يبدو لي أن العلاقة بين الموسيقى والعمارة علاقة "ثقافية" بامتياز، وليست مجرد إحداث كل منهما للتأثير الجمالي السمعي والبصري، فعندما نتحدث عن الموسيقى أو العمارة يأخذنا الحديث للثقافة المؤسسة لهما وكيفية إنتاجهما، فالأمر ليس كما يُشاهد أو يُسمع في (...)
عمارة مكة هي «الكعبة» وما سواها هو عبارة عن تكوينات وظيفية وبصرية مرحلية فرضتها ظروف الحج والعمرة وأنماط حياة المكيين عبر التاريخ، ومع ذلك لا أعتقد أن المتغيرات البصرية التي مرت على مكة عبر تاريخها الطويل غيرت من جوهر المكان وقيمته وروحه في نفوس (...)
من المعروف أن الرابطة المكانية تشترك مع مفهوم الهوية في توظيف "الذاكرة" لاستعادة الصور الذهنية التي تعزز من مفهوم الانتماء لمكان أو شيء ما.. لذلك الأسئلة الكثيرة حول "هوية مكة" لا أجد لها مبررًا، وهذا قد يعارض رأي كثير من المهتمين بالعمارة على وجه (...)
في منتصف الثمانينات تقريبًا ظهر صوت قوي ومؤثر ينادي بالمحافظة على التراث العمراني، وكان ذلك الصوت هو الأمير سلطان بن سلمان، فبعد عودته من رحلة الفضاء عام 1986، وربما قبل ذلك، تشكل لديه تصور مختلف نحو "المكان" بكل ما يعنيه من بشر وعمران وثقافة.. فما (...)
ترمب وجد أن الفرْق الذي تملكه مجتمعات الخليج ولا تملكه مجتمعات أخرى حول العالم أنها لا تزال متمسكة بتراثها وتقاليدها، وأن أبناء مجتمعاتها لم يفقدوا مروءتهم ولم يتنازلوا عن شيمهم ولم يتخلوا عن الكرم ونجدة الغريب والبساطة والتواضع، مجتمعات تملك المال (...)
تكمن قيمة الأشياء في مقدرتها على أن نرى الحياة بمنظور أعمق، ونكتشف من خلالها عظمة الخالق الذي وصف نفسه بأنه أحسن الخالقين، ليس المطلوب منا أن نصنع الفن بأيدينا، وإن استطعنا ذلك فهذا أمر له قيمة مضافة، لكن المطلوب أن نتعلم كيف نرى الجمال حولنا، فهو (...)
عين على المستقبل لقاء نظمته مؤسسة عبدالله الفوزان للتعليم في مقر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة للموهوبين (موهبة) وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، هذا اللقاء ربما يحيلنا إلى "بيت الداء" الذي يجعل العلماء السعوديين متراجعين درجة أو (...)
تتبع التحولات التي تحدث في المجتمع وما ينتجه من عمران مسألة أساسية لفهم الشخصية العامة للمجتمع، فلا نستطيع تفسير كثير من القرارات التي يتخذها الناس إذا لم نفهم المنابع التي تدفع بعضهم إلى تفضيل توجّهات مادية أو قيمية عن أخرى.. الخارطة بدو/ حضرية (...)
يبدو أن كلًا منا لديه انتماءان، الأول: الانتماء للمجموعة البشرية التي هو عضو فيها والأرض التي تعيش عليها.. والانتماء الثاني هو العالم المتخيل والمكان الوجودي الذي يكمن في عقولنا بصرف النظر عن انتماءاتنا العرقية والمكانية على أرض الواقع..
يجب أن أذكر (...)
يتجه الكثير إلى تأكيد أنه من الصعوبة بمكان خلق هويات مادية صلبة في وقتنا المعاصر، فالبشر، وإن كانت بعض القيم والمبادئ والايديولوجيات لا تزال تجمع مجموعات منهم، إلا أنه يصعب القول إن هذا انعكس على شراكتهم لتوجهات مادية/ بصرية محددة يمكن أن نعتبرها (...)
الذكريات التي لها قيمة لا تكون منفردة بل تجمعنا بالآخر، مهما كان هذا الآخر، والفضاء الذي نصنعه بيننا وبين من حولنا يشكل مفاهيمنا المستقبلية ويحدد محتواها.. فالعلاقة الخاصة التي تجمع بين الأستاذ وتلاميذه هي جزء من المخطط الاستراتيجي الذي نحتاجه (...)
ليس مطلوباً أن ينتهي الحوار بانتصار أحد على آخر. حتى في المناظرات السياسية والعلمية، غالباً لا ينتهي التقييم بانتصار طرف على حساب الآخر وغالباً ما يكون التقييم للحجج ولمهارات المناظر التي قدّمها وأوصلها للجمهور. في الجدل الفكري ليس المطلوب هو (...)
