المسجد كما هو يخص جماعة محددة تؤمّه كل يوم؛ هو كذلك أحد الرموز العميقة التي تُعبّر عن مفهوم الأمة في الإسلام، كونه يتجاوز الحدود الجغرافية ويصنع مفهومًا مرتبطًا برابطة الإسلام أكثر من تعبيره عن مجرد كيانات معمارية منظورة ومشاهدة..
ما الذي يدعونا إلى (...)
يقدم التراث الموازي خيارات متعددة للتمسك بالجذور ومقاومة ظاهرة اللا مكان، لكنه في الوقت نفسه لا يتصادم مع السيولة الثقافية التي تفرضها العولمة.. النواة الإبداعية مرجع آمن للجذور التي تستقر في هذه النواة؛ لكن التراث الموازي يدعو لدراسة الحالة الفكرية (...)
"كلية العمارة والتخطيط" في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، ليست مؤسسة رائدة في التعليم المعماري فقط، بل في خلق العمل المؤسسي التعليمي في مجال العمران وفي الجرأة على مواجهة التحديات؛ كونها أسست التعليم المعماري للنساء في فترة كان يخوض فيها المجتمع (...)
النقل بين الحضارات الإنسانية يمثل حالة طبيعية قائمة على التأثير والتأثر، لكن غالبًا ما يكون هذا النقل في صورته المادية ونادرًا ما يحمل المعاني الثقافية التي كانت مُرتبطة به في ثقافته الأصلية، وغالبًا ما يكتسب معاني جديدة في البيئة الجديدة التي انتقل (...)
لقد كان دوري على الدوام هو دور الناقد الذي يحاول أن يقوّم ما يقدمه الطلاب ويوسّعه ويربطه بالسياق المعرفي النقدي ويقرّبه للخطاب المعماري السائد في مجال الفكرة التي يقدمها الطلاب.. هكذا تتحول المحاضرة كل أسبوع إلى ساحة للحوار بدلًا من الخطاب التعليمي (...)
كنت أعتقد أن المتقابلات المتجادلة تنحصر في الظواهر الكبرى، لكن علمتني "الظاهرة العمرانية" أنها مكوّنة من سلسلة من المتقابلات الجدلية التي شكلت تقاليدها عبر الزمن وخلقت بنيتها الجوهرية، فالداخل يقابله الخارج وبينهما عتبات لا حصر لها وحولهما تقاليد (...)
استحقّ لبنان مؤخرًا، بعد عقودٍ من العبث بالشرعيّة، أن يتولى رئاسة الوزارة فيه رجل دولة يؤمن بالمؤسسات ودولة القانون، جاءنا نواف سلام، من أروقة القضاء الدولي والمنظمات الدولية، حاملاً معه تجربة افتقدتها الدولة اللبنانية منذ اللحظات الأولى لاشتعال (...)
خارطة العمارة السعودية تهدف بشكل مباشر إلى تعزيز "الهوية الجماعية المادية"، فهي تسعى إلى توسيع ما هو مشترك بصريًا في كل منطقة من مناطق المملكة، لكنها من وجهة نظرنا لا تفرض الكيفية التي يتم التعبير بها عن هذه الهوية، فقد تكون عبارة عن إشارات تجريدية (...)
ربما نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في علاقتنا مع العالم، فهل نحن مجرد داعم أو صانع للتغيير؟ لابد أن نفكر بمنطق المؤثر الذي يترك أثرًا ويصنع التغيير.. وهذا يتطلب فهمًا عميقًا لمواطن التغيير التي تؤثر على مستقبل الإنسان، فكل تغيير يعني محطة جديدة في (...)
لقد كسرت الرياض قواعد المد الحداثي، فهي لم ترد أن تحبس نفسها داخله، وقدمت مشروعها الفكري المحلي عبر تجارب عميقة وظفت فيها مبادئ عمرانية تعتمد بشكل مباشر على الأمكنة والصور التاريخية التي لا تزال راسخة في أذهان الناس وتقبلوا استبدالها في فترة سابقة، (...)
يبدو لي أن البشر يتقبلون الأشكال الجديدة حتى يصلوا إلى مرحلة التشبّع منها ثم يتجاوزونها إلى أشكال ومنتجات جديدة، لذلك غالبًا ما يكون التعامل مع الأنماط التاريخية كأنماط مكتملة يجعل من تقبّلها يواجه مقاومة داخلية، كونها مشاهدة من قبل ولا تقدم أي (...)
أستطيع أن أصف ندوة مكتبة الإسكندرية أنها ندوة فلسفية فكرية، أكثر من كونها ندوة تستعرض أمثلة لتاريخ تطور المآذن في أمكنة متعددة وأزمنة متباينة.. الحديث الآخر الذي صاحب السرد المعرفي الثري كان حديثًا يتحدى حالة «التعود» ويفكك ظاهرة العادة التي تصنع (...)
في واقع الأمر؛ ما يجمع بين فيلمي «الناقد» و«المعماري» من وشائج منهجية عميقة تجعل من التفكير في مسألة النقد، خصوصًا المعماري، معيارا لاستعادة الطريق القويم الذي قد يضل عنه البعض، لكنه يتطلب في الوقت نفسه منهجًا موازيًا يقوّمه وينتقده وهو ما سماه صديق (...)
