انتهى موسم الحج هذا العام ليكون شاهدًا على عظمة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، ومثالًا يُحتذى به في التنظيم والإبداع، حيث وقفت المملكة كعادتها بكل طاقاتها وإمكاناتها، تُسخّر كل ما تملك لخدمة حجاج بيت الله، إيمانًا منها وإيقاناً بأن خدمة الحجاج شرف لا يعلوه شرف. منذ لحظة وصول الحجاج إلى أرض الحرمين، لمسوا حُسن الاستقبال، ودقة الترتيب، ووفرة الخدمات، فبدت رحلتهم الإيمانية أكثر راحةً وأمانًا من أي وقت مضى. ولله الحمد لم تُسجَّل أي مشاكل تُذكر، وسارت الجموع المليونية بانسيابية مدهشة، بفضل الله ثم بفضل التخطيط المتقن، والبنية التحتية المتطورة، والتقنيات الحديثة التي سخرتها المملكة لهذا الحدث العظيم. لقد انبهر الحجاج بهذا المستوى من العناية والتنظيم منذ وصولهم وعبّروا عن سعادتهم العارمة، مؤكدين أن ما وجدوه فاق كل توقعاتهم، وأنهم أدّوا مناسكهم في أجواء من السكينة والطمأنينة. إن ما قدّمته المملكة في حج هذا العام ليس مجرد إدارة موسم، بل هو رسالة حضارية وروحية تعكس التزامها العميق بخدمة الإسلام والمسلمين، وتُشعرنا نحن أبناء هذا الوطن بالفخر والاعتزاز، سائلين الله أن يحفظ بلادنا وقادتنا، ويجزيهم خير الجزاء على هذا العطاء المبارك.