في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، أصبحت صناعة السيارات واحدة من القطاعات الحيوية التي تتجه نحو التغيير والتحديث، مدفوعة برؤية 2030 الطموحة التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتعزيز الابتكار في شتى المجالات، لم يعد دور المرأة مقتصرًا على كونها مستخدمًا للتقنيات الحديثة، بل تجاوز ذلك لتصبح عنصرًا فاعلًا وشريكًا حقيقيًا في بناء مستقبل مستدام لصناعة السيارات، مع قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة عام 2018، وما تبعه من خطوات تمكينية في شتى القطاعات، برزت المرأة السعودية كلاعب أساسي في صناعة النقل، ليس فقط كقائدة مركبة، بل كمساهمة في تطوير نماذج تنقل ذكية وصديقة للبيئة، ومشاركة في الأبحاث والهندسة والتقنيات الحديثة الخاصة بالسيارات الكهربائية والذاتية القيادة، هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة لتغيرات منهجية دعمتها القيادة السعودية، وارتكزت على تمكين المرأة علميًا ومهنيًا واقتصاديًا، مما خلق بيئة جديدة تتيح لها أن تكون جزءًا من النهضة الصناعية القادمة في مجال التنقل. المرأة والتنقل المستدام منذ صدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، بدأت ثقافة التنقل في المملكة تشهد تحولًا نوعيًا. لم تكن القضية تتعلق فقط بمنح المرأة الحق في القيادة، بل كانت مدخلًا لتوسيع خيارات التنقل والمساهمة في بناء وعي بيئي جديد لدى شريحة كبيرة من المجتمع. المرأة السعودية اليوم تلعب دورًا رياديًا في تعزيز مفاهيم النقل المستدام، بما يشمل استخدام المركبات الكهربائية، وتفضيل وسائل النقل المشتركة، والمشاركة في الحملات التوعوية لتقليل الانبعاثات الكربونية، ومن أبرز مظاهر هذا الدور، تزايد اهتمام النساء السعوديات بشراء السيارات الكهربائية والهجينة، مدفوعًا بعدة عوامل منها الوعي البيئي، وتوفير التكاليف، والرغبة في مواكبة أحدث الابتكارات. وتُعد هذه الخطوة مؤشرًا مهمًا على انتقال ثقافة الاستهلاك من مجرد الرفاهية إلى التفاعل مع القضايا العالمية كالتغير المناخي، كما أن كثيرًا من السعوديات أصبحن ناشطات في الإعلام الرقمي في مجال التوعية بأهمية النقل المستدام. على منصات مثل إنستغرام وتويتر وتيك توك، تنشر النساء السعوديات محتوى يروج لاستخدام وسائل النقل النظيفة، ويتناول مزايا السيارات الكهربائية وتجارب الاستخدام، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات والمنتديات المتعلقة بالبيئة والطاقة المستدامة، وتُعد مشاركة المرأة في هذا المجال جزءًا من تحولات أكبر تشهدها المملكة، حيث تعمل الجهات الحكومية مثل وزارة النقل وهيئة البيئة، بالشراكة مع القطاع الخاص، على تطوير بنية تحتية تدعم التنقل المستدام، مثل محطات شحن السيارات الكهربائية، وخدمات التنقل التشاركي، وخطط النقل الذكي في المدن الكبرى، وفي هذا السياق، تعمل المرأة السعودية أيضًا على إنشاء مبادرات مجتمعية أو المشاركة فيها، كمبادرات التشجير، وتقليل استخدام الوقود، والدعوة لاستخدام الدراجات الكهربائية، مما يجعلها بالفعل "سفيرة للتغيير"، هذا التحول في وعي وسلوك المرأة السعودية يساهم في خلق تأثير جماعي ينعكس على الأسرة والمجتمع ككل. فحين تتبنى المرأة نمط تنقل صديق