سلسلة «إصدارات الملوك» مبادرة رائعة أطلقها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث غير الربحي، بهدف توثيق مسيرة ملوك المملكة وإنجازاتهم في خدمة الوطن، من خلال عدد من الصور النادرة وترسيخ الفخر والانتماء للوطن وللقيادة بين الأجيال الجديدة. ومنذ انطلاقة مؤسسة التراث غير الربحية، تحوّلت الأبحاث والدراسات إلى حركة فكرية وتنويرية شكلت الوعي، وحملت معها إشارات حضارية واقتصادية وإنسانية، بعثتها يد الإنسان السعودي، التي اعتاد العالم عليها بأنها لا تمد إلا بالخير والجمال والعناية والاهتمام. لقد كان لهذه الإصدارات تأثير عميق في المجتمع، إذ أسهمت في معرفة أن نهج هذه الدولة هو انتظام الناس إلى المستقبل، والحرص على التطور والتطوير والبناء بثقة وعزم منذ عهد الملك عبدالعزيز وملوك المملكة السابقين، رحمهم الله، ينظرون إلى المستقبل بطريقة بعيدة المدى وهذا ما يجنيه الجميع ثماره اليوم. فقد حفزت الإصدارات على التأملات العميقة في المبادئ والقيم التي شكلت شخصيات أولئك الملوك، وأسهمت في تطوير تجاربهم وقدراتهم على التفكير واستلهام الحكمة بكل ثقة. وأوجدت أيضاً بيئة تقدر المنجزات، حتى باتت سير الملوك تحمل كل منها درساً أو موقفاً، بأسلوب سهل، صادق، وبشكل مباشر يصل من القلب إلى القلب. ومؤخراً اتجهت الأنظار إلى مؤسسة التراث غير الربحية حيث نظمت احتفائية تدشين كتاب «سلمان» ضمن سلسلة كتب الملوك، في مشهد تابعه السعوديون بنشوة الافتخار والاعتزاز، احتفاء بملك جعل من الإنسان صديقاً للدولة ومن التنمية مساراً في اتجاه النجاح والتقدم، حيث وثّق ذلك الكتاب مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، وسلّط الضوء على سيرته ورحلة معاصرته للمؤسس وملوك المملكة، رحمهم الله، ورصد نشأته ومحطات حياته والمواقع القيادية التي تقلّدها ومساهماته الجليلة في بناء الدولة وأعماله وعطاءاته التي قدّمها على مختلف الجوانب الاجتماعية والإنسانية والثقافية والتراثية والاقتصادية ورؤيته المستقبلية. سلسلة «إصدارات الملوك» لم تكن فحسب إصدارات، بل هي مشروع تنويري تتم قراءتها بالقلب قبل العين، وتُحفظ في الذاكرة قبل الرفوف، هي هدية من مؤسسة إلى وطن، ومن إنسان إلى المواطنين والمواطنات، أنصح كل من غايته استيعاب القيادة أو تنمية ذاته أو استمداد الحكمة أن يقرأها ويتأمل فيها ويجعلها مصاحبة له في رحلة الحياة. بارك الله في كل جهد وطني مخلص، سواء في مسار التاريخ أو غيره، وما أروع ما قاله الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: «يجب على الشباب أن يكون أيضاً لديه المعرفة العميقة بوطنه، ونهضته، وتاريخه، وأن هذا الوطن قام نتيجة أعظم وحدة تاريخية في العصر الحديث، ولا بد أن يعرف جيل اليوم وجيل المستقبل كيف نشأ هذا الوطن وكيف قامت حضارته وما هو تاريخه». وفق الله جميع العاملين المخلصين.