في عالم يزدحم بالكلمات، وتضيع فيه المعاني بين زيف التعبير وازدواجية الخطاب، تظل للبيان سلطته، وللكلمة وقعها حين تُقال كما يجب. في زمن تُقاس فيه القيم بأثرها لا بكثرتها، يصعد البيان، مرة بعد مرة، ليكون المعجزة التي تسبق التحوّل وتُمهّد للتغيير. (...)
نحن بشر…
خُلقنا مختلفين لا نشبه بعضنا، في أشكالنا، في ألواننا، في طبائعنا، وحتى في خفقات قلوبنا.
لا نشبه بعضنا في الحب، ولا نتفق تمامًا في الإيمان، نقترب من الله كلٌّ بطريقته، وكلٌّ على قدر نور قلبه، وخطوته، وسيرته التي لا يراها إلا الله.
ومع ذلك، (...)
كأننا جئنا إلى هذه الحياة بتذكرة سفر بتجاه واحد، ذهاب فقط، لا نعلم ما كُتب فيها، سوى أنها "رحلة" لا خيار لنا في خوضها.
لا نملك ضمانًا للسلامة، ولا وعدًا بالنجاة، لكننا نُدفع إليها مهما تمنّعنا، ونُجبر على المضيّ، وإن تُهنا أو تعبنا.
نسير في دروب (...)
يتنقل سائح المملكة اليوم في رحلة مذهلة بين أرجائها، فها هي العُلا قد عكست في مرآتها آثار الحضارات القديمة في هدوء مهيب، واختلط فيها عبق التاريخ برائحة القهوة السعودية. ثم يسير السائح تجاه الشمال نحو شواطئ نيوم مدينة المستقبل التي تجمع بين (...)
مع مطلع كل موسم حج، تتجدد صورة المملكة العربية السعودية كأنموذج عالمي في الريادة والتنظيم والرعاية، حيث يتوافد ضيوف الرحمن من شتى بقاع الأرض، وفي استقبالهم يقف رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه: حماةٌ للوطن، وخدامٌ للمقدسات، يحملون على عاتقهم شرف (...)
ليس الحج مجرد طواف حول الكعبة، أو وقوف على جبل عرفة، بل هو رحلة داخلية عميقة، تهدف إلى إعادة تشكيل الإنسان من الداخل قبل أن تكون عبادة ظاهرية. إنه انتقال من ضجيج الحياة اليومية إلى سكون الروح، ومن تشتّت العالم إلى توحيد القلب.
في كل عام، يترك ملايين (...)
نمشي..
ونحنُ نحملُ بينَ الضلوعِ أعاصيراً!
نَمُرُّ بينَ الناسِ كشُعلةِ فرحٍ
تَرْوي القلوبَ بعطائها،
بينما نُخفي في الأعماقِ جِراحاً
لا يَعْلَمُ بها أَحَدٌ.
لم نُخلَقْ أعباءً،
ولا لِنُلقي أحزانَنا على أكتافٍ
قد لا تَصْمُدُ.
فنختارُ الصبرَ.. ونكملُ (...)
في عالمٍ يصرخ بالمنطق، ويُخضع كلَّ شيءٍ لمعايير القياس، يظلُّ "الاختيار" بين الأرواح لغزاً مُعلَّقاً بين السماء والأرض، فكيف لقلبٍ أن يهبط فجأةً على شاطئ روحٍ أخرى، مُتخطياً بحاراً من الوجوه والأصوات، وكأنما قدرٌ خفيٌّ يجرُّه نحو مرساه بغير إذن؟ (...)
وإن سألُوك عن الاشتياق… فقل: هي غصة تأتي لتمزّق القلب وترحل.
بهذه الكلمات يُختصر وجعٌ لا يُرى، ولا يُلمس، لكنه يسكن في الأعماق، يَخنق الصدر، ويُثقل الأنفاس.
الاشتياق ليس مجرد ذكرى عابرة أو لحظة حنين، بل هو حالة من الوجع الصامت، شعور مبهم لا يفهمه (...)
في خضم مشاغل الحياة وتعقيداتها، يسعى الإنسان للحفاظ على توازنه النفسي وسط الضغوط اليومية المتزايدة.
غير أن بعض العلاقات الاجتماعية قد تشكل عبئًا إضافيًا على هذا التوازن، لا لشيء سوى أن بعض الأشخاص يصرون على تحميل من حولهم ما يمكن وصفه ب"القمامة (...)
اقرأ كل شيء، لكن لا تصدّق كل شيء، فالعالم تافه جدًا ومليء بالكذب.
واستمع لكل شيء، لكن لا تثق بكل ما يُقال، فالألسنة ماكرة، والحقائق تُشوَّه.
وانظر إلى كل شيء، لكن لا تنخدع بالمظاهر، فالبريق أحيانًا يخفي العتمة.
وفكّر في كل شيء، لكن لا تسلّم بكل ما (...)
يمثل الوالدان نواة المجتمع الأسري المبني على قيم وأسس ومبادئ، فإذا صلحت التربية للأبناء صلح الأبناء وأبناءهم، وتواثقت عرى الانتماء للوالدين حبًّا واحتراماً وأجراً..
وإذا فسدت التربية وجدنا نماذجاً للعقوق ومرضى النفوس ممن لا يجدون سعادة في الإيفاء (...)
