة والرسم وغيرها. ثاثاً: الأسرة هي النواة واللبنة الأولى، والأساس لكل مجتمع ناجح وقوي، وهي السعادة والسند القوي في هذه الحياة، وخاصة مع تقدم السنّ.. علينا تشجيع الشباب من الجنسين على الزواج وتسهيل ذلك بالتخلي عن التكاليف الباهظة، والمثقلة للشاب وأسرته في بداية حياته.. والأهم هو إقناع الشاب بصفة خاصة بأهمية الزواج، وتكوين أسرة تصبح هي النجاح الحقيقي في المستقبل. الأسرة الناجحة هي مصدر السعادة والقوة للمجتمع والوطن، وهي الأمان ضد مصاعب الزمن. المصاعب والتحديات موجودة ما وجد الإنسان.. وإهمال الصحة وتأثير التقنية بأنواعها، والعزوف عن الزواج بحاجة إلى حلول علمية وليس إلى آراء وتخمينات، والحلول العلمية تبدأ باستبانات موثقة من جهات مختصة، لتشمل شريحة عريضة من المستهدفين للدراسة، ومعرفة الأسباب، حينها يكون العلاج أسهل.. والحلول العلمية هي الأفضل وإن طال الوقت وزادت التكاليف.. فالنتائج ستكون أفضل وأقرب للحلول الصحيحة.. والبديل هو ترك المصاعب حتى تكبر ويصعب الحل.