نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير فرع الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بالمنطقة    كونسيساو يطلب صفقة للشتاء في الاتحاد    الموارد البشرية تحقق المركز الأول في مؤشر قياس التحول الرقمي    برعاية ولي العهد.. وزارة العدل تنظم المؤتمر العدلي الدولي الثاني 23 نوفمبر في الرياض    مذكرة تفاهم ثلاثية لتأسيس محفظة تنموية ب300 مليون ريال لخدمة ضيوف الرحمن    "حين يتحدّث الشعر".. أمسية أدبية في تبوك    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ذاكرة بصرية لتأريخ الحج وعمارة الحرمين    انطلاق مؤتمر ومعرض الحج 1447 تحت شعار من مكة إلى العالم    مدير ابتدائية مصعب بن عمير يكرم طلاب الخطة العلاجية    رئيس الشؤون الدينية التركي يشيد بعناية المملكة بضيوف بيت الله الحرام    زلزال بقوة 3ر5 درجة يضرب جنوب تايوان    استقرار سعر الدولار    جمعية رؤية تختتم برنامج الإلقاء والخطابة للأطفال ذوي الإعاقة 2025    الهوية السعودية بين الموروث والثقافة السعودية في جلسة حوارية ضمن مبادرة الشريك الأدبي    وزارة الداخلية تطلق ختمًا خاصًّا بمؤتمر ومعرض الحج 2025    قوات الاحتلال تواصل اقتحامها للمدن والبلدات الفلسطينية    بعد ختام ثامن جولات «يلو».. العلا يواصل الصدارة.. والوحدة يحقق انتصاره الأول    استعداداً لوديتي ساحل العاج والجزائر قبل خوض كأس العرب.. لاعبو الأخضر ينتظمون في معسكر جدة    تغلب على الزمالك بثنائية.. الأهلي القاهري بطلاً للسوبر المصري    تحت رعاية ولي العهد.. تدشين النسخة الافتتاحية من منتدى «TOURISE»    استثمار الإنسان وتنمية قدراته.. سماي: مليون مواطن ممكنون في الذكاء الاصطناعي    ارتفاع تحويلات الأجانب    لص يقطع أصبع مسنة لسرقة خاتمها    هيئة «الشورى» تحيل 16 موضوعاً لجلسات المجلس    إنفاذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين.. رئيس هيئة الأركان العامة يُقلِّد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين.. منح رئيس «الأركان» الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز    ويتكوف وكوشنر اليوم في إسرائيل.. تحرك أمريكي لبحث أزمة مقاتلي حماس في رفح    وزارة الداخلية في مؤتمر ومعرض الحج 2025.. جهود ومبادرات أمنية وإنسانية لخدمة ضيوف الرحمن    «إثراء» يستعرض المشهد الإبداعي في دبي    مغنية افتراضية توقع عقداً ب 3 ملايين دولار    شجار زوجين يؤخر إقلاع طائرة    إسلام آباد تبدي استعدادها لاستئناف الحوار مع كابل    الرياض تعيد اختراع الإدارة المحلية: من البلديات التقليدية إلى المدينة الذكية    العلاقة الطيبة بين الزوجين.. استقرار للأسرة والحياة    مطوفي حجاج الدول العربية شريكاً إستراتيجياً لمؤتمر ومعرض الحج 2025    النوم بعد الساعة 11 مساء يرفع خطر النوبات    المقارنة الاجتماعية.. سارقة «الفرح»    «الغذاء والدواء»: إحباط دخول 239 طناً من الأغذية الفاسدة    مستشفى الملك فهد بالمدينة صديق للتوحد    «الشؤون الإسلامية» بالمدينة تحقق 37 ألف ساعة تطوعية    فهد بن سلطان: هيئة كبار العلماء لها جهود علمية ودعوية في بيان وسطية الإسلام    أمير نجران يلتقي مدير فرع «عقارات الدولة»    العُيون يتصدر دوري أندية الأحساء    الاتفاق بطلاً للمصارعة    في الشباك    القبض على مروجين في جازان    تناولوا الزنجبيل بحذر!    تعزيز تكامل نموذج الرعاية الصحية الحديث    فيفا يُعلن إيقاف قيد نادي الشباب    انطلاق مناورات "الموج الأحمر 8" في الأسطول الغربي    15 شركة صحية صغيرة ومتوسطة تدخل السوق الموازي    على وجه الغروب وجوك الهادي تأمل يا وسيع العرف واذكر الأعوام    معجم الكائنات الخرافية    الشرع في البيت الأبيض: أولوية سوريا رفع قانون قيصر    هدنة غزة بوادر انفراج تصطدم بمخاوف انتكاس    أمير تبوك يشيد بحصول إمارة المنطقة على المركز الأول على مستوى إمارات المناطق في المملكة في قياس التحول الرقمي    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة وطن ونبض رؤية
نشر في الرياض يوم 22 - 09 - 2025

مُنذ اللحظة الأولى لخلق الإنسان ارتبطت المرأة بالرجل ارتباطاً وجودياً لا ينفصل، فهي لم تكن يوماً شيئاً ثانوياً للرجل بل هي شريك أساسي في بناء هذه الحياة وصناعة المعنى، فهي الجزء الأصيل الذي لا تستقيم الحياة بدونها بل إنها دائم الدوم بجانب شريكها الرجل تحمل معه هم العيش وتُشاركه بناء الأسرة والمجتمع، ليأتي الإسلام بإكرامها ومنحها مكانة مرموقة مؤكداً ذلك وصية خاتم الأنبياء وأشرف الخلق، محمد -صلى الله علية وسلم- في خطبة الوداع "استوصوا بالنساء خيراً" حيث تحمل في طياتها رسالة خالدة تدعو إلى العدل والتقدير للمرأة، فهي الخير والعطاء والركيزة الأساسية في بناء المجتمعات ونهضتها وازدهارها.
