يقول الشريف الجرجاني (816 ه) في كتابه التعريفات: "الغيرة كراهة شركة الغير في حقه"؛ ولذلك جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، (...)
تعود أصول هذا المنهج النقدي إلى كلمة (سيمياء) المشتقة من الجذر اللغوي (وسم)، وقد وردت هذه الكلمة في بعض آيات من القرآن الكريم بمعنى (العلامة)، قال تعالى: "تَعْرِفُهُم بِسِيماهُمْ"، وقال تعالى: "وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا (...)
كانت الطريق وما زالت علامة على الانتقال من مكان إلى آخر، ومن هنا كانت دلالتها مكانية، وارتبطت بالجغرافيا وتضاريسها، وهذا هو المعنى الحقيقي والأصلي لها، فالطريق مسلك يقصده الناس من جهة إلى أخرى، وفاقاً لغايات متنوعة، ومقاصد مختلفة، غير أن هذه (...)
يَرِد العنوان العطري في المؤلفات حقيقة، أو مجازاً، كما قد يأتي بشكل مباشر، أو ضمني، وربما رأيناه حاضراً دون أن ترتبط الرائحة بصلة مع مضمون الكتاب، فيسوق المؤلف عنوانه تجميلاً وتحسيناً؛ لهذا نحن أمام جملة ثرة من الكتب التي تحمل عنواناً عطريّاً، (...)
حينما نقرأ الأدب في مختلف أجناسه وأنواعه وأشكاله، سوف نجد أنه يسلّط الضوء أحياناً على ظروف الحياة، وطريقة العيش، وسلوك البشر، وكيف يفكّرون، ويتعاملون، ولا ريب أن هذه الوظيفة هي جزء مهم من وظائف الأدب التي ينطلق منها، ويسمو بها، ويرتكز عليها، فما (...)
لئن كانت المملكة العربية السعودية مهد العربية، وقلبها النابض، وحاضنها الأول منذ الأزل، فإن الخطَّ العربي أحدُ أشكال الهوية اللغوية، والثقافية، والتاريخية، والجمالية، إذ ما زال عمقاً راسخاً، وفنًّا متجدّداً، يحكي قصةً من قصص خلود اللغة العربية، (...)
هناك عبارة جميلة لأبي منصور الثعالبي (429ه) في كتابه (فقه اللغة وسر العربية) تؤصل لمفهوم الهوية اللغوية، والانتماء الديني، واللغوي، والوطني، وهي قوله: «أما بعد حمد الله على آلائه، والصلاة والسلام على محمد وآله، فإنّ من أَحَبَّ الله تعالى أحبَ رسوله (...)
ارتحل عنا قبل أيام قلائل الأديب السعودي (سعد بن عبدالرحمن البواردي 1348- 1446ه)، وهو شاعرٌ، وقاصٌّ، وكاتب مقالات متمرّس، ويُعَدُّ من روَّاد الصِّحافة في المملكة العربية السعودية، حصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2014، وكان عمره (...)
في هذا العهد الميمون، والعصر الزاهر، تنطلق مملكتنا الحبيبة في رحلة تحوّل جميلة، تمضي فيها -بعون الله تعالى- نحو مستقبل واعد، وآمال مشرقة، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ومع رؤية السعودية 2030 التي أسس لها ولي العهد صاحب السمو الملكي (...)
يتحاقل الأدب مع الحرفة بوصفه تعبيراً إنسانياً جمالياً يصف الكون، والحياة، والمجتمع، وأما الحرفة فهي ميدان رحيب يكشف عن أصالة ملموسة وتجذرة، كان يمتهنها الآباء والأجداد ومن سبقهم، فهي دليل على العمق التراثي، والثقافي، والجمالي، وهو أمر قد يلتقي مع (...)
عندما تحدّث الناقد الأدبي (رولان بارت) في (درس السيميولوجيا) عن هذا العلم ذكر بأنه «علم الدلائل»، ويكاد أن يتفق أكثر النقاد على أن السيميائية علم يدرس أنساق العلامات، والأدلة، والرموز، وما توحي إليه، ومن هنا تهتم (السيميولوجيا) بالأنظمة اللغوية، (...)
أبدع الشعراء منذ القديم في وصف الهلال، فقال ابن المعتز (296ه): «وانظر إليه كزورق من فضة / قد أثقلته حمولة من عنبر»، وعندما وصف ابن حمديس الصقلي (527ه) هلال رمضان أشار إلى معنى دقيق، فمنح الهلال وصفاً بلاغياً شائقاً، عندما قال: «قلتُ والناس يرقبون (...)
تقلّب حضور شهر الصوم في كتب اللغة بين المثال وشرحه، ففي (كتاب) سيبويه (180ه) نجد مثلاً هذا النص: «ومما أُجري مجرى الأبد، والدهر والليل، والنهار: المحرم، وصفر، وجمادى، وسائر أسماء الشهور إلى ذي الحجة؛ لأنهم جعلوهن جملة واحدة لعدة أيام، كأنهم قالوا: (...)
