يُعد مرض الحزام الناري واحدًا من الأمراض الفيروسية التي تستهدف بشكل خاص الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو المتأثرة بعوامل صحية مزمنة. وفي مقدمة هذه العوامل يأتي مرض السكري، الذي يُعدّ من أبرز الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بالحزام الناري، وترفع من حدة الأعراض والمضاعفات المصاحبة له. كيف يؤثر السكري على خطر الإصابة بالحزام الناري؟ تشير الأدلة الطبية إلى أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة وإبطاء قدرته على الاستجابة للعدوى الفيروسية. وبما أن فيروس الحزام الناري (الهربس النطاقي) ينشط عند انخفاض المناعة، فإن مريض السكري يصبح أكثر عرضة للإصابة التي تحدث نتيجة إعادة تنشيط فيروس الجدري المائي وهو ذات الفيروس الذي يسبب مرض العنقز. وبعد أن يصاب الشخص بالجدري المائي (العنقز) أو يتعرض للفيروس، يبقى الفيروس كامنًا في الجسم مدى الحياة. ومع تقدم العمر وخاصة مع الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، يضعف الجهاز المناعي مما قد يؤدي لإعادة تنشيط الفيروس الكامن المسبٍّب لمرض الحزام الناري. وجدير بالذكر أن 90٪ من الأشخاص فوق 50 عامًا يحملون الفيروس بالفعل حتى وإن لم يتذكروا إصابتهم بالجدري المائي في مرحلة الطفولة. أعراض ومضاعفات مرض الحزام الناري ويظهر مرض الحزام الناري على شكل طفح جلدي مؤلم يأخذ هيئة شريط من البثور في أحد جانبي الجسم، وغالبًا في منطقة الصدر أو البطن، وقد يمتد للذراعين أو الوجه أو العينين أو الأذن. وتختلف حدة الأعراض بين شخص وآخر، فيما تزيد احتمالية حدوث المضاعفات لدى كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة. ومن أبرز مضاعفات الحزام الناري: ألم العصب التالي للهربس الذي قد يستمر لشهور وقد يصيب 25٪ من المرضى. إصابات العين والتي قد تحدث لدى نحو 10-15٪ من الحالات وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى تلف في العصب البصري. التهاب الدماغ الذي يُسجّل بنسبة 1% من الحالات. الهربس النطاقي السمعي الذي قد يسبب مشاكل في السمع والدوخة وشلل العصب الوجهي. ويعتبر الألم المصاحب للمرض شديدًا لأن الفيروس يستقر داخل الأعصاب مباشرة، وعند تنشيطه يسبب التهابات عصبية حادة تؤدي إلى ألم لا يُحتمل لدى البعض. وتجدر الإشارة إلى أن المصاب بالحزام الناري لا ينقل المرض مباشرة للآخرين، لكنه قد ينقل فيروس الجدري المائي عبر ملامسة البثور لشخص غير محصّن، مما قد يؤدي إلى إصابته بالعنقز وليس بالحزام الناري. طرق الوقاية وإرشادات للمصابين بالحزام الناري ونتيجة لما ذكرناه سالفاٍ فإن الوقاية من الحزام الناري تُعد ضرورة صحية وليست مجرد خيارًا. ولذلك توصي وزارة الصحة السعودية بتلقي لقاح الحزام الناري للبالغين فوق سن الخمسين عاماً للوقاية من المضاعفات المؤلمة، حيث يحصل الشخص على حماية تزيد عن 90٪ بعد تناول جرعتين من اللقاح. كما يُنصح بعدم التهاون لمن كان عمره 50 عامًا أو أكثر، وعليه المبادرة باستشارة الطبيب عن الحزام الناري وطرق الوقاية منه. فإن الوعي المبكر قد يقي من مضاعفات قد تظهر فجأة في أي وقت. وفي حالة الإصابة لا قدر الله، يجب التوجه للطبيب فور ظهور الأعراض للحصول على مضادات الفيروسات ومسكنات الألم لتقليل مدة المرض وحدته، مع اتباع إرشادات العناية بالبثور مثل الحفاظ على نظافة المنطقة، وارتداء ملابس فضفاضة، واستخدام الكمادات الباردة. وتختفي البثور عادة خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع. *استشاري الغدد والسكري بالحرس الوطني