في كل مرحلة من مراحل التاريخ نجد المرأة حاضرة ببصمتها موثقة ذلك في فصول مراحل التاريخ، فهي لم تكن يوماً ربة منزل فقط بل مارست الزراعة وشاركت في الحرف اليدوية، وساهمت في الرعاية، وساحة التربية والتعليم، وأرض المعارك بل حتى في أخذ القرار فهي عمود رصين في المجتمع وقلب نابض للحياة الإنسانية.
تنفرد "الرياض" بتوثيق فصل من فصول مسيرة المرأة "السعودية"، حيث رصدت التحولات التاريخية التي جعلت من تمكينها واقعاً ملموساً في مختلف الميادين.
إن المرأة السعودية لم تعد مجرد رمز اجتماعي أو فقط مُتلقية للقرارات بل إنها أصبحت عضواً فعالاً لصانعة القرار، ومؤثرة في مسارات التنمية الوطنية، لقد تحولت المرأة في المملكة العربية السعودية من مقاعد التعليم الأولى في ستينات القرن الماضي، إلى مقاعد القيادة والإبداع ورسم السياسات العامة في عصرنا الحالي "الذهبي" وهو عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-، والذي يُمثل تتويجاً لمسيرة طويلة جعلت من المرأة شريكاً كاملاً في النهضة السعودية الحديثة.
لم تكن هذه المسيرة التي سارتها المرأة السعودية مفروشة بالورد بل كانت مليئه بتحديات مختلفة اجتماعية وثقافية واقتصادية، رغم هذه التحديات إلا أن المرأة السعودية واجهتها طوعّت الإمكانات والظروف بإصرارها وقوتها وإرادتها حتى تتصدر المشهد وتصبح عنصراً فاعلاً في وطنها المملكة بجانب محافظتها على أصالتها الثقافية والدنية في الوقت الذي منحت المرأة حقها الطبيعي في المشاركة.
على امتداد أكثر من ستة عقود شهدت المملكة العربية السعودية تحولات جوهرية في مكانة ودور المرأة داخل المجتمع، بدءاً من اللحظة التاريخية التي سمح فيها بتعليم البنات وذلك عام 1371ه عندما صدر القرار الملكي بإنشاء (معهد الكريمات) أول مدرسة شبه رسمية في نجد للبنات التي افتتحت عندما قرر الملك سعود تعليم بناته في قصر المربع، ومع تطور رحلة التعليم للمرأة السعودية أصدر الملك سعود أمرا بإنشاء مدارس لتعليم البنات في السعودية بمرسوم ملكي أصدره عام 1379ه، علماً أنه منذ توحيد المملكة سنة 1351ه على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فكانت القيادة الرشيدة تُشجع على تعليم المرأة حيث كانت تنتشر الكتاتيب النسائية في عدد من المدن في المملكة قبل عهد الملك سعود، كما أصدر أمرا ملكيا في عام 1380ه بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات حيث تتولى الإشراف المباشر على مدارس النبات وبتأسيسها كانت انطلاقة بداية مسيرة جديدة للمرأة السعودية حيث فتحت أبواب التعليم أمام آلاف الفتيات، في حين وفرت «جامعة الملك سعود» أول فرصة للفتاة السعودية للالتحاق بالتعليم العالي داخل المملكة التي أُنشئت عام 1377ه، حيث سمحت للفتاة بالانتساب في الجامعة من خلال كلية الآداب والعلوم الإدارية عام 1381ه، وتواصل المرأة السعودية مسيرتها في محطات التعليم عبر عهد كل ملك منذ تأسيس المملكة، إلى أن وصلت عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- تُعتبر مرحلة مُمهدة لانطلاق المرأة السعودية إلى عصر جديد متوج بتمكين، فقد تحولت المرأة في عهد الملك فهد من مجرد متلقية للتعليم الأساسي إلى طالبة جامعية، طبيبة، باحثة، وأكاديمية ومهندسات، بل توسع حضورها في عدة مجالات كانت حكراً على الرجال، ورغم أن عمل المرأة ظل مقيداً بالعادات الاجتماعية إلا أن عهد الملك شهد أول خطوات انفتاحها على سوق العمل المتخصص، وظهورها الإعلامي والثقافي، كما شجعت الدولة على الالتحاق بالبعثات الخارجية وانفتاحها على العمل بمختلف مجالاتها، ثم انتقلت المرأة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- غفر الله له- الذي كان مؤمناً بدورها كشريك حقيقي في التنمية وصناعة القرار الوطني، كانت بمثابة المرحلة المفصلية الذي نقل المرأة من مرحلة التعليم والعمل بمجالات محدودة إلى