حين يصل الإنسان إلى مرحلة نفاذ الطاقة النفسية أو الجسدية أو العاطفية فإن الخزان يكون فارغا وهو مصطلح مجازي حديث يُطلق لوصف تلك الحالات، وغالبًا ما يصل الشخص إلى تلك المرحلة عند شعوره بالاستنزاف النفسي والجسدي والعاطفي، وأيضًا عندما يفقد الشغف والقدرة على العطاء وبالتالي عدم القدرة على مواجهة الضغوط أو إدارة المشاعر، فالخزان الفارغ يجعل الإنسان عاجزا عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وعاجز عن التكيف مع الآخرين، وعاجز عن الاستمتاع بأبسط الأشياء، وفي اعتقادي أن الضغط المستمر هو أكثر وأهم سبب لوجود الخزان الفارغ، لذا لا بد من الاتزان في الأخذ والعطاء، في الإصرار والتسليم، في البحث والتوقف، في طرْق الأبواب واستبدالها، لأنها دوافع أساسية للصحة النفسية، يقول (هانز سيليه) الطبيب الرائد في دراسات الضغط النفسي بأن الاستمرارية في الضغط بدون فترات راحة تجبر الجسم والعقل على العمل في وضع طوارئ دائم، وقد شرح ذلك من خلال نظريته المقسمة إلى ثلاث مراحل، الأولى وهي (مرحلة الإنذار) والتي يستجيب لها الجسد في محاولة للمواجهة، والثانية وهي (مرحلة المقاومة) والتي تتم فيها محاولات التكيف مع الضغط وغالبًا يكون الخزان النفسي فيها محتفظًا بجزء متوسط من طاقته، ثم المرحلة الثالثة وهي (مرحلة الإنهاك) ويتم فيها استنزاف كل الطاقة الداخلية، وتتوقف فيها القدرة على الاستمرار، وبالتالي يصبح الخزان فارغًا، ويُعد ذلك الفراغ إشارة مهمة جدًا من النفس، ورسالة استجداء لسد الخلل، ولإعادة النظر في نمط حياتنا، بالإضافة إلى ضرورة تعبئة الخزان بالسلوكيات المجددة للطاقة وإعادة التوازن، الخزان ينفد عند الإصرار، والتعلق، عند العطاء المفرط، وعند إهمال الاحتياجات الأساسية في الحياة، وجود الخزان الفارغ في دواخلنا مؤشر خطر يجدر بنا الانتباه له حتى لا يعيق حياتنا.