إحدى الإشكاليات الكبرى المرتبطة بعشق الناس للماضي هي تعلقهم ب»الصورة» المادية البصرية لهذا الماضي، وغالبا ما تهيمن هذه الصورة على شعورهم بالانتماء، فهذه الصور التي يقدمها الماضي تختزن حالة الحنين إلى «المجهول» أو «الأسطوري» الذي يصعب تعريفه أو (...)
دراسات الهوية تعتمد بشكل أساسي على دراسة ظاهرة التحول البصري، ونرى أن مرحلة "الاستقرار" ما هي إلا مرحلة مؤقتة، أي أنه يصعب الركون على أشكال محددة كانت مستقرة في فترة تاريخية محددة، ونحيل الهوية البصرية إليها، فهذا الاستقرار هو جزء من سلسلة طويلة من (...)
يمكن اعتبار رواية "العدو" وجهة نظر أخرى حول عمارة النصف الأول من القرن العشرين في أميركا وربما العالم، كون عمارة الحداثة وطرازها العالمي الذي أعلنه "جروبيوس وهتشكوك" عام 1932 اجتاح العالم، وتركيزها على عمارة علمين معماريين شكلا هوية العمارة (...)
التقاليد المُخترعة للتعبير عن الطقوس الرمضانية هي المحرك الأساس لثقافة الاستهلاك في شهر رمضان، ولها جوانب مرتبطة بالممارسات الاجتماعية الجمعية ومحركها "الوجاهة الاجتماعية" التي تجعل كثيرًا من القادرين ماديًا يوظفون شهر رمضان للتعبير عن قدرتهم (...)
البداية تحدد المكانة المستقبلية، فالدول تقوى وتضعف وتواجهها ظروف قاسية أحيانًا، لكن البداية القوية تحميها وتحافظ عليها، والأهم من ذلك تعزز من مكانتها عندما تسنح لها الظروف وتتوفر الموارد..
نتذكر هذه الأيام بداية تأسيس الدولة السعودية التي تمتد إلى (...)
يبدو أن فكرة الهوية تواجه تحديًا كبيرًا عندما تنتقل من المستوى النظري إلى التطبيق العملي، ولأنه لم يتم تجريب الهوية الصامتة المعاصرة بشكل واضح نجد أنه يتسرب إلى أغلب التجارب العملية المعاصرة البعد التاريخي والتكوينات المنتجة في الماضي، حتى أنه يصعب (...)
إذا اتفقنا أن هناك ما يمكن أن نطلق عليه "عمرانا محليا مفتوح النهاية" تقدمه بعض المشروعات التي "تجاوزت الصندوق" وقدمت مفاهيم جديدة للمكان، فيمكن القول إن الرياض يمكن أن تقدم تجربة عمرانية جدلية وربما ستسحب وراءها مدنًا سعودية ومدن دول مجاورة..
هل (...)
من الواضح أن إشكالية "الفن" و"التصميم" مؤهلة لمزيد من الجدل، لأنه حتى على مستوى المناهج التعليمية وحتى الهيئات لدينا يوجد لبس في التسميات.. وبالنسبة للعمارة؛ هناك ملاحظة أساسية وهي أن جميع مناهج التعليم المعماري في العالم تتبع أسلوبًا موحدًا يقوم (...)
إن مشروع وزارة الثقافة الذي يرصد التراث غير المادي في مختلف مناطق المملكة يعد أحد المشروعات الوطنية المهمة؛ ليس فقط للجيل الحالي؛ بل للأجيال القادمة، والأهم من ذلك أن هذا المشروع سيغير من مفاهيم الهوية الثقافية والمادية المهيمنة في الوقت الراهن، وكل (...)
الانتظار؛ شعور عميق بعدم اليقين، يدفع الإنسان إلى اضطراب المشاعر، فلا رجاء ينفع ولا يأس ينهي الأمر، وانتظار الموت هو موت كل لحظة حتى يصل فيها الإنسان إلى طلب الموت نفسه الذي يجد فيه الراحة ونهاية الانتظار.. كل منطقة رمادية توحي بعدم اليقين وتصنع (...)
عندما نتحدث عن الهوية السعودية تبرز الأشكال التاريخية في الملبس والعمران وحتى في الأكلات والحرف الشعبية، ولا أحد يحدد الخط الفاصل بين الماضي والحاضر، فهل نحن فعلًا ننتمي لتلك الأشكال والممارسات التي لا نعرف حتى كيف تُصنع، أو أن هذا الارتباط هو نتيجة (...)
في مطلع هذا العام أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية «أدلة» لبناء وتطوير المساجد بالتعاون مع جائزة عبداللطيف الفوزان وبمشاركة اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي. هذه الأدلة تعتبر الأولى على مستوى العالم، من حيث الشمولية، فقد بلغت 12 دليلا غطت الجوانب (...)
كل ما يقال عن "الهوية المعمارية" و"غربة المدن" و"ضياع المحلية" و"تشابه المشهد الحضري" في العالم هو نتاج الانفصال بين من ينتج العمران وبين من يستخدمه.. تحول العمارة إلى "صناعة" بالتأكيد ليس له علاقة بالأصالة، كما أنه لا يمت بصلة للمعاصرة إلا بشعرة (...)