أشرنا آنفاً في المقال السابق إلى حضور رمضان في كتب الأدب، وفي هذا المقال نسعى إلى رصد هذا الحضور لدى جملة من البلاغيين والنقاد القدامى؛ لهذا نحاول في هذا المقال الكشف عن تلك السمة في أهم كتب البلاغة والنقد، ونشير إلى أن تناول هذا الشهر جاء موزعاً (...)
تعد مفردة (رمضان) من المفردات التي حَظيت باهتمام واسع لدى الأدباء في شعرهم ونثرهم منذ القديم إلى يومنا هذا، وكنا قد تناولنا الحديث عن هذا الشهر الفضيل في الأدب في رمضانات خلت، فأشرنا إلى مظاهر استقباله، وأشكال توديعه، وبعض الظواهر الأخرى التي (...)
من يتابع الموقع الرسمي ليوم التأسيس ستدهشه تلك الجماليات التي يحملها (النص الفائق)، ونعني به ذلك النص (التشعبي) الذي يبدو على الشاشة، ويتفاعل معه المتلقي من خلال النقر عليه، ويُعرف بالإنجليزية ب (Hypertext)، وهو نص تقاني ولد في بيئة إلكترونية، يمكّن (...)
تشير (الإيكولوجيا Ecology ) إلى البيئة، ودراسة العلاقة بين الإنسان والحياة، وقد امتدت في هذا العصر لتندمج مع تخصصات إنسانية متنوعة، لعل من بينها: الأدب الذي هو أحد أشكال التعبير المهمة عن الإنسان وبيئته. وفي ضوء ذلك الاندماج ظهرت (الإيكولوجيا (...)
ربما عُرِف مصطلح (الأدب) في فترة زمنية تعود إلى منتصف القرن الثاني الهجري، حينما ألّف ابن المقفع (142ه) (الأدب الكبير والأدب الصغير)، ثم لما صنع ابن قتيبة (276ه) كتابه (أدب الكاتب)، ثم عندما صنّف المبرّد (285ه) كتابه (الكامل في اللغة والأدب)، ثم (...)
يأتي هذا المقال انطلاقاً من التوجه الثقافي الذي رأته وزارة الثقافة هذا العام (2025م) للاهتمام بالحِرَف اليدوية، وما تمثّله من تجسيد لموروثنا الإبداعي، وتفاصيلنا الثقافية المتنوعة، وترسيخ مكانة الحِرَف اليدوية محلياً، وعالمياً، بوصفها تراثاً ثقافياً، (...)
شَرُفَ الأدبُ بوصف المصطفى –صلى الله عليه وسلم– فتنافس شعراء الصحابة –رضوان الله عليهم– في مدحه، والثناء عليه، والدفاع عنه، كما رأينا في قصائد حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن زهير، وغيرهم، وكانت أوصافهم جميلة بجماله –صلى الله (...)
يمكن وصف الأدب بالجنائي، أو القضائي، أو القانوني، غير أن الأدب الجنائي قد يكون أعم؛ لأن القضاء، أو القانون إنما هما ردّ فعل يأتي بعد الجناية؛ لذلك فالأدب الجنائي ينبع من الجنايات، وما ينبني عليها من المرافعات القضائية، والمسائل القانونية، والتحريات (...)
في ضوء نظرية التلقي التي اهتمت بالقارئ، وأعادت له مزيداً من الوهج، وبعثت فيه كثيراً من الاهتمام، تبدو عنايتها بأفق التوقع لدى المتلقي منذ العقد السادس من القرن الماضي، حيث اضطلعت بنقد استجابة القارئ، سواء أكان واحداً، أم مجموعة (جمهور)، وكان تركيزها (...)
توقّف الكتّابُ كثيراً في نصوصهم عند مطالع الأعوام وخواتمها، وكان أكثر تناولهم لها متنوعاً بين استقبالها، ووداعها، مع عاطفة تشي بالحزن أحياناً، واللوعة على الفراق، وانصراف الأيام، وإدبار الأعوام، وتولي العمر؛ ولذلك قال الشاعر: «إنا لنفرح بالأيام (...)
لفتت انتباهي عبارة تنسب للعالم الفيزيائي (ألبرت أنشتاين 1955م)، وسواء أصحّت نسبتها له، أم لغيره، فهي مفتاح لكل ما قد يستغلق أمامنا، وباب لكل ما نسعى إلى استيضاحه، وهي أداة مهمة في سبيل التعلّم، وطلب المعرفة، كما أنها أسلوب ينتهجه الصغير والكبير، (...)
منذ الصغر كنا نحلم بمشاركة أي منتخب عربي لكرة القدم في كأس العالم، كنا يومها نفرح ونزهو حينما يمثلنا العرب أمام أقوى المنتخبات التي عرُفت بسيادتها الكروية، لكن فرحتنا كانت مختلفة جداً يوم شارك منتخبنا السعودي في مونديال كأس العالم بأميركا عام 1994م، (...)