ارتفعت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية جديدة، في إغلاق تداولات الأسبوع الماضي، مع إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، وضعف الدولار الأميركي، مما عزز الارتفاع القوي الذي شهدته المعادن النفيسة في نهاية العام. إضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي التي غذت الطلب على الملاذات الآمنة. ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.2 % إلى 4,531.41 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل مستوى قياسيًا بلغ 4,549.71 دولارًا في وقت سابق. واستقرت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم فبراير على ارتفاع بنسبة 1.1 % عند 4,552.70 دولارًا. بينما ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 7.5 % إلى 77.30 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 77.40 دولارًا في وقت سابق من الجمعة، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 167 % منذ بداية العام مدفوعًا بنقص المعروض، وتصنيفها كمعدن حيوي للولايات المتحدة، وتدفقات استثمارية قوية. وقال بيتر غرانت، نائب الرئيس وكبير استراتيجيي المعادن في شركة زانر ميتالز: "توقعات المزيد من التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي في عام 2026، وضعف الدولار، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، كلها عوامل تُسهم في تقلبات الأسواق ذات السيولة المنخفضة. وبينما توجد بعض المخاطر لجني الأرباح قبل نهاية العام، إلا أن الاتجاه العام لا يزال قويًا". تتوقع الأسواق خفضين لأسعار الفائدة في عام 2026، مع ترجيح أن يكون الأول في منتصف العام تقريبًا، وسط تكهنات بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يُعيّن رئيسًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ذا توجهات نقدية متساهلة، مما يُعزز التوقعات بسياسة نقدية أكثر تيسيرًا. وأضاف غرانت: "من الممكن الوصول إلى 80 دولارًا للفضة بحلول نهاية العام. أما بالنسبة للذهب، فالهدف التالي هو 4686.61 دولارًا، مع احتمال وصوله إلى 5000 دولار في النصف الأول من العام المقبل". ولا يزال الذهب مهيأً لتحقيق أقوى مكاسبه السنوية منذ عام 1979، مدعومًا بتخفيف السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وعمليات شراء البنوك المركزية، وتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة، واستمرار توجهات خفض الاعتماد على الدولار. أما على صعيد الطلب الفعلي، فقد اتسعت خصومات الذهب في الهند إلى أعلى مستوى لها في أكثر من ستة أشهر هذا الأسبوع، حيث حدّ الارتفاع المتواصل في الأسعار من مشتريات التجزئة، بينما تقلصت الخصومات في الصين بشكل حاد من أعلى مستوياتها في خمس سنوات التي سجلتها الأسبوع الماضي. وسجلت جميع المعادن النفيسة مكاسب أسبوعية، مع تسجيل البلاتين أقوى ارتفاع أسبوعي له على الإطلاق. ارتفع سعر البلاتين الفوري بنسبة 9.8 % إلى 2437.72 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل في وقت سابق مستوى قياسيًا بلغ 2454.12 دولارًا، بينما قفز سعر البلاديوم بنسبة 14 % إلى 1927.81 دولارًا، وهو أعلى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات. وقال محللو السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، الذهب والفضة يسجلان مستويات قياسية جديدة وسط توترات جيوسياسية وضعف الدولار. ارتفعت أسعار الذهب بنحو 3 % الأسبوع الماضي مع سعي المستثمرين إلى التحوط من تزايد حالة عدم اليقين العالمية. كانت التطورات الجيوسياسية محركًا رئيسًا لارتفاعات