الاعتراف الرسمي بدورها السياسي والاجتماعي، فقد شهدت المرأة قفزة نوعية غير مسبوقة توسعت التخصصات المتاحة أمامها لتحمل شهادات دولية وتنافس في البحث العلمي، أطلق الملك عبدالله -رحمه الله- برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي عام 2005م وشمل آلاف الطالبات السعوديات، افتتحت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن كأكبر جامعة نسائية في العالم عام 2008م، بدأ المجتمع السعودي يشهد حضور كبيراً للمرأة في الإعلام والأنشطة الثقافية، العمل في القطاعات الحكومية والخاصة، دخولها تدريجياً في مجالات عدة، توليها مناصب قيادية، مشاركتها في مجلس الشورى لأول مرة بقرار تاريخي عام 2011م، كما سُمح لها بالترشيح والتصويت في الانتخابات البلدية لتشارك في صنع القرار المحلي.
شهدت مسيرة تمكين المرأة قفزات مهمة في مختلف المجالات بتنفيذ العديد من المبادرات والإصلاحات وسن التشريعات بما يتناسب مع كل مرحلة قادها ملوك المملكة جيلاً بعد جيل، وصولا إلى مرحلة التمكين الكامل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظهما الله- حيث يُمثل عهد خادم الحرمين الشريفين العصر الذهبي للمرأة، فقد بدأت المملكة مرحلة جديدة من التنمية الشاملة وكان للمرأة نصيب كبير فيها خاصة بعد الإعلان عن رؤية 2030 السعودية لتضع تمكين المرأة في صميم إستراتيجيات التنمية الوطنية حيث اعتُبرت نصف المجتمع وشريكاً أساسياً في البناء والتي مثلتها مقولة سمو ولي العهد: «أنا أدعم السعودية.. ونصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء» نقطة تحول في مسيرة المرأة السعودية، فقد فتحت أمامها أبواب النجاح والإنجاز حيث إنها تمكنت من تولي مناصب قيادية وحققت إنجازات مشرفة محلياً وعالمياً، بل إنها أصبحت عنصراً فاعلاً في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، غير أنها أصبحت سفيرة لبلادنا في عدة دول، وعضواً في العديد من المنظمات الدولية، ونائبة لكثير من وزارات الدولة وهيئاتها، دخلت سوق العمل، والقطاع العسكري والأمني، برزت بطلات سعوديات في الرياضات العالمية كما شاركت في الألعاب الأولمبية باسم المملكة، كما أبدعت وأثبتت تواجدها في التقنية والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، أيضا تواجدت في عالم الطيران والفضاء وأصبحت رائدة فضاء، كما تبوأت مكانة في القضاء والمحاماة، ارتقت مكانة المرأة السعودية محلياً وعالمياً لتواكب تطلعات المملكة نحو المستقبل بل إنها أصبحت رمزاً للإنجازات وقوة الإرادة وتخطي التحديات.
إن رحلة مسيرة المرأة السعودية بين الحاضر والماضي قصة وطنية بامتياز تؤكد أن المستقبل يحمل آفاقاً أوسع، لتؤكد لنا اليوم المرأة السعودية التطلع إلى المزيد من الإنجازات في مجال القيادة والإبداع والتأثير العالمي ليصبحن ليس فقط شريكات في التنمية الوطنية، بل ممثلات لوطنهن في كل محفل دولي.
وطن لا يعترف بالمستحيل
عبرت عضو هيئة التدريس في مجال المحاسبة والاستدامة في جامعة Sussex في المملكة المتحدة البريطانية الدكتورة نورة بالحارث قائلة: بكُل فخر نكتب اليوم بمداد العزّ سطوراً جديدة من مسيرة وطننا الغالي الذي لا يعترف بالمستحيل، تحت قيادة جعلت من التحديات بوابةً للفرص ومن الطموحات واقعاً ملموساً، إنها رحلة متصاعدة من العطاء، نُثني على كل من ساهم في بنائها رافعين رؤوسنا شموخاً بما تحقق ناظرين بعين الثقة إلى مستقبل أكثر إشراقاً تحت ظل قيادتنا الحكمية، مُسطرة في صفحات قصة كفاح تتوارثها الأجيال وملحمة بطولة كتب فصولها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ليكملها أبناؤه من بعده، وصولاً إلى عهد الازدهار والتطوير تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، حيث أصبحت المملكة نموذجاً عالمياً للتقدم والريادة، تحقق المستحيل وتصنع المستقبل بثبات وإرادة لا تلين.
