في زمنٍ تتقاطع فيه الأفكار، وتتغير فيه المعايير، تظهر شخصيات تُحدث الأثر دون ضجيج. شخصياتٌ تحمل حضورًا يسبق كلماتها، ورؤيةً تتجاوز حدود اللحظة. تترك بصمتها في اتجاهات المستقبل، وتفتح آفاقًا جديدة لمن حولها. معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ هو أحد أولئك الوزراء الذين تمضي الوزارة تحت قيادتهم بثباتٍ ووضوح. تتقدّم الوزارة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وبدعم ورؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز — حفظه الله — وبمتابعة معالي الدكتور عبداللطيف ال الشيخ وفق منهجٍ واضح لخدمة الدين والوطن، وبأعلى معايير الأداء والإتقان. ولعلّ من أبرز الشواهد، إعلان الوزارة مؤخرًا اكتمال توظيف 60 ألف مواطن ومواطنة في مختلف قطاعاتها. إنجازٌ ضخم يعكس توسّعًا مدروسًا في أعمال الوزارة، ورؤية واضحة في الاستثمار في رأس المال البشري، من الرجال والنساء، وتمكين الكفاءات الوطنية من القيام بأدوار محورية في ميادين العمل الخيري والدعوي والإداري. إن هذا التعيين الذي جمع بين الرجال والنساء، لم يكن مجرد إجراء إداري، بل تحوّل جوهري يعكس رؤية متقدمة تُؤمن بأن التوازن بين الأدوار يعزّز قوة الوزارة، ويرفع من جودة نتائجها. لقد كان معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ من أبرز الداعمين لرؤية المملكة الفذّة، مؤمنًا بما تحمله من تحوّلات تاريخية، وبما تفتحه من آفاق واسعة للمجتمع السعودي بكل فئاته. ولم يكن دعمه للرؤية مجرّد التزام وظيفي، بل قناعة راسخة تُترجمها قراراته، وتُجسّدها مواقفه، ويثبتها كل منجز تحقّقه الوزارة في عهده. ومن أبرز ملامح هذا الدعم القيادي، مواقفه الواضحة في تمكين المرأة وتعزيز حضورها داخل المنظومة المؤسسية. فهو يرى فيها شريكًا أصيلًا في خدمة الدين والوطن، وعنصرًا فاعلًا في تطوير العمل، وقد عبّر عن ذلك عمليًا من خلال فتح المسارات أمام الكفاءات النسائية، ومنحهن الثقة والمسؤوليات، وتمكينهن من مواقع قيادية في الوزارة. والواقع أن هذا النهج لمعالي الوزير انعكس على مختلف جوانب الوزارة؛ ففي كل خطوة تتضح رؤية ممتدة، وفي كل قرار تتجلى مسؤولية واعية تؤمن بأن خدمة بيوت الله ورعاية الدعوة عملٌ يتجاوز حدود الوقت والمكان. تحت إدارته، أصبحت الوزارة أكثر انضباطًا، وأدق أداءً، وأعمق تأثيرًا. ارتفعت معايير العمل، وتطوّرت أدوات الرقابة، ونُظّمت البرامج، وتقدّمت مشاريع التحوّل الرقمي، حتى غدت نموذجًا إداريًا يحتذى في الانضباط والجودة والالتزام. إن قوة معالي الوزير ليست في موقعه، بل في أثره، وحكمته ليست في كلماته، بل في قراراته التي صنعت فارقًا. وفي تطويره لأنظمة وبرامج ترتقي بأداء الوزارة، وفي حرصه الدائم على رفع جودة العمل بما يتوافق مع قيادةٍ حكيمةٍ ورؤيةٍ فذّةٍ. ولم يكن معاليه يوجّه من بعيد، بل كان قريبًا من الميدان، قريبًا من التفاصيل، قريبًا من الإنسان، يُتابع، ويُقيّم، ويُصحّح، ليترك في كل إدارة وقسم أثرًا لا يمكن تجاهله. وما بين القوة والحكمة، يقف معاليه نموذجًا لقيادة تُثبت أن المنصب لا يصنع القائد، بل القائد هو الذي يصنع قيمة المنصب… ويترك أثرًا يشهد له قبل أن يشهد عليه الآخرون. ولذلك، لم يكن مستغربًا أن يُعرف بين من عملوا معه بلقبٍ يليق بمسيرته… "الوزير العادل". ذلك اللقب الذي وُلد من مواقف منصفة، وقرارات حازمة، ورؤيةٍ لا تميل إلا للحق ولا تنحاز إلا للمصلحة العامة.
بقلم/ حصة الزهراني ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي