كلما دنا رمضان من الانتهاء، وأوشك على الرحيل والانقضاء، تجدّدت في النفوس مشاعر متباينة في وداعه، ما بين فرحٍ بتمام الصيام، وحزنٍ على الرحيل والانصرام، وهو ما جعل الناس في توديعه فريقين: متفائل، ومتشائم، ولكل من التفاؤل والتشاؤم درجاته، فأما درجات (...)
تنفتح السيميائية على العلامات وما تدل عليه، أو الرموز وما تشير إليه، وهي منهج نقدي حديث، ومعاصر، وإن كانت إشاراتها معروفة في القديم عند بعض الفلاسفة اليونانيين، كأفلاطون، وأرسطو، وغيرهما، والواقع أن السيميائية منذ إرهاصاتها الأولى، إلى اهتماماتها (...)
التداولية علم استعمال اللغة، وهي مبحث حيوي يجعل الخطابات أكثر تفاعلاً، وذلك من خلال مراعاة المقام، وأحوال المخاطب، وكيفيات التواصل، وأغراض الكلام، وقوانين الإقناع، وما يرمي إليه من مقاصد، وغايات، فهي تنظر إلى اللغة بوصفها ظاهرة خطابية، وتواصلية، (...)
الحَمَاسَاتُ جَمعُ حَمَاسةٍ، وهي مختاراتٌ من الشعر ينّتخبها بعضهم من شعر شعراء مشهورين، أو مغمورين، وقد عُرِفت تلك المختارات أول ما عرفت مع شرّاح المعلقات، ثم مع بعض الكتب التي صُنِّفت في باب الاختيارات، ك (المفضليات) للمفضّل الضبّي (175ه)، (...)
كنا استهللنا هذا العام الميلادي بمقال في صحيفتنا العزيزة، صحيفة الرياض، بعنوان (الإِبِلُ بِوَصفِهَا عَلَامَةً ثَقَافِيَّةً)، وكنا أشرنا فيه إلى أن الإبل أضحت اليوم علامة سعودية أصيلة، ذات أبعاد ثقافية، يمكن أن تضاهي ما تعتد به الحضارات الأخرى من (...)
هذا عنوانٌ عريضٌ للندوة الاحتفائية التي نظّمتها (الجمعية العلمية السعودية للغة العربية) في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض قبل أيام، وذلك في مساء يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر شعبان من العام خمسة وأربعين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية، الموافق (...)
يعد القصص أمراً مهماً في حياة كثير من الناس، ولا نبالغ إذا قلنا: إن الحياة لا تخلو من القصة في كل تفاصيلها، فالواعظ يحتاج إليها في وعظه، والمؤرخ يستند عليها في رواية الآثار والأخبار، والطبيب يلجأ إليها عندما يحاور مرضاه، ويستمع لمشكلاتهم، والقاضي (...)
قبل أن ندخل إلى الحديث عن الخطاب الأخلاقي من المهم أن نشير إلى أن هذا الخطاب هو كل نصٍّ شعري أو نثري، مكتوب، أو شفاهي، أو مسموع، أو مرئي، ومعلوم أن تصنيف الخطاب إلى خطابات فعل معهود عند النقاد قديماً، منذ عهد (أرسطو) الذي ميّز بين خطاب شفوي، (...)
لفت انتباهي وأنا أتجوّل في فضاء منصة (إكس) الشهيرة، ما أبدعه الدكتور حسن النعمي من سرد رياضي ماتع، وذلك في ملصقين جداريين يحملان توقيعه، وصورته، فالأول بعنوان: (سردية كأس آسيا 1)، والثاني بعنوان: (سردية كأس آسيا 2)، والحق أنني استمتعتُ معه في أجواء (...)
تشير كلمة (إيكولوجيا Ecology) إلى العلم الذي يهتم بدراسة العلاقة بين الكائنات الحية -بما فيها الإنسان- والبيئة، وذلك من خلال فهم التفاعل الذي يجمع بين تلك العناصر، ويشمل ذلك الفهم أيضاً التعرف على النظام البيئي في تفاعله مع الإنسان، والحيوان، (...)
لونٌ جديد من الشعر، لا أحسبه معروفاً، أو مألوفاً، ولا أدّعي أنني أول من أشار إليه، أو كشف عنه، أو أتى فيه بجديد، لكنني في حقيقة الأمر حاولتُ أن أتلمّس هذا العنوان في محركات بحثٍ مختلفة؛ لعلي أظفر بشيء موافق لهذا الموضوع، أو قريبٍ منه على الأقل، فلم (...)
أول ما يواجهنا من إشكال في التعرف على المنهج الإنشائي بوصفه منهجاً نقديًّا هو التباسه بالإنشائية الأدبية، والإنشائية البلاغية، ومعلوم أن الإنشاء عند أهل الأدب هو: القطعة الأدبية النثرية، وهو عند البلاغيين: الكلام الذي لا يحتمل صِدقاً، ولا كذباً، وما (...)