كل كشف معرفي هو كشف عن جزء من حقيقة الخلق الكبرى، التي هي موجودة ويدعونا الله إلى فهمها وكشفها، وكل تفاعل واحتكاك بشري مع المعرفة هو جزء من الفطرة البشرية وطريق إلى فهم الطبيعة الإنسانية المُشبّعة بالعقل الفضولي الساعي لفهم أسرار الحقيقة (...)
الحديث عن الثقافة الموازية مرتبط بشكل مباشر بالحوار المتجدد حول هوية العمارة السعودية والهوية السعودية بشكل عام وربما يتكرر هذا الحوار في العديد من الدول العربية مع هذا المد القاسي لثقافة الآخر التي يعتبرها البعض ثقافة معادية..
في البداية أحتاج أن (...)
المتتبع للثقافة العربية منذ نشأتها قبل وبعد الإسلام يجد هناك خصائص وجودية عربية أهمها اللسان لكن هناك مجموعة من الخصائص الأخلاقية والبيئية يتصف بها العرب تشكل نواتهم الثقافية. ومع ذلك لن أدعي أنني على معرفة واثقة بهذه الخصائص لكن أدعو إلى دراسة أكثر (...)
ما يواجهه سوق العمل في الوقت الحالي هو عدم اتزان بين الفرص التي يحصل عليها البعض وبين مهاراتهم الفعلية لمجرد أنهم حصلوا على شهادات جامعية. إعادة تشكيل مفهوم العمل والمهارات المطلوبة يقتضي البحث عن معايير أخرى..
الفلاسفة اليونان وعلى رأسهم أرسطو، (...)
الوصول إلى أسرار العمارة والعمران في الرياض يتطلب فهم السلسلة الناظمة لتلك الأسرار، كيف تترابط شبكة المعاني وتتخفى خلف السواتر المبنية، وكيف تنمو تلك السواتر وتأخذ أشكالها ومتى تصل إلى مرحلة الاستقرار والانتشار؟
ربما يصعب أن نقول إن الرياض هي هبة (...)
الصيف يجعلني أقيّم كثيرًا من المدن، ليس فقط لأن أغلب زياراتي لها في هذا الفصل المكتظ بالبشر، بل لأنه موسم اختبار لقدرة المدينة على التحمل والحياة تحت الضغط، فهو يظهر أسوأ ما فيها..
عادة ما يثير الصيف في مخيلتي ذكريات كثيرة، عكس الشتاء، الذي لا أحفظ (...)
الرياض وهي تخطو خطواتها الأولى نحو الحداثة كانت متعلقة بحبلها السرّي الذي كان خلق وجودها، لكنه مثل أي حبل سرّي لابد أن ينقطع ليطلق المدينة إلى حياة جديدة. تتوق المدن إلى أن تلبس ثوبا جديدا، لكن بحذر...
تقسوا المدن أحيانا على نفسها وتاريخها وسكانها (...)
حداثة الرياض لها شاعريتها الخاصة بها، ارتبطت بأحلام كبيرة، كانت تريد لهذه المدينة أن تضاهي مدن العالم التي سبقتها، وكان لها ذلك في بضع سنين. هل لا تزال تلك الشاعرية متوقدة في القلوب، وهل رياض اليوم تحمل الحلم نفسه، أم تبدّلت الأحلام مع تبدّل الأهداف (...)
يبدو لي أن العلاقة بين الموسيقى والعمارة علاقة "ثقافية" بامتياز، وليست مجرد إحداث كل منهما للتأثير الجمالي السمعي والبصري، فعندما نتحدث عن الموسيقى أو العمارة يأخذنا الحديث للثقافة المؤسسة لهما وكيفية إنتاجهما، فالأمر ليس كما يُشاهد أو يُسمع في (...)
عمارة مكة هي «الكعبة» وما سواها هو عبارة عن تكوينات وظيفية وبصرية مرحلية فرضتها ظروف الحج والعمرة وأنماط حياة المكيين عبر التاريخ، ومع ذلك لا أعتقد أن المتغيرات البصرية التي مرت على مكة عبر تاريخها الطويل غيرت من جوهر المكان وقيمته وروحه في نفوس (...)
من المعروف أن الرابطة المكانية تشترك مع مفهوم الهوية في توظيف "الذاكرة" لاستعادة الصور الذهنية التي تعزز من مفهوم الانتماء لمكان أو شيء ما.. لذلك الأسئلة الكثيرة حول "هوية مكة" لا أجد لها مبررًا، وهذا قد يعارض رأي كثير من المهتمين بالعمارة على وجه (...)
في منتصف الثمانينات تقريبًا ظهر صوت قوي ومؤثر ينادي بالمحافظة على التراث العمراني، وكان ذلك الصوت هو الأمير سلطان بن سلمان، فبعد عودته من رحلة الفضاء عام 1986، وربما قبل ذلك، تشكل لديه تصور مختلف نحو "المكان" بكل ما يعنيه من بشر وعمران وثقافة.. فما (...)