المشكلة أن غالبية مستخدمي أكياس النيكوتين من الأطفال والمراهقين ما بين 11 و17 عامًا، وهم من غير المدخنين، ونسبة هؤلاء في المجتمع الأميركي المستخدم للأكياس وصلت إلى 43 % في 2024، استنادًا لأرقام مؤسسة أيه أس أتش الأميركية للأبحاث، وفرنسا ستوقف بيعها اعتبارًا من مارس 2026، بعد تزايد حالات التسمم بالنيكوتين بين المراهقين الفرنسيين.. بدائل التدخين مثل السجائر الإلكترونبة المعروفة بالفيبز، أو التبغ المسخن، أو اكياس النيكوتين، لا تؤدي لتركه دائما، ومن الأمثلة دراسة سعودية نشرتها في العام الجاري مجلة "ساينتفيك ريبورت" وأوضح 21 % من المشاركين فيها ان أكياس النيكوتين لم تساعدهم في الاقلاع عن التدخين، وهذه الاكياس تناولتها دراسة نشرتها جامعة لوبورو البريطانية في العام الجاري، وتم اجراؤها لصالح رابطة اللاعبين المحترفين الانجليزية، وقد وجدت ان واحدا من كل خمسة لاعبين في الدوري الانجليزي للمحترفين يستخدمها بانتظام، وهذه نسية عالية جداً، وقال لي جونسون المدرب السابق لفريق سندرلاند الانجليزي ان بعض لاعبيه كانوا مدمنين عليها، وفي هذا الموسم قدم سندرلاند اداءً مبهراً في دوري المحترفين او البريميرليغ، فقد فاز على تشيلسى في أرضه، وتعادل مع أرسنال. زيادة على ذلك ضبطت عدسات الصحافة الرياضية في بريطانيا عام 2016 جيمي فاردي لاعب ليستر سيتي السابق لحظة تناوله لهذه الأكياس، وفي مارس 2023 سجلت الرابطة الانجليزية لكرة القدم ارتفاعاً في طلبات المساعدة من لاعبين مدمنين عليها، والرياضيون يستخدمونها لزيادة التركيز اثناء اللعب، ولتعزيز الاداء، وليس للاقلاع عن التدخين، لانهم لا يدخنون غالباً، والاكياس لا تدخل في دائرة المنشظات المحظورة من قبل الفيفا، رغم التشابه بينهما، وبعض المشاهير يؤيدون الفكرة السابقة، ولعل ابرزهم الملياردير بيتر فيل، الذي يرى ان النيكوتين عقار منشط للذهن، وانه يرفع معدل الذكاء بعشر نقاط، ولا أدري من اين جاء بهذا الاستنتاج الخطير. تاريخ تدخين التبغ بدأه الهنود الحمر في أميركا، منذ ما يقارب خمسة آلاف عام قبل الميلاد، وكان يستخدم لديهم ضمن الطقوس الدينية والروحانية، ونقله مكتشفو أميركا الى أوروبا قبل خمس مئة عام، وانتقل من القارة العجوز الى العالم، ومازال طقسا ثابتا في حياة الكثيرين هذه الأيام، والسجائر الالكترونية او الفيبز أخذت حصة من سوقه في 2005، وفي 2014 ظهرت أكياس النيكوتين في النرويج لتحل محلهما، وفي الوقت الحالي تسيطر فيليب موريس انترناشونال الأميركية على 77 % من سوقها العالمي، وحجم سوق النيكوتين باوتشز وصل في العالم الى أربعة مليارات دولار عام 2024، والمتوقع تجاوزه ال50 مليارا في 2033، وما سبق يحدث وهيئة الغذاء والدواء الأميركية لم تسمح بتسويقه الا في بداية هذا العام، وحصرت السماح في 20 منتجا من منتجاته. المشكلة ان غالبية مستخدمي الأكياس من الأطفال والمراهقين، ما بين 11 و17 عاماً، وهم من غير المدخنين، ونسبة هؤلاء في المجتمع الأميركي المستخدم للأكياس وصلت الى 43 % في 2024، استنادا لأرقام مؤسسة أيه أس أتش الأميركية للأبحاث، وفرنسا ستوقف بيعها اعتبارا من مارس 2026، بعد تزايد حالات التسمم بالنيكوتين بين المراهقين الفرنسيين، او مثلما تقول الهيئة الوطنية للسلامة في فرنسا. بعض المختصين لا يدخلون الأكياس في خانة بدائل الإقلاع عن التدخين، وإنما يعتبرونها طريقة جديدة للإدمان عليه، لان النيكوتين يمثل مادة الإدمان الأساسية في السجائر العادية، والأكياس تقدمه مركزا لمن يرغب، والأشخاص يقبلون عليها لأنها تعطي إحساساً بالنشوة والسعادة المؤقتة، وفي حالة لاعبي كرة القدم فإنها تساعد الشخص على الانسجام مع المجموعة، نتيجة لتحفيزها إفراز هرموني الدوبامين والادرينالين في الجسم، وفي المقابل تتراوح أضرارها ما بين تقرحات الفم واللثة، واحتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية، بالإضافة الى ان بعضها يستخدم بدائل كيميائية للنيكوتين نفسه، من اهمها، ميثيل النيكوتين ونظير النيكوتين المعروف باسم: نيكوتيناميد، وكلاهما يزيد من فرص الإصابة بالسرطان. لا أحد يختلف ان أكياس النيكوتين خالية من التبغ، ولكنها تحتوى على النيكوتين، وهو المادة الإدمانية الأساسية فيه، والأكياس تحتوى بداخلها على مادة بيضاء، توضع في الفم لتذوب وتتوجه الى الدم مباشرة، وفي أميركا أصبح هناك مؤثرون متخصصون فيها، يسمونهم زينفلونسيرز، وهؤلاء يقومون برفع محتوى على السوشال ميديا، والفيديوهات المنشورة يظهر فيها طلبة مدارس أو جامعات يوثقون تجاربهم في استخدامها، وكيف انها تساعدهم في التركيز بصورة أكبر، والأسلوب لا يختلف عن التسويق البدائي، لحبوب الكبتاغون في أيام الاختبارات النهائية.. فالدراسات أكدت أن ما نسبته 72% ممن أعمارهم ما بين 18 و20 عاما في أميركا لا يستعملون بدائل التدخين للإقلاع عنه، لأنهم لم يدخنوا سيجارة واحدة قبل ذلك، واستهدافهم يأتي لان الشواهد أكدت، وبالدليل العلمي والعملي، ان غالبية من يدخلون الى عالم التدخين في هذه المرحلة العمرية لا يخرجون منه الا بصعوبة، وكل البدائل ليست الا طرقا مبتكرة لإعادة تقديم التبغ بصورة صحية، ولم يبقَ الا عرض أكياس النيكوتين على شبكة نيكلوديون الكارتونية الموجهة للصغار، مثلما فعلوا سابقاً مع الفيبز أو السجائر الإلكترونية، والحقيقة الثابتة ان شركات التبغ العالمية لا تعمل ضد مصالحها، وإنما تغير في استراتيجياتها.