للبيئة، فإنها تؤثر في قرارات الأسرة، وتوجه الأبناء نحو خيارات أكثر استدامة، مما يعزز من الثقافة العامة التي تدعم حماية البيئة وتقليل الانبعاثات، وفي ظل التوجهات الحكومية التي تستهدف خفض الانبعاثات بنسبة 50 % بحلول عام 2030، فإن مساهمة المرأة في هذا المسار ليست رمزية، بل عملية ومباشرة، وتُعد جزءًا من الحلول الوطنية المطروحة للتحديات البيئية. البحث والتطوير يشكل البحث والتطوير حجر الزاوية في صناعة السيارات الحديثة، لاسيما مع التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية والذاتية القيادة والأنظمة الذكية. في هذا الإطار، تبرز المرأة السعودية كشريك فاعل في عملية التطوير التقني، من خلال تخصصها في مجالات الهندسة الميكانيكية والكهربائية، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي، وعلوم المواد، تشهد الجامعات السعودية تزايدًا ملحوظًا في عدد الطالبات في هذه التخصصات، إذ أصبحت المرأة اليوم قادرة على التخصص في هندسة السيارات، أو العمل في معامل البحث وتطوير الحلول التقنية المرتبطة بالنقل. ومؤسسات مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم، وجامعة الملك سعود توفر بيئات بحثية متقدمة تشجع مشاركة المرأة وتدعمها بمنح وبرامج تطويرية، تعمل العديد من المهندسات والباحثات في فرق تطوير مشاريع السيارات الذكية، سواء في شركات محلية أو شراكات دولية كذلك، فإن وزارة الصناعة والثروة المعدنية، والهيئة السعودية للمدن الصناعية (مدن)، وبرنامج "صنع في السعودية"، يسعون إلى تعزيز مشاركة المرأة في الصناعات المستقبلية، من خلال برامج تدريبية، وشراكات مع الجامعات، وتمويل لمشاريع ريادية تشمل تصميم وتصنيع المركبات المستقبلية، ولا تقتصر مشاركة المرأة على الجانب الفني فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب الإدارية والقيادية، إذ تتولى سعوديات مناصب في إدارات البحث والتطوير داخل الشركات الكبرى، ويقمن بإدارة فرق مختصة في تطوير البرمجيات والأنظمة الملاحية، وتحسين كفاءة الطاقة، من جهة أخرى، تساهم رائدات الأعمال السعوديات في هذا المجال من خلال تأسيس شركات ناشئة تعمل على ابتكار حلول ذكية في النقل، سواء من خلال التطبيقات أو تقنيات الشحن أو تصميم قطع السيارات. بعضهن حصل على جوائز دولية لدورهن في الابتكار وتطوير تقنيات مستقبلية، هذا الحضور النسائي المتزايد في البحث والتطوير يؤكد أن مستقبل صناعة السيارات في المملكة لن يكون مجرد استيراد وتطبيق تقنيات، بل إنتاج وابتكار سعودي تشارك فيه المرأة بفاعلية. تحولات تمكينية في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها المملكة أصبحت المرأة السعودية قادرة على كسر الصور النمطية التي كانت تحيط بعملها في الصناعات التقنية مثل صناعة السيارات إذ لم تعد هذه المجالات حكرًا على الرجال بل أصبحت مساحات متاحة للنساء بفضل سياسات التمكين والتوعية المجتمعية التي شجعت على الانفتاح على مجالات جديدة دخلت المرأة اليوم قطاع النقل الذكي والتقنيات المتقدمة ليس فقط كعاملة أو مهندسة بل أيضًا كرائدة أعمال ومبتكرة تسعى لإيجاد حلول عملية لمشكلات التنقل والتلوث وتسهم في تطوير نماذج عمل جديدة قائمة على الابتكار والمعرفة كما أن الثقافة المجتمعية بدأت تتغير لتدعم