وتابعت بالحارث: بعد رحلة ابتعاث امتدت لثماني سنوات، أعود إلى وطني الحبيب حاملةً رصيداً معرفياً عميقاً في مجالات الأعمال والاستدامة والقيادة، ومفعمة بشغف المشاركة في مسيرة نهضت الوطن المتسارعة، لقد كان حنيني إلى الوطن زاداً يمدّني بالصبر والعزيمة، وكان يقيني الراسخ برعاية القيادة ودعهما الكريم دافعاً للمثابرة والاجتهاد، حتى أكون جديرة بأن أضع لبنةً صادقة في بناء مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة، نقف لحظةً للتأمل في التحولات الكبرى التي تعيشها المملكة، وفي قلب هذه التحولات يقف مشروع رؤية 2030 الذي لم يكتف بإعادة هيكلة الاقتصاد، بل غيّر ملامح المجتمع ومنح المرأة السعودية موقعاً استراتيجياً في صدارة المشهد، لقد كان لموضع بحثي في الدكتوراة الذي يتناول ديناميكيات مجالس الإدارة واستدامتها في ضوء الحوكمة المالية والبيئية ودور المرأة في ذلك، صلة وثيقة بما نشهدة اليوم من تحولات، فالمملكة حينما وضعت معايير جديدة للحوكمة عبر لوائح هيئة السوق المالية، لم تسع فقط إلى تطوير الأداء المؤسسي بل ربطت بين الحوكمة والاستدامة، وأدركت أن تنوع مجالس الإدارة، خصوصاً بوجود المرأة يعزز من جودة القرارات ويرفع من مستوى الشفافية والمساءلة، تُظهر الدراسات ومنها دراستي أن وجود المرأة في مجالس الإدارة لا يُعد مجرد مكسب اجتماعي أو حقوقي بل هو استثمار اقتصادي يعود بالنفع على الشركات والمجتمع معاً، فعلى سبيل المثال، وجدت في تحليلاتي أن المجالس التي تضم نساء تسجل مستويات أعلى من الإفصاح الطوعي عن تقارير الاستدامة، وان قراراتها أكثر ميلاً إلى مراعاة البعد البيئي والاجتماعي، لا سيما في ظل ازدياد اهتمام المستثمرين العالميين بمؤشرات ESG (البيئة، المجتمع، الحوكمة)، هذا ما يجعل المرأة ركيزة مهمة ليس في تنمية رأس المال البشري فحسب بل في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إذ لم يعد المستثمر يبحث فقط عن أرباح مالية بل عن بيئة أعمال متوافقة مع المعايير العالمية للاستدامة، ويجدر بالذكر أن صندوق الاستثمارات العامة (PIF) لعب دوراً محورياً في استقطاب الاستثمار العام في الاقتصاد الرقمي، مثل تأسيس شركة HUMAIN للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى دعم مشروعات الزراعة الذكية مثل Green Dunes.
رمز للإنجازات وقوة الإرادة وتخطي التحديات
اقتصاد ذو مرونة
كما اشادة الدكتورة على دور المرأة السعودية في الاقتصاد الرقمي الذي يمكن قراءته باعتباره امتداداً لمساهمتها في الحوكمة والاستدامة، فالمرأة التي فرضت حضورها في مجالس الإدارة استطاعت ان تقتحم ميادين ريادة الأعمال الرقمية، وأن تؤسس شركات ناشئة في مجالات التجارة الإلكترونية والتقنية المالية والذكاء الاصطناعي، ف إحدى النماذج الملهمة هي رائدة الأعمال السعودية التي أطلقت منصة رقمية لتسويق المنتجات الزراعية المحلية باستخدام تقنيات البلوك تشين لضمان الشفافية في سلاسل الإمداد، وهذه التجربة لم تعزز فقط الدخل المحلي للمزارعين بل مثلت نموذجاً للاقتصاد الأخضر الرقمي الذي يتوافق مع أهداف رؤية 2030، كما أن دخول المرأة إلى الاقتصاد التشاركي عبر شركات النقل لم يكن حدثاً عابراً بل غير جذرياً ثقافة العمل واتاح للنساء فرصاً جديدة للمرونة الاقتصادية، فاليوم نجد سيدات سعوديات لا يكتفين بالعمل في هذه المنصات بل يبتكرن تطبيقات محلية منافسة، مما يعزز من قوة الاقتصاد التشاركي المحلي ويعيد تدوير القيمة الاقتصادية داخل المجتمع، أما في مجال رأس المال الجريء والتقنية المالية فقد شهدنا نماذج نسائية بارزة شاركت في تأسيس صناديق استثمارية تدعم الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، وهو مجال كان حتى وقت قريب حكراً على الرجال، هذا التحول يعكس شجاعة المرأة السعودية وقدرتها على خوض غمار المخاطر الاستثمارية بروح ريادية واعية لكن الأهم من الأمثلة الفردية هو الأثر الكلي على الاقتصاد الوطني، فالإحصاءات تشير إلى ان مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل تضاعفت تقريباً في العقد الأخير وهو ما انعكس على الناتج المحلي الإجمالي بنسبة ملموسة، الدراسات الدولية تربط بين زيادة مشاكرة المرأة وارتفاع النمو الاقتصادي إذ تُقدر المكاسب العالمية من إدماج النساء في الاقتصاد الرقمي بأكثر من 12 تريليون دولار حتى 2030، والسعودية ليست بمعزل عن هذه التقديرات بل هي في طليعة الدول الساعية للاستفادة من هذه المكاسب.
