أعلنت الأممالمتحدة، أن موظفيها الذين تمكنوا من دخول مدينة الفاشر غرب السودان لأول مرة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها في أكتوبر الماضي، وجدوا المدينة شبه مهجورة، وسط قلق بالغ بشأن المحتجزين والجرحى. وقالت دينيس براون، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة والمنسقة الإنسانية في السودان، في بيان لها: إن الزيارة هدفت لتقييم إمكانية الوصول الآمن إلى الفاشر، ومتابعة سبل إيصال الإمدادات الأساسية للمدينة. وأشارت براون إلى أن السكان الذين رآهم موظفو المنظمة يعيشون داخل مبانٍ مهجورة أو في مخيمات مؤقتة مصنوعة من أغطية بلاستيكية بسيطة، مؤكدة أن العدد الدقيق للأشخاص المتبقين في المدينة لا يمكن تحديده حالياً. وأضافت براون أن الزيارة، التي استغرقت بضع ساعات فقط، جاءت بعد أسابيع من المفاوضات بشأن مطالب الأممالمتحدة لتوفير ممر آمن وحرية التنقل، مشددة على أن المدينة لم تكن مكتظة بالسكان، وتم مشاهدة عدد قليل منهم فقط. كما أعربت عن قلقها الكبير على الجرحى الذين لم يُرَوا، والذين قد يكونون محتجزين، ما يشكل تحدياً إنسانياً عاجلاً أمام المنظمة. وخلال الزيارة، لاحظ موظفو الأممالمتحدة وجود طاقم طبي في المستشفى السعودي بالمدينة، لكنهم لم يجدوا أي إمدادات، في حين كانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت سابقاً بأن المستشفى شهد مجزرة راح ضحيتها 460 شخصاً. يذكر أن الفاشر شهدت عمليات قتل جماعي وحملات اعتقال واسعة أثناء وبعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، مما دفع أكثر من 100 ألف شخص للفرار منذ أواخر أكتوبر، عقب حصار دام 18 شهراً، فيما لا يزال مصير العديد من السكان مجهولاً حتى اليوم.