وجود المرأة في المصانع والمختبرات ومراكز التطوير بعد أن كانت هذه البيئات توصف بأنها غير مناسبة أو صعبة لعمل النساء هذا التحول جاء مدعومًا بإصلاحات تشريعية وتنظيمية سهلت على النساء دخول هذه المجالات ووفرت لهن بيئات عمل مرنة ومحفزة تسهم في تقدمهن المهني وتسهل عليهن الجمع بين الطموح الشخصي والمشاركة في بناء الاقتصاد الوطني كما أن مشاركة المرأة في هذه المجالات لم تعد استثناء بل أصبحت جزءًا من ملامح المرحلة الجديدة التي تشهدها المملكة حيث أصبحت قادرة على التعبير عن كفاءتها وقيادتها في مجالات كانت بالأمس مغلقة واليوم تحتضن طموحها وتفتح لها آفاقًا واسعة للمساهمة والتأثير. تمثل صناعة السيارات في المملكة العربية السعودية إحدى الركائز المهمة في مسار التحول الوطني الذي تقوده "رؤية 2030"، حيث تسعى المملكة إلى بناء اقتصاد متنوع ومبني على المعرفة والابتكار، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل. وفي قلب هذا التحول، تلعب المرأة السعودية دورًا جوهريًا في إعادة تشكيل ملامح هذا القطاع، سواء من خلال تبني أنماط تنقل مستدامة وصديقة للبيئة، أو من خلال مشاركتها المتزايدة في البحث والتطوير والهندسة والتقنية، بل وحتى في مجالات ريادة الأعمال الصناعية، لقد تجاوز حضور المرأة السعودية في قطاع السيارات كونه مجرد تمثيل رمزي أو تجميلي، لتصبح مساهمتها فعالة وعميقة، تنعكس على الواقع من خلال المبادرات والمشروعات والأبحاث، وتؤثر على الأجيال القادمة عبر نماذج ملهمة تُظهر أن المرأة قادرة على أن تكون ركيزة للتنمية، وقائدة للتغيير. أصبح من المعتاد اليوم رؤية المرأة السعودية في معامل التصميم الهندسي، وفي برامج الذكاء الاصطناعي المخصصة للسيارات، وفي النقاشات المتعلقة بالتشريعات البيئية وخطط النقل الذكي، ما يؤكد أن هذا القطاع لم يعد حكرًا على الرجال، بل بات مساحة مفتوحة أمام العقول والكفاءات بغض النظر عن النوع الاجتماعي، كما أن التغيرات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع السعودي كان لها دور كبير في هذا التطور، فقد أصبح تمكين المرأة قضية وطنية، تُدعم من أعلى مستويات الدولة، وتُترجم عبر التشريعات والبرامج والمؤسسات، مما أزال الكثير من العوائق التي كانت تعيق دخول المرأة إلى هذه الصناعات النوعية. اليوم، لا تكتفي المرأة بالمشاركة، بل تنافس وتبتكر وتترك بصمتها في مجالات كانت يومًا ما مغلقة أمامها، إن مستقبل صناعة السيارات في السعودية لا يمكن فصله عن الدور الذي ستلعبه المرأة في تشكيله، فكلما زادت مشاركتها في مجالات التقنية والاستدامة والقيادة المؤسسية، كلما أصبحت هذه الصناعة أكثر توازنًا وقدرة على التطوير والمنافسة إقليميًا وعالميًا. ومن خلال الاستثمار في تعليم الفتيات وتأهيلهن، وتوفير بيئة داعمة ومشجعة، ستواصل المملكة تعزيز هذا التوجه الإيجابي، لتصبح المرأة السعودية عنصرًا رئيسيًا لا غنى عنه في بناء منظومة نقل حديثة، ذكية، ومستدامة وبذلك، فإن تمكين المرأة في قطاع السيارات ليس مجرد تحقيق لمبدأ العدالة والمساواة، بل هو خيار استراتيجي وضرورة تنموية، تسهم في بناء اقتصاد وطني متكامل، ومجتمع يتشارك فيه الجميع مسؤولية الإبداع والتقدم، نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وابتكارًا.