الاقتصاد الأخضر
وعن تواجد المرأة السعودية في الاقتصاد الرقمي خاصةً الاقتصاد الأخضر انهت الدكتورة حديثها موضحةً ان مفهوم الاقتصاد الأخضر اصبح عنصراً أساسياً في الاستراتيجيات الوطنية، حيث تتجه المملكة إلى تحقيق الحياد الصفري للكربون بحلول 2060، هنا تتجلى مساهمة المرأة السعودية في ريادة الأعمال البيئية سواء عبر مشاريع إعادة التدوير الرقمية، او منصات التعليم البيئي، أو الشركات الناشئة التي توفر حلولاً ذكية للطاقة، إن دمج البعد الرقمي بالبعد البيئي يجعل من المرأة السعودية لاعباً رئيسياً في صياغة الاقتصاد الأخضر الرقمي الذي بات احد أعمدة المستقبل، إن التحديات الاجتماعية مهما بدت معقدة يمكن تحويلها إلى فرص اقتصادية في ظل بيئة رقمية متسارعة، وهذا ما أثبتته المرأة السعودية بجدارة، إذ حوّلت صوراً نمطية قديمة إلى محركات للنمو وأثبتت أن التغيير الاجتماعي ليس خصماً للتنمية الاقتصادية بل حليفاً لها، وتجربتي كباحثة في ديناميكيات مجالس الإدارة أكدت لي أن التنوع ليس مجرد شعار بل أداة عملية لتحقيق الاستدامة، ولتوليد القيمة الاقتصادية طويلة الأجل.
الجسر الثقافي
وعن الدبلوماسية النسائية وأبرز أدواتها تتحدث عضو مجلس الشورى سابقاً الأستاذة نورة الشعبان: ان الدبلوماسية النسائية تُعد من أبرز أدوات القوة الناعمة السعودية إذ تُقدم المملكة للعالم من خلال خطاب إنساني راقٍ يُخاطب القيم المشتركة ويُعزز صورة السعودية كدولة ذات رسالة حضارية، فهي تمتلك قدرة فريدة على أداء دور «الجسر الثقافي» لأنها تنتمي إلى حضارة عريقة وتُجيد التفاعل مع الحداثة دون ان تفقد البوصلة، إذ تُجيد التعبير عن المواقف الوطنية بلغة تجمع بين التأثير والاحترام مما يجعل حضورها إضافة استراتيجية في المشهد الدولي، حيث إنها تُقدم نموذجاً للتوازن بين الانتماء والانفتاح في الملفات الإنسانية والدبلوماسية، وتُعيد تعريف الحوار الحضاري بوصفه لقاءً بين القيم لا صراعاً بين المصالح، إن حضورها يُضفي على النقاشات طابعاً إنسانياً يُعزز فرص التفاهم ويُقلل من حدة التصادم.
تمكين المرأة في صميم التنمية الوطنية
وأضافت الشعبان: المرأة السعودية اليوم لا تُجسّد تمكيناً فردياً، بل تُعبّر عن نهضة وطنية شاملة، فهي ليست مجرد دبلوماسية بل رسالة وطن ونبض رؤية، وتجسيد حيّ لتحول حضاري يُخاطب العالم بلغة الحكمة، والكرامة، والإنسانية، اليوم المرأة السعودية تُشارك في صياغة القرار، فهي لا تكتفي بتمثيلة بل أسهمت في تطوير خطاب المملكة ليكون أكثر توازناً بين الحزم السياسي والرقي الإنساني، بين الواقعة الاستراتيجية والرمزية الثقافية، وهذا الخطاب يُعزز من مكانة المملكة ويُرسخ صورتها كدولة ذات رؤية تُخاطب العالم بلغة العقل والضمير، فقد اثبتت المرأة السعودية حضوراً فاعلاً في مختلف المسارات، من مفاوضات الطاقة إلى مؤتمرات المناخ ومنتديات الابتكار، فهي تُقدم رؤية وطنية متكاملة تُجسد طموح المملكة في أن تكون جزءاً من الحلول العالمية، ان وجود المرأة السعودية يُضفي على المفاوضات بعداً عقلانياً متزناً، ويُعيد توجيه النقاشات نحو الحلول المستدامة، حيث تُجيد قراءة التفاصيل الدقيقة وتُقدّم طرحاً يُوازن بين المصالح الوطنية والبعد الإنساني، هذه القدرة تُعزز من مصداقية الطرح السعودي، وتُثبت أن الحكمة في إدارة التعقيد لا تقل أهمية عن القوة في المواجهة.
