على مدار العام، يتوافد الملايين من المسلمين إلى الحرمين الشريفين أطهر بقاع الأرض وتتجدد أمام العالم ملحمة رجال الأمن السعودي في أبهى صورها وتتجلى الكفاءة الأمنية السعودية في خدمة الزوار، يسهرون لأمنهم وسلامتهم مجسدين بذلك المعنى الحقيقي للأمن الإنساني، ومسطرين قصص نجاح تُروى للتاريخ. ومن أعظم وأدق مهام رجال الأمن تنظيم وحماية حشود المعتمرين والحجاج لما يشكله الزحام من خطورة بالغة على الأرواح في حال مخالفة تعليمات التنظيم وقد شهد العالم في سنوات مضت نتائج مؤلمة لبعض حالات الفوضى الناتجة عن عدم الالتزام بتوجيهات رجال الأمن الذين وُجدوا لخدمة مرتادي الحرمين الشريفين وحمايتهم وتقديم العون لهم وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين –حفظهما الله. ولأن السعودية تولي الحرمين الشريفين عناية استثنائية، فقد سخّرت إمكانات هائلة وضخت مليارات ضخمة لتطوير منظومتي الخدمات والأمن في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بما يضمن راحة الزوار وسلامتهم ويكفل لهم أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وسط متابعة دقيقة واهتمام مباشر من القيادة الرشيدة. ورغم الجهود الأمنية والتنظيمية الكبيرة لا تزال تظهر بين الحين والآخر حالات فردية تتعمد مخالفة التعليمات أو إثارة الفوضى، إلا أن وعي رجال الأمن وحزمهم في التعامل مع مثل هذه الحالات أفشل كل محاولات التشويش وأكد أن أمن الحرمين خط أحمر لا يُمكن المساس به. لقد أدرك العالم الإسلامي والعربي أن هناك أطماعاً سياسية خبيثة تسعى للنيل من أمن السعودية واستقرارها إلا أن هذه المحاولات تذوب أمام يقظة رجالها الذين جعلوا من الحرمين الشريفين نموذجاً فريداً في الأمن والخدمة والإنسانية. وستبقى السعودية– بإذن الله– حصن الإسلام المنيع ودرع الحرمين الشريفين ووطن الأمن والسكينة، بفضل الله، ثم بفضل ما تحظى به من قيادة رشيدة ورجال أمن أوفياء أقوياء يذودون عن أطهر بقاع الأرض بعقيدة راسخة وولاء لا يتزعزع لخدمة الحرمين وضيوف الرحمن.