في كل عام، يطلّ علينا اليوم الوطني السعودي كأنشودة عشق تتجدّد في القلوب، فتنبض الأرض بأهازيج الفخر والاعتزاز، إنه يوم لا يُختصر بذكرى، بل يتسع ليكون هوية خالدة، وسيرة وطن صنع من الصحراء حضارة، وحوّل الحلم إلى واقع مهيب. في هذا اليوم يرفرف علمنا الأخضر، ليس مجرّد راية، بل رمز عزّ كُتبت عليه كلمة التوحيد، ليشهد العالم أن جذورنا ضاربة في عمق التاريخ، وأن حاضرنا يُبنى بصلابة، وأن مستقبلنا يشرق بوعد وازدهار. اليوم الوطني مناسبة نستعيد فيها شريطاً طويلاً من الكفاح والعطاء، ومن الحب المتبادل بين القادة والشعب. فمنذ أن وحّد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أرجاء المملكة عام 1351ه (1932م)، ونحن نرفل في نعمة الأمن والرخاء، ونعيش ثمار رؤيته الحكيمة التي أرست دعائم النهضة الحديثة. وعلى خطاه واصل أبناؤه الملوك مسيرة البناء، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي شهدت المملكة فيه قفزات هائلة في كل المجالات، من البنية التحتية إلى الاقتصاد والخدمات، برؤية متوازنة جمعت بين التقدم المادي والارتقاء الاجتماعي، لتصل ثمار التنمية إلى كل شبر من أرض الوطن. هذه الإنجازات لم تكن مجرد أرقام، بل تجسيد حي لرؤية القيادة الحكيمة ورعايتها لشعب المملكة، في سبيل تحقيق نماء مستدام وتطور متواصل. وفي الذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، وإلى الأسرة المالكة الكريمة، وإلى الشعب السعودي الوفي، متمنين لوطننا العزيز دوام الرفعة والازدهار تحت ظل القيادة الرشيدة، سائلين الله أن يحفظ المملكة وقيادتها وأمنها ورخاءها. إن اليوم الوطني ليس يوماً على التقويم فحسب، بل هو نبض في القلوب، وعهد متجدد بالولاء والانتماء، وذكرى خالدة للفخر والعزّة لكل سعودي وسعودية، وللوطن الذي سيبقى أبداً منارةً للعزة والكرامة والريادة بين الأمم.