وتابعت: أصبحت المرأة شريكاً في إعادة تشكل الصورة الذهنية للمملكة عالمياً عبر تمثيل يعكس التوازن بين الاصالة والتحديث، ويُبرز قدرة المملكة على تمكين كفاءاتها دون التفريد بهويتها، وبعدما انعكست الثقة في انتقالها من دور رمزي إلى موقع قيادي فعلي في السلك الدبلوماسي، جاءت التعيينات النوعية لتُجسد رؤية المملكة 2030، ليُنظر لها اليوم كرمز حيّ لتحولات المملكة حيث انها تحمل في حضورها رسائل غير مباشرة عن قدرة السعودية على التغيير المتزن، أدواتها تشمل الذكاء العاطفي، الفطنة الثقافي، والقدرة على بناء التفاهمات في بيئات متعددة، هذه المهارات تمنحها تفوقاً في إدارة الحوارات المعقدة حيث تجمع بين الحزم والمرونة، وبين الانتماء والانفتاح.
إحداث تحول كبير
ومن جانب آخر ومجال اخر تتحدث رئيسة اللجنة التشاورية لعمداء البحث العلمي واستاذة الفيزياء التجريبية أ.د خلود المقرن: إن مشاركة المرأة السعودية في التعليم العالي والبحث العلمي قد أحدث تحولاً كبيراً في خريطة المعرفة والابتكار في المملكة ويمكن ملاحظة هذا التحول من خلال عدة جوانب، أولها ما تقدمه الجامعة من برامج اكاديمية مطوره متخصصة للمرأة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية والطاقة المتجددة مما يعزز دور المرأة في هذه المجالات، مساهمة المرأة بشكل فعال في الأبحاث العلمية المنشورة في مجالات علمية محكمة، وتشغل مناصب اكاديمية مهمة في الجامعات، أيضا تشجيع المرأة على المشاركة في برامج الابتكار وريادة الاعمال، مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، كما تلعب الجامعات دوراً محورياً في تأهيل المرأة السعودية وتزويدهن بالمهارات اللازمة للمشاركة في سوق العمل، أيضا تقدم بعض الجامعات مثل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن برامج مخصصة لدعم المرأة وتمكينها في مختلف المجالات الأكاديمية والمهنية، إن وجود المرأة في مراكز الأبحاث والابتكار يعلب دوراً حاسماً في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، حيث تُشجع المرأة السعودية على المشاركة في برامج الابتكار وريادة الأعمال، وتقدم الهيئات والمؤسسات المتخصصة دورات تدريبية وورش عمل للمرأة السعودية مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
مناصب قيادية وإنجازات مشرفة
جهود مبذولة
وتابعت المقرن: وما يخص المناهج التعلمية والبرامج البحثية الحالية، هناك جهود مبذولة لتعزيز مشاركة المرأة وتطويرها في مختلف المجالات، وأجد تنوع هذه المناهج نجحت في صناعة جيل واعد من العالمات السعودية ، كما يُلاحظ زيادة المشاركة للمرأة السعودية في سوق العمل، حيث بلغت نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة 34,5 % في عام 2023، كما ان هناك برامج لدعم المرأة في مجال ريادة الأعمال والتي تقدم الدعم المالي والتدريبي لتمكين المرأة في سوق العمل، أيضاً حضور المرأة في الأبحاث الدولية والشراكات العالمية اصبح ضرورة لتعزيز مكانة المملكة في الاقتصاد المعرفي، كما يمكن أن يساهم هذا الحضور في تعزيز البحث العلمي في المملكة وتطوير المعرفة في مختلف المجالات، كما يمكن أيضا يسهم حضور المرأة في الشراكات العالمية وبناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات البحثية والجامعات العالمية، كما يعزز حضور المرأة في الأبحاث الدولية التنمية الاقتصادية وذلك من خلال تطوير الصناعات والقطاعات المختلفة، أيضاً يساهم في تعزيز درو المرأة في المجتمع وتمكينها من المشاركة في مختلف المجالات، إلا ان هناك العديد من الأمثلة على مشاركة المرأة السعودية في الأبحاث الدولية والشراكات العالمية مثل: مشاركة المرأة في المؤتمرات الدولية حيث شاركت المرأة في العددي من المؤتمرات الدولية في مختلف المجالات مما عزز من مكانة المملكة في الاقتصاد المعرفي، كما بُنيت شراكات بين المؤسسات البحثية السعودية والمؤسسات البحثية العالمية مما عزز من التعاون البحثي والابتكار في المملكة.