دلّت آيات من القرآن الكريم على عظمة خلق الإبل، فقال تعالى: "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ"، وقال تعالى: "وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ"، وقال تعالى: "حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"، وقال تعالى: "إِنَّا (...)
لا يمكن لغير الإنسان أن يكتب سيرته بنفسه، أو أن يتحدث عن حياته، فلا يمكن للحيوان، ولا الطير، ولا النبات، ولا الجماد أن يقصّ علينا من أخباره، أو أسراره، أو يتحدث عن عواطفه، ومشاعره، كل ذلك إنما هو من صميم عمل الإنسان، غير أن عدم قدرة الأشياء على (...)
يدخل هذا العنوان نقديًّا في (نظرية التلقي)، وهو محور مهم ترتكز عليه هذه النظرية، إضافة إلى (أفق التوقع - أفق الانتظار - اندماج الأفق - المسافة الجمالية - تغيّر الأفق - تأسيس الأفق..)، وتلكم مباحث نقدية حديثة وُلدت (بعد البنيوية)؛ لكي تعيد للقارئ (...)
نحتفل بعد يومين باليوم العالمي للغة العربية، تحت شعار (اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ: لُغَةُ الشِّعْرِ وَالفُنُونِ)، وهو موضوع مهم في بابه، نظراً لما فيه من تحاقل بين العلوم والفنون، ولعل هذه العلاقة بين الشعر والفن هي شكل من ضروب هذا التحاقل؛ ولهذا جعل (...)
تبدو الإشكالية الأبرز في موضوع النقد الثقافي في اصطلاحه، وفي نشأته، وريادته، فالثقافية هنا ليست نعتاً للنقد فحسب، وإنما هي تحديد لمنهج نقدي طارئ، لم يكن معهوداً، أو معدوداً في جملة المناهج النقدية، وصفوة القول: إن النقد الثقافي أخذ يستمد من الثقافة (...)
فَازتْ رِياضُنا الحبيبة، قبل أيامٍ قريبة، باستضافة معرض (إكسبو) الدولي 2030، ويأتي فوز عاصمتنا العزيزة (الرياض) تأكيداً على الريادة التي تتبوؤها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات، فالرياض مدينة عظيمة لا يليق بها إلا الشيء العظيم، والمملكة (...)
تعد الرواية العربية ذات العنوان الزمني قديمة الظهور، إذ ترجع شواهدها إلى تاريخ نشأة الرواية، فقد رأينا الزمن يلوح في الواجهة الأولى للرواية على نحوٍ واقعي معروف (الماضي والحاضر والمستقبل)، غير أننا قد نجد له أثراً آخرَ أكثر وضوحاً في المفارقات (...)
بُني النقد منذ نشأته قديماً على الحكم بالجودة، أو الرداءة، أو القوة، أو الضعف، ومن الطبيعي في الأحكام النقدية ظهور انطباع آخر لدى الطرف المقابل، إذ قد ينجر عن تلك الأحكام ردود أفعالٍ طبيعية، وربما ظهرت ردود أفعالٍ غريبة، وهي ردود تبدأ من عدم تقبّل (...)
الذي يتأمل مسيرة النقد الأدبي عند العرب سوف يلحظ مروره بأطوار عديدة، وأشكال مختلفة، ومن خلال تلك الأطوار والأشكال تشكّلت لدى الثقافة العربية حصيلة هائلة من الممارسات النقدية التي جعلت من النقد الأدبي أكثر ثباتاً ورسوخاً، بل أكثر تطوراً وتجدداً؛ إذ (...)
من يتأمل مطالع القصائد في الشعر العربي يجدها لا تخرج عن شكلين: فإما أن تكون ذات إشعاع يجذب القارئ، وينير له دروب القصيدة، وإما أن تكون بيتاً عابراً موقعه الصدارة فحسب، وهنا تبدو قيمة المطلع في الشعر مهمة في كونها مفتاحاً لكل أبواب الجمال التي ينشدها (...)
تعد الموازنة مبدأ من مبادئ النقد والتقويم على مستويات عدة؛ لذلك يستعين الإنسان بها في كثير من أمور حياته، ولا سيما في الجوانب المتشابهة، وتدخل الموازنة في مجالات مختلفة؛ ولذلك نراها في الحقل الإنساني، وغير الإنساني، كما نجدها في النظريات العلمية: (...)
يظل الإنسان ابن بيئته، وكذا الأديب - شاعراً كان أم ناثراً - هو ابن بيئته التي وُلِد فيها، ونشأ في محيطها، وترعرع في أرجائها، وعاش في نواحيها، ودبّ على أكنافها، فتنفس هواءها، وشرب ماءها، ومشى على ترابها، وحنّ إلى أرضها، واشتاق إلى أهلها، وتضاريسها، (...)