أسعار المعادن، فقد ازداد الطلب على الملاذات الآمنة بعد أن صعّدت الولاياتالمتحدة الضغط على صادرات النفط الفنزويلية، وهي خطوة أثارت مخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات وعدم الاستقرار الإقليمي الأوسع. ومما زاد من قلق السوق، تصريح الرئيس دونالد ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي بأن القوات الأميركية شنت غارات على أهداف مسلحة في نيجيريا، مما يسلط الضوء على استعداد واشنطن لاستخدام القوة العسكرية في مناطق متعددة. ارتفعت أسعار الفضة متأثرةً بمكاسب الذهب، مدعومةً ليس فقط بجاذبيتها كأصل دفاعي، بل أيضاً باستخداماتها الصناعية، لا سيما في الإلكترونيات وتقنيات الطاقة النظيفة. ساهمت التدفقات الاستثمارية القوية ومحدودية المعروض في تضخيم تحركات الأسعار خلال فترة انخفاض حجم التداول بسبب العطلات. وتعزز هذا الارتفاع أيضاً بضعف الدولار الأميركي، الذي انخفض مقابل سلة من العملات الرئيسة. تعرض الدولار لضغوط وسط تزايد التوقعات بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية في عام 2026 مع ظهور مؤشرات على تباطؤ التضخم وتراجع النمو الاقتصادي. مكاسب الأسهم في بورصات الأسهم العالمية، أغلقت بورصة وول ستريت على ارتفاع طفيف قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق في جلسة تداول خفيفة بعد عطلة الأعياد، مع قلة المحفزات التي تُعزز الثقة في أي اتجاه. وأغلقت جميع مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسة الثلاثة على انخفاض طفيف، منهيةً بذلك سلسلة ارتفاعات استمرت خمس جلسات، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية. وقال رايان ديتريك، كبير استراتيجيي السوق في مجموعة كارسون في أوماها: "شهدنا انتعاشًا قويًا على مدى خمسة أيام، لذا فنحن اليوم نلتقط أنفاسنا بعد انتهاء العطلة. هذا هو اليوم الثاني فقط من فترة انتعاش السوق الرسمية، لذا لا يزال أمامنا بعض الوقت، ونعتقد أن السوق سيشهد مزيدًا من الارتفاع في الفترة المقبلة". ترقب المشاركون في السوق مؤشرات على ظاهرة موسمية تُعرف باسم "ارتفاع سانتا كلوز"، حيث يرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال الأيام الخمسة الأخيرة من التداول في العام الحالي واليومين الأولين من العام الجديد، وهي فترة بدأت يوم الأربعاء وتستمر حتى 5 يناير. ويُبشر هذا الارتفاع بأداء جيد للأسهم في عام 2026. لم يتبق سوى ثلاثة أيام تداول في عام مضطرب شهد تقلبات حادة، حيث أدت المخاوف بشأن الرسوم الجمركية، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، والنمو السريع لأسهم شركات الذكاء الاصطناعي، إلى تقلبات في السوق، إلا أن المؤشرات الرئيسية الثلاثة، وعلى رأسها مؤشر ناسداك الذي يضم شركات التكنولوجيا، تسير جميعها على الطريق الصحيح لتسجيل مكاسب بنسبة مئوية من رقمين. وارتفع سهم شركة إنفيديا بنسبة 1.0 % بعد موافقة الشركة المصنعة لرقائق الذكاء الاصطناعي على ترخيص تقنية الرقائق من شركة جروك الناشئة وتعيين رئيسها التنفيذي. وارتفع سهم شركة تارجت بنسبة 3.1 % بعد أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن الشركة تواجه نشاطًا من صندوق التحوط تومز كابيتال لإدارة الاستثمارات، الذي استثمر بشكل كبير في الشركة. ارتفع أسهم شركات تعدين المعادن الثمينة المدرجة في الولاياتالمتحدة، مثل فيرست ماجستيك، وكوير ماينينج، وإنديفور سيلفر، بنسب تتراوح بين 1.2 % و3.0 %، مع وصول أسعار الفضة والذهب إلى مستويات قياسية جديدة. وتجاوز عدد الأسهم الرابحة عدد الأسهم الخاسرة بنسبة 1.13 إلى 1 في بورصة نيويورك. وسُجّل 