وفيما يخص التحديات التي واجهة المرأة الباحثة أكدت الدكتورة: ان المرأة الباحثة السعودية واجهت العديد من التحديات في الماضي، لكنها نجحت في تحويلها إلى فرص، كالقيود الاجتماعية والثقافية التي تحدتها من خلال مشاركتها في المجالات الأكاديمية والبحثية، ايضاً قلة الفرص التعلمية والتدريبية في بعض المجالات، ايضاً التحديات الاسرية التي تضع المرأة السعودية في المنتصف بين العمل والمسؤوليات الأسرية، وقد حظيت المرأة بدعم القيادة السياسية مما مكنها من المشاركة في مختلف المجالات وتمكينها من تحقيق إنجازاتها، حيث تعكس بالتزام المملكة من تعزز دور المرأة في المجتمع وتمكينها من المشاركة في مختلف المجالات، كما تعكس أيضاً جهود المملكة لتحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، حيث أسهمت المرأة في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي مما عزز من استخدامه في مختلف القطاعات مثل التعليم والصحة ، وقد صنفت المملكة الأولى عالمياً في تمكين المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي وفقاً لمؤشر ستانفورد للذكاء الاصطناعي، أيضا أسهمن باحثات سعوديات في مجال الطب خاصةً الطب الدقيق والعلاج الجيني، مما عزز الرعاية الصحية في المملكة.
قصة نجاح
وأشادت الدكتورة بقصص ملهمة لنساء سعوديات برزت اسمائهن في صنعن الفارق واثبتن ان الطموح لا يعرف المستحيل، وان هذه النماذج مشرقة ليست مجرد قصص نجاح فردية بل هي رسائل أمل تترجم قوة المجتمع السعودي، حيث تعكس صورة مشرفة لوطن يقود المستقبل بثقة واعتزاز، ونحن إذ نشيد بهن اليوم فإننا نستشرف مزيداً من الإنجازات القادمة، التي ستضيف إلى رصيد الوطن منجزات جديدة وتفتح أمام أجيال الغد آفاقاً أوسع نحو التميز والإبداع، لتكون قصة نجاح الدكتورة حكاية من قصص نجاح نساء سعوديات فقد برز اسمها في عالم الابتكار والاختراعات التي عززت من مكانة المملكة العربية السعودية عالمياً، وقد برز اسم الأستاذة الدكتورة خلود في عالم الطاقة النووية والمفاعلات والحماية الإشعاعية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، كما تُعد السيدة الأولى الحاصلة على شهادة الخبير في الرقابة الاشعاعية من مدينة على رخصة هواه اللاسلكي من هيئة الاتصالات والتقنية والفضاء بإشارة نداء خاصة، كما حصلت على العديد من الميداليات الذهبية والبرونزية نظير مشاركاتها العلمية في المسابقات الدولية للنماذج الصناعية وبراءات الاختراع الممنوحة لها من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، غير ان لها 200 بحث منشور في مجلات علمية مصنفة وفق تصنيف WOS وعدد من براءات الاختراع والنماذج الصناعية، كما منحتها جامعة الدول العربية جائزة التميز للمرأة العربية في دزرتها الثالثة وذلك توثيقاً لمشاركاتها العلمية والعملية وإسهامها الفاعل في مجال التكنولوجيا والابتكار.
مزيج فريد
ومن جانبها قالت خبيرة الاتصال المؤسسي والمتخصصة في الإعلام المصرفي الأستاذة صيغة الشمري: إن نموذج القيادة النسائية في المملكة العربية السعودية يختلف عن غيرة من النماذج العالمية، لأنه يستند إلى مزيج فريد من الأصالة والحداثة، فالمرأة السعودية لا تمارس القيادة بمنظور تقليدين بل تقدم نموذجاً يجمع بين الحكمة المجتمعية والانفتاح على التغيير، مع التزام راسخ بالقيم الإسلامية والمسؤولية الوطنية، وجود المرأة في المواقع القيادية يضيف بُعداً متكاملاً لإدارة الملفات الوطنية المعقدة، ففي الأمن الوطني، تقدم المرأة منظوراً استراتيجياً شاملاً يوازن بين حماية المجتمع والاعتبارات الإنسانية فتكون القرارات أكثر شمولاً وارتباطاً بالواقع الاجتماعي، أما في الاقتصاد فإن القيادات النسائية تتميز بقدرتها على استثمار الفرص الناشئة من خلال حلول مبتكرة تراعي الاستدامة إلى جانب النمو وتفتح آفاقاً جديدة في القطاعات الواعدة، اما في مجال العلاقات الدولية يبرز دور المرأة في تعزيز الدبلوماسية الناعمة القائمة على الحوار وبناء الثقة، وهو ما يعكس صورة المملكة كدولة تجمع بين القوية والمرونة، بين الحزم والحكمة ومن هنا يصبح حضور المرأة إضافة نوعية في التفاوض والتأثير على الساحة العالمية.
