القراءة هي الوسيلة الناجعة للتعلم والتثقيف، ومع تطور العصر وتقنياته ظهرت القراءة الإلكترونية كمنافس قوي للقراءة التقليدية الورقية، بيد أن القراءة الورقية تشهد حالياً إقبالاً ملفتاً، وعودة كبيرة من الكبار والصغار بعد مدة من سيادة وانتشار الكتب الإلكترونية عبر الأجهزة الذكية، فامتلاء رفوف المكتبات بالكتب، وانتظام معارض الكتاب بوتيرة منتظمة بكل دول العالم، وارتياد القراء للمكتبات والمقاهي وبحوزتهم كتب لا شاشات إلكترونية؛ كلها مؤشرات على صمود القراءة الورقية التقليدية، وعودتها رغم زحف التقنية الحديثة والقراءة الإلكترونية من أجهزتها. القراءة الورقية هي دلالة للمعرفة والثقافة؛ حيث تؤلف بين التاريخ والتقاليد في تجربة متفردة، ووفقاً لدراسة إيطالية نُظمت العام 2014م؛ فإن قراء الكتب المطبوعة يفهمون ويتذكرون قصتها جيداًمقارنة بقراء الكتب الإلكترونية، فالقراءة الورقية تمتاز بملمسها الحسي؛ حيث يوفر الكتاب الورقي شعوراً رائعاً للقارئ؛ إذ يؤثرالكثيرون رائحة الورق وتقليب الصفحات، فالإحساس بملامسة تلك الكتب يربط القارئ بقوة بما يقرأه كما أنها صديقة للعين، وتقلل من إجهادها، وتضع القارئ في أجواء خيالية ممتعة، وهي متصلة بقوة بالمشاعر؛ فالإحساس بالكتاب بين يدي القارئ لا يضاهيه إحساس، وتتسم بتركيز أعلى؛ حيث لا مشتتات مثلما هو الحال في القراءة الإلكترونية، كما أن إمكانية حفظ معلوماتها أسهل من الكتب الإلكترونية. كما تتيح القراءة الورقية للقارئ معلومات أكثر، بجانب أن الكتب الورقية توفر للأطفال فهماً أعلى خلافاً للقراءة الإلكترونية، التي تشتت انتباههم، كما أنها تضفي متعة وتشويقاً للقراءة، وتساعد على النوم الهادئ خلافاً للقراءة الإلكترونية، إلى جانب أن وجود مكتبة ورقية في المنزل يؤدي إلى مزيد من التحصيل العلمي وغيره. ويرى البعض أن القراءة الورقية أفضل من القراءة الإلكترونية في تراكم المهارات من عدة أوجه؛ أهمها أن لا تأثيراً سليباً لقارئ الكتاب الورقي مقارنة بالكتاب الإلكتروني، ويمكن الرجوع إلى الكتاب الورقي عدة مرات لفهم ما يحتويه، بجانب أن استعمال الورق أكثر أماناً وأقل تأثيراً من استخدام الشاشات للقراءة. ومن أهم عيوبها الحجم والوزن وما به من صعوبة الحمل بأعداد كبيرة، وتخزينها وصعوبة الوصول إلى الكتب الورقية وما يستلزم ذلك من وقت للطلب والشحن. وأخلص إلى أن العودة للقراءة الورقية هي مواجهة للسرعة التي تلتهم الوقت وتخفض التركيز، وهي حنين إلى الماضي أيام كانت للقراءة الورقية تقاليد خاصة وهدوء ورزانة ووقار، حيث تعود القراءة الورقية اليوم بقوة لا لأنها تتغلب على القراءة الإلكترونية، بقدر ما هي تسد ما تفتقده حياة السرعة الحديثة من تأنٍ وعمق وحميمية مشاعر، حيث تظل القراءة من الورق هي الأعمق والأقرب للقلب، ولن تزيح القراءة الإلكترونية القراءة الورقية بقدر ما ستكون أداة تكميلية لها تعود بالنفع على نشر الكتب.