أكد الكرملين، أن لا بديل أمام روسيا سوى مواصلة عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مشدداً على أن القوات الروسية تحقق تقدماً على مختلف الجبهات، في وقت تتكثف فيه الهجمات المتبادلة بالطائرات المسيّرة وتتصاعد المخاوف من تداعيات أمنية واقتصادية داخل روسيا نفسها. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف أمس (الأربعاء): إن العملية العسكرية الروسية تمضي قدماً لتحقيق أهدافها التي حددها الرئيس فلاديمير بوتين منذ انطلاقها، موضحاً أن موسكو تعتبر أمنها جزءاً أساسياً من منظومة الأمن الأوروبي، ولا يمكن القفز عليه أو تجاوزه. وأضاف أن بلاده "تحافظ على استقرارها الاقتصادي" رغم الضغوط والعقوبات، لكنه أقر بوجود مشاكل في بعض القطاعات. وبيّن بيسكوف أن العلاقات مع واشنطن تراوح مكانها وأن فرص التقارب "شبه معدومة"، رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي رأى أن أوكرانيا قادرة على استعادة كامل أراضيها. كما رفض وصف ترامب لروسيا بأنها "نمر من ورق"، معتبراً أن البلاد تخوض حرباً مصيرية لا مفر من الانتصار فيها. وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الروسية أن مجمعاً للنفط والبتروكيماويات في منطقة باشكورتوستان تعرّض لهجوم جديد بطائرات مسيّرة أوكرانية، في ثاني حادث من نوعه خلال أسبوع. وأكد راضي خبيروف، رئيس المنطقة، أن الهجوم استهدف مجمع "نفتخيم سالافات" التابع لشركة "غازبروم"، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ باشرت عمليات إخماد الحريق وتقييم الأضرار. ميدانياً، أعلن الجيش الروسي سيطرته على أجزاء واسعة من مدينة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا، مؤكداً أن هذا التقدم يمهد لعمليات أوسع في عمق منطقة خاركيف وصولاً إلى مدينتي إيزيوم وتشوهويف. وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت خلال يوم واحد 96 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينها 5 كانت متجهة نحو العاصمة موسكو، فيما أكد مسؤولون محليون تدمير مسيرات أخرى في القرم ومناطق متفرقة، ما أدى إلى اندلاع حرائق محدودة دون وقوع خسائر بشرية. من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصين إلى لعب دور أكثر فعالية، مؤكداً أن بكين "قادرة على إجبار موسكو على وقف الحرب"، لكنه اتهمها بتفضيل الصمت والابتعاد عن مساعي السلام. وأضاف زيلينسكي أن بلاده وافقت على جميع المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، مشدداً على أن أوكرانيا تعتمد على الدور الأمريكي لدفع روسيا نحو تسوية سلمية.