وأضافت الشمري: المرأة السعودية ليست متلقية للفرص التي تتيحها رؤية 2030 بل صانعة لها، في تسهم مباشرة في صياغة السياسات الاقتصادية وإطلاق المشاريع الجديدة، وتشجيع ريادية الأعمال وتوسيع نطاق القطاعات الواعدة مثل السياحة، الطاقة المتجددة، والتقنية، إلى جانب ذلك يبرز دور المرأة في قيادة التحول نحو اقتصاد المستقبل من خلال الاستثمار في التقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مما يجعل الاقتصاد السعودي اكثر تنوعاً وابتكاراً، وهذا الحضور القيادي يضمن شمولية السياسات الاقتصادية وعدالتها، بما يعزز استدامة التنمية ويضع المملكة في موقع متقدم على خارطة الاقتصاد العالمي، إن المرأة القيادية تضيف ثقافة إدارية فريدة تمزج بين المهنة العالية والبعد الإنساني، فهي تتمتع بذكاء عاطفي يجعلها اكثر ميلاً إلى الحوار والمرونة، وأكثر قدرة على بناء فرق عمل متماسكة، وهذه الثقافة تترجم عملياً إلى بيئيات عمل داعمة للإبداع والمبادرة، حيث يشعر الموظفون أن صوتهم مسموع وأن العمل المؤسسي يقوم على الشفافية والتشاور، وبهذا تسهم المرأة في تقليل الصراعات الداخلية، وزيادة إنتاجية المؤسسات وتعزيز قدرتها التنافسية كما أن هذا النهج يتناغم مع أحدث الاتجاهات العالمية في الإدارة مثل القيادة الرشيقة (Agile Leadership) والقيادة الخادمة (Servant Leadership)، ان القيادة النسائية تتجاوز مفهوم السلطة والنفوذ لتصبح مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه المجتمع، فالمرأة تركّز على بناء فرق عمل متماسكة وتعزز المبادرات المجتمعية وتضع بصمة ملموسة في حياة الناس.
قصص ملهمة لنساء سعوديات.. صورة مشرفة بثقة واعتزاز
قصة وطن
وشددت قائلة: إن تولي المرأة السعودية مناصب قيادية ليست مجرد إنجاز فردي بل هي قصة وطن بأكمله يكتب فصلاً جديداً من تاريخه، حيث تصبح المرأة شريكاً كاملاً في التنمية ونموذجاً يحتذي به في العالم للتوازن بين القيم والحداثة وبين التأثير المحلي والعالمي، فبهذا النموذج يتجاوز مجرد تمكين المرأة أو وصولها إلى المناصب العليا، ليصبح تجربة عملية متكاملة تُبنى على التوازن بين الرؤية الاستراتيجية والبعد الإنساني، كما أن الدعم الكبير الذي توفره القيادة الرشيدة - أيدها الله- لتمكين المرأة ضمن رؤية السعودية 2030 يجعل هذا النموذج أكثر عمقاً وتأثيراً، فهو لا يُنظر إليه على انه منافسة للرجال بل تكامل وشراكة تعزز من قيمة المجتمع والدولة، مع القدرة على تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشاريع تنموية ملهمة للنساء في المنقطة والعالم، ان صعود المرأة السعودية في القيادة رسالة استراتيجية قوية على المستويين الإقليمي والدولي، فهو يعكس أن التحولات الاجتماعية والسياسية في المملكة جزء من رؤية شاملة تمزج بين التطور والانفتاح مع الحفاظ على الهوية الوطنية، وهذا الحضور القيادي يُبرز المملكة كدولة تبني مجمعاً متوازناً وتوظف القوة الناعمة لتأكيد صورتها كقوة إقليمية وعالمية قادرة على قيادة التغيير الإيجابي، وبهذا تكتسب صورة السعودية في المحافل الدولية بُعداً جديداً يقوم على الدمج بين الحداثة والقيم، وبين القوة والحكمة، مُضيفةً انا كشخصية قيادية شعرت بأن إنجازي الشخصي تحول إلى إنجاز وطني حين شاركت في مشروع وطني مؤثر انعكس أثره مباشرة على المجتمع، في تلك اللحظة أدركت أن مساهمتي لا تُمثلني فقط بل تمثل كل امرأة سعودية تسعى لتأكيد دورها القيادي في خدمة الوطن، ولتكون هذه الإنجازات ركيزة للمستقبل فقد أرى ضرورة تحويل خبرات القيادات النسائية الحالية إلى مدرسة قيادية عبر برامج تدريبية ومنصات معرفية لتبادل الخبرات، بحيث تصبح كل تجربة ناجحة درساً يُحتذى به كما يشكل قدوة للأجيال الجديدة من النساء السعوديات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.