342 مستوى قياسيًا جديدًا مرتفعًا و66 مستوى قياسيًا جديدًا منخفضًا في بورصة نيويورك. وفي بورصة ناسداك، ارتفعت أسعار 1968 سهمًا وانخفضت أسعار 2605 أسهم، حيث تجاوز عدد الأسهم الخاسرة عدد الأسهم الرابحة بنسبة 1.32 إلى 1. وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عشرين مستوى قياسياً جديداً خلال 52 أسبوعاً، دون تسجيل أي مستوى منخفض جديد، بينما سجل مؤشر ناسداك المركب 46 مستوى قياسياً جديداً و166 مستوى منخفضاً جديداً. وبلغ حجم التداول في البورصات الأميركية 10.22 مليار سهم، مقارنةً بمتوسط 15.98 مليار سهم للجلسة الكاملة خلال آخر 20 يوم تداول. الأسهم الآسيوية لأعلى مستوى في الأسواق الآسيوية، ارتفعت الأسهم الآسيوية إلى أعلى مستوياتها في ستة أسابيع يوم الجمعة، ولم تظهر أي مؤشرات على تراجع الارتفاع القوي في أسعار المعادن النفيسة، حيث سعى المستثمرون إلى اختتام العام على ارتفاع، بينما أبقى ضعف الين مخاطر التدخل قائمة. أغلقت أسواق أستراليا وهونغ كونغ ومعظم أسواق أوروبا أبوابها يوم الجمعة، مع توقعات بانخفاض السيولة. ومع ذلك، يحاول المستثمرون تحقيق مكاسب في نهاية العام، مع ازدياد الإقبال على المخاطرة هذا الأسبوع. ارتفع مؤشر توبكس الياباني إلى مستوى قياسي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.5 %. وارتفع مؤشر الأسهم الصينية للأسهم القيادية بنسبة 0.27 %، متجهاً نحو تحقيق مكاسب سنوية بنسبة 18 %، وهي أقوى قفزة سنوية له منذ عام 2020. دفع ذلك مؤشر أم اس سي آي الأوسع نطاقاً لأسهم آسيا والمحيط الهادئ إلى أعلى مستوى له منذ 14 نوفمبر. وكان المؤشر قد ارتفع بنسبة 0.4 %، وبلغت مكاسبه 25 % حتى الآن هذا العام. وارتفع المؤشر الكوري الجنوبي بنسبة 0.6 %، ليصل إجمالي مكاسبه السنوية إلى 72 %، ليصبح بذلك أفضل سوق أسهم رئيسي أداءً في العالم هذا العام. تصدرت المعادن النفيسة أسواق الأسهم، معززة بعمليات شراء ضخمة من قبل البنوك المركزية، وتدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، ومخاوف المستثمرين بشأن انخفاض قيمة العملات وارتفاع الديون العالمية. ومع دخول العام الجديد، يركز المستثمرون على موعد خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة ومقدار هذا الخفض، حيث يتوقع المتداولون خفضين على الأقل في عام 2026، على الرغم من أنهم لا يتوقعون أن يتخذ الاحتياطي الفيدرالي أي إجراء قبل يونيو. وقد توقع البنك المركزي نفسه خفضاً إضافياً العام المقبل، إلا أن الانقسام داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي أثار قلق المستثمرين بشأن آفاق السياسة النقدية الأميركية. كما ينتظر المستثمرون ترشيح الرئيس دونالد ترمب لرئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلفاً لجيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو، وأي مؤشر على قرار ترامب قد يؤثر على الأسواق في الأسبوع المقبل. نتيجةً لذلك، تعرض الدولار الأميركي لضغوط، مما دفع اليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري إلى مستويات قياسية جديدة. وكان مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمته مقابل ست عملات رئيسية، مُرشحًا لانخفاض بنسبة 0.8 % خلال الأسبوع، وهو أضعف أداء أسبوعي له منذ يوليو. واستقر عند 97.935 خلال ساعات التداول الآسيوية يوم الجمعة. وتراجع الين الياباني بشكل طفيف إلى 156.23 ينًا للدولار الأميركي، ولكنه في طريقه لتحقيق ارتفاع أسبوعي بنسبة 1%، وهو أكبر مكسب أسبوعي له منذ نهاية سبتمبر، بعد سلسلة من التحذيرات الشديدة من طوكيو التي أبقت على احتمالية التدخل.