لمعرفة قوة أي فريق، لا بد من النظر إلى ما يميّز لاعبيه، ومن خلاله تُبنى الخطط الفنية ويُوضع التكتيك المناسب للاستفادة من إمكاناتهم وتحقيق النتائج المرجوة. وعلى العكس تمامًا، فإن محاولة فرض أسلوب لعب مغاير لطبيعة اللاعبين غالبًا ما تقود إلى نتائج سلبية. فمثلًا، إذا كان الفريق يمتلك لاعبين يتميزون بالسرعة والانطلاقات، ثم اعتمد على الاستحواذ المبالغ فيه، فلن يجني من ذلك سوى الإخفاق. نادي الاتحاد يضم لاعبين يمتلكون ميزة اللعب السريع والاعتماد على التحولات الهجومية، ولن ينفع معهم إطلاقًا الاستحواذ غير المجدي، وهو ما لم يستفد منه الفريق في معظم مبارياته. المدرب كونسيساو يُعد من أكثر المدربين انضباطًا، ومن أبرزهم في العمل على الفريق من النواحي الفنية والبدنية والذهنية. لكن كل ذلك لا يكفي لتحقيق النتائج الإيجابية إذا لعبت بعكس ما يميّز لاعبيك، وكأنك تطلب من النجار أن يؤدي عمل الحداد؛ فلن تجد الجدوى، لأن هذا يختلف تمامًا عن ذاك. بالعودة إلى آخر مباريات نادي الاتحاد، يمكن ملاحظة أن الأهداف لم تأتِ عبر التحضير البطيء أو الاستحواذ العقيم، بل جاءت عندما اعتمد الفريق على اللعب السريع، واستغلال قوة الأطراف، مع وجود من يقتنص الفرص وينهيها بذكاء، مثل كريم بنزيما ورفاقه. اتحاد الموسم الماضي حقق بطولتي الدوري والكأس مع لوران بلان بالأسلوب ذاته، وقد يعود إلى وضعه الطبيعي إذا عاد لهذا النهج، خاصة بعد تحسن الوضع اللياقي للفريق، وتفادي ما حدث من إهمال لهذا الجانب في معسكر الصيف. الاتحاد يملك لاعبي أطراف، سواء محترفين أو محليين، على مستوى عالٍ جدًا، مثل: موسى ديابي، وبيرغوين، والشاب الموهوب والمؤثر روجر، وعبدالرحمن العبود، وعبدالعزيز البيشي، وأحمد الغامدي. هؤلاء يشكّلون ثروة حقيقية على خط التماس، وبعضهم يجيد اللعب في العمق وتزداد خطورته بالقرب من المرمى، ويعتمد ذلك على حسن توظيفهم، بحيث يلعب في الجهة الأنسب لقدراته ليستفيد الفريق من إمكاناتهم بأفضل صورة. ولكي لا يخرج الاتحاد خالي الوفاض من البطولات، لا بد من النظر إلى الواقع. وبالواقعية والمنطق، سيكون من الصعب تحقيق لقب الدوري في ظل تصدر النصر بفارق 13 نقطة. لذلك، الخلاصة تكمن في تحسين النتائج في الدوري، مع التركيز على هدف تحقيق كأس النخبة الآسيوية وبطولة كأس الملك. وفي حال تحقق ذلك، سيكون إنجازًا مفرحًا لعشاق نادي الاتحاد.