هذا الوطن عظيم بكل ما تعنيه المغردة من معاني في اللغة دينا ونورا ونخوة وأصالة. لا توصيفًا عابرًا ولا مبالغة خطابية. بل حقيقة راسخة. عظيم بمكانته الإسلامية باحتضانه الحرمين الشريفين، وعظيم بشعبة المعطاء الذي نشأت رجولته وإنسانيته على الكرم والجود والعطاء، وتحمل المسؤولية في المواقف العظيمة، لا على الشعارات الزائفة ولا على الضجيج الخائن. عظيم بحبه لوطنه وإدراكه بحجم مسؤوليته تجاه أهله وأسرته ومجتمعه. إن ابن هذا الوطن بطبيعته إنسانيٌّ بالفطرة، عاطفته حاضرة، ودمعته قريبة، لا قسوة في قلبه ولا جفاء في طبعه. تبكيه دراما في مسلسل تلفزيوني تلامس الشفقة في داخله بمعاني الإنسانية. حتى عندما تُسرد له قصة تحمل الرحمة، تراه يكفكف دموعه في الخفاء. إنها صفات الإنسان العربي لم تأتِ من فراغ، بل هي امتداد لجينات عربية أصيلة هذّبها الإسلام وربطها بالواجبات والحقوق والمسؤوليات والانضباط وطاعة الله ورسوله، والسمع والطاعة لولي الأمر، لا بالانفلات ولا بالتمرد. لقد بات هذا النبل الإنساني مستهدفًا، من قِبل هؤلاء الذين تخلّوا عن أهليهم ووطنهم، ثم عادوا يتسولون العطف، لا يُجيدون إلا النباح والنعق والادعاء. يروّجون رواية الضحية، شعثَ غبرَ، ثيابهم بالية وخطاباتهم متناقضه. يتقنون استدرار الدموع، فيقعون على قلوبٍ طيبة لا تعرف الخبث. هؤلاء هم من خلط عمدًا بين الحرية والتهور، وبين الكرامة والتمرد والفوضى، كانت صحوة كاذبة مدفوعة بأصوات متربصة من خارج الحدود، للخروج على ولي الأمر والدين. أيها الشعب السعودي العظيم إن إنسانيتكم ونبالتكم في المواقف شهامة وقوة، ولكنها ليست للمتاجرة، فالمشاعر حين تُستغل تصبح سلاحًا ضد أصحابها، والإنسانية إذا خرجت عن مسارها الصحيح انقلبت عبئًا لا فضيلة. والدولة أعزها الله لها منافذها وسفاراتها الرسمية لم تُغلق باب الرجوع لهؤلاء، بل قابلت من رجع بالإحسان والصفح، ما لم تتلطخ أيديهم بجرائم أو فساد. فمن الواجب أن تُضبط بالعقل لا بالمشاعر وتكون التبرعات عبر القنوات الرسمية فقط. شكرا لجندي الوطن ريان عسيري مثالا للفداء والتضحية. دمتَ عزًا يا وطني.