يمثل الوالدان نواة المجتمع الأسري المبني على قيم وأسس ومبادئ، فإذا صلحت التربية للأبناء صلح الأبناء وأبنائهم، وتواثقت عرى الانتماء للوالدين حبًّا واحتراماً وأجرًا.
وإذا فسدت التربية وجدنا نماذج للعقوق ومرضى النفوس ممن لا يجدون سعادة في الإيفاء (...)
في زوايا القلب المعتمة، حيث تختبئ الحقائق خلف ستائر العاطفة، يولد وهم الإدراك، الحب يكسو الأشياء ببريقٍ لا تملكه، والكراهية تنثر عليها ظلالًا لا تنتمي إليها..
هناك، بين الضوء والظلام، تتراقص الحقيقة كطيفٍ بعيد، لا يُرى إلا بعينٍ خالية من الهوى، فهل (...)
في عالم يزخر بالآراء المتباينة والمواقف المتنوعة، يظل النقاش والحوار من أهم الأدوات التي تعكس نضج الأفراد والمجتمعات.
لكنه قد يتحول أحيانًا من مساحة لتبادل الأفكار إلى ساحة للجدل العقيم، حيث يعلو الصوت على الحجة، ويتحول الاختلاف إلى تصيُّد، ويصبح (...)
أبحث عن الإجابة بصيغة الماضي، في عينيك، في ملامح وجهك حين ألقاك، في نبرة صوتك حين تناديني، وفي المسافة التي بيننا… هل ما زالت كما كانت؟ أم أن الزمن استطاع أن يحفر بيننا فجوة لا تُردم؟
كنتُ أظن أن الحبّ، حين يسكن القلب، لا يرحل، وأنه لا ينطفئ كما (...)
" الغلط " أحد عيوب الإرادة التي تؤثر في صحة العقود، وهو من الأسباب التي قد تؤدي إلى إبطال العقد إذا بلغ درجة معينة من الخطورة. فالعقد يُفترض أن يعبر عن إرادة حرة ومتوافقة بين الأطراف، لكن إذا كان أحد الأطراف واقعًا في غلط جوهري، فقد ينتفي هذا (...)
ففي نبضه يكمن السرُّ الذي يخطفني.
قلبي يأمرني بما لا يرضاه عقلي،
ويأخذني حيث لا يدري بوجهته سواه.
بين العقل والقلب صراعٌ لا ينتهي،
لكنني أترك للروح أن تختار ما تشاء، لأنه القدر.
في صمتِ الليل أجدهُ يُراودني
عن دربٍ لا يخطئه من صدَّقه،
وأترك عقلي (...)
في كل صباح، تُشرق بيئة العمل
الصحية كفجر جديد، تملؤها نسمات الإيجابية وروح التعاون.
هي المساحة التي تنمو فيها الأفكار كأزهار الربيع، وتُزهر الجهود تحت سماء من الاحترام المتبادل.
في هذه البيئة، لا تُقاس النجاحات بعدد الإنجازات فقط، بل بروح الألفة (...)
في لحظة العناق، تصمت الكلمات
وتنطق الأرواح، كأن الزمن يتوقف ليُفسح المجال لدفء القلوب أن يُرمّم ما أفسدته الحياة، هناك فقط، يصبح الصمت حديثًا، والنبض رسالة لا تحتاج إلى تفسير.
في تلك اللحظة، يختلط الأمان بالشوق، وتذوب المسافات بين الأجساد والأرواح، (...)
لا تهزمها الأهواء ولا تلعب بها ..
لاتقودها مشاعرها لمنطقة إلابعودة..صامدة لايُخْضعها خوف ولايهدمها الإرتعاد..
هي من قاومت السنوات العجاف، لترى بعدها مايسر ناظريها..
لترى بذرةً كانت هي سبب في وجودها، تُرفع لها القبعة وتُقدم لها التحايا، هي الأساس (...)
في عالم يتسارع نحو الإستهلاك
ويتضخم فيه حجم المعلومات المضللة، تبرز حقيقة واحدة لا تتزعزع، تمامًا مثل الصخرة الراسخة وسط موجٍ متلاطم.
لتستحضر الفارق الشاسع بين جوهر الأشياء وبين الصور المشوهة التي ترسمها الأوهام.
الحقيقة بين الاستقرار والتغيير فهي (...)
في عالمنا الكثير من المشاعر التي نعجز عن إيجاد تفسير لها.
يرهقنا ويشتت أفكارنا، فنمضي من بداية اليوم حتى آخره نتأمل تلك المشاعر الموجعة، ولا نعرف لها علاجًا إلا بالوصل.
لا نستطيع أن نصفها؛ فهي شعور؛ كالفرح والحزن والاشتياق..
وما أدراك ما (...)
الكريمُ شكورٌ أو مشكورٌ، واللئيمُ كفورٌ أو مكفورٌ..
صِفةٌ قَبيِحَة مهما تَجمل صَاحبها
وتأنق، من الصِّفاتِ المذمومةِ التي إذا الْتصقتْ بأيِّ شخصٍ كانت دليلاً دامغًا على لُؤْمِ وخِسَّة نفسه ومرضِ قلبه، فالمعروفُ لديهِ ضائعٌ، والشُّكرُ عندَه مهجورٌ، (...)