هناك لحظات تتعانق فيها الأرواح مع المعاني، وتتنفس فيها القلوب هواءً من نور، وتستظل الأرواح بظلال الرحمة… تلك اللحظات التي يجتمع فيها حَمَلة القرآن من أطراف الأرض، يحملون في صدورهم كلام الله، وتلتقي ألسنتهم على تلاوته، وقلوبهم على محبته. في رحاب بيت الله الحرام، حيث الطهر والسكينة، تنطلق مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، لتكون وعدًا متجددًا بأن هذا الكتاب العظيم سيبقى منارة تهدي، وسراجًا لا يخبو ضياؤه، ورسالةً خالدة تحملها المملكة للعالم أجمع. برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – انطلقت يوم السبت 15 صفر 1447ه الموافق 9 أغسطس 2025م فعاليات مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والأربعين، وذلك في رحاب المسجد الحرام، بمشاركة قياسية بلغت 128 دولة، وهو العدد الأكبر منذ انطلاق المسابقة عام 1399ه، في مشهد قرآني عالمي يليق بمكانة المملكة ودورها الريادي في خدمة كتاب الله ونشر رسالته. وتأتي هذه المسابقة امتدادًا لعناية القيادة الرشيدة بالقرآن الكريم وأهله، حيث تحظى برعاية دائمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – تأكيدًا على أن خدمة كتاب الله هي شرف ورسالة تتوارثها هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها. وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تنظيم هذا الحدث القرآني الكبير، بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، الذي يولي المسابقة عناية فائقة، ويتابع مراحلها كافة منذ انطلاق الترتيبات وحتى الحفل الختامي، حرصًا منه على توفير بيئة مثالية للمشاركين، وتذليل كل العقبات أمامهم، وضمان أن تخرج المسابقة بالصورة المشرفة التي تعكس مكانة المملكة ورسالتها العالمية في خدمة الإسلام والمسلمين. لقد كان لمعالي الوزير بصمة واضحة في تطوير آليات تنظيم المسابقة، وتوسيع دائرة المشاركة الدولية، وتعزيز الحضور النوعي لحفظة القرآن من مختلف أنحاء العالم، ليجدوا في رحاب المسجد الحرام الرعاية الكاملة، والاهتمام اللائق بحَمَلة كتاب الله. ويؤكد هذا الجهد المستمر أن وزارة الشؤون الإسلامية، تحت قيادة معاليه، ماضية في أداء رسالتها السامية وفق رؤية المملكة 2030، التي تجعل العناية بالقرآن الكريم وتعليمه ركيزة أساسية في بناء الإنسان والمجتمع. ولا تقتصر هذه المسابقة على تكريم الفائزين، بل تمتد آثارها إلى ترسيخ مكانة القرآن في القلوب، وبعث روح التنافس في الخيرات، وإلهام النشء على حفظ كتاب الله وتلاوته وتدبره. وهي