خيّم هدوء حذر على مناطق الساحل السوري، أمس (الاثنين)، عقب مواجهات عنيفة اندلعت خلال تظاهرات احتجاجية شهدتها مدينتا اللاذقية وطرطوس، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وعناصر الأمن، وفق بيانات رسمية. وأفادت مصادر محلية بأن عدداً من المدنيين أُصيبوا خلال الاحتجاجات التي تحولت في بعض المناطق إلى أعمال عنف، وسط تقارير عن اعتداءات متبادلة واستخدام أدوات حادة، إضافة إلى إلقاء حجارة وإطلاق نار في محيط التظاهرات، ما أدى إلى حالة من الفوضى والتوتر الأمني. وأكدت وزارة الصحة السورية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل جراء إطلاق النار أثناء التظاهرات، إلى جانب مقتل عنصر من قوات الأمن، مشيرة إلى نقل عدد من المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. من جهته، قال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية إن المواجهات لم تكن عفوية، بل جاءت نتيجة أعمال تحريضية، موضحاً أن الأجهزة الأمنية رصدت وجود عناصر مسلحة وملثمة اندست بين المتظاهرين واستغلت الاحتجاجات للاعتداء على المواطنين وقوات الأمن. وأضاف أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط عناصر مرتبطة بفلول النظام السابق في تأجيج الأحداث. وتأتي هذه التطورات بعد خروج تظاهرات شارك فيها آلاف من أبناء الطائفة العلوية في مناطق الساحل، على خلفية تفجير استهدف مسجداً في مدينة حمص قبل أيام، وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، ما أثار موجة غضب واسعة ودعوات للاحتجاج السلمي. وكانت دعوات قد صدرت لتنظيم اعتصامات سلمية واحتجاجات جماهيرية، وُصفت بأنها الثانية من نوعها منذ سقوط النظام السابق، وسط تأكيدات على الطابع السلمي للتجمعات، قبل أن تنزلق بعض التظاهرات إلى مواجهات وأعمال عنف. يذكر أن الساحل السوري سبق أن شهد في مارس الماضي موجات عنف دامية، اتهمت السلطات خلالها مجموعات مسلحة موالية للرئيس السابق بإشعال الاضطرابات عبر استهداف قوات الأمن. كما خلصت لجنة تحقيق وطنية شُكّلت لرصد الانتهاكات إلى مقتل ما لا يقل عن 1426 شخصاً من أبناء الطائفة العلوية في تلك الأحداث، إضافة إلى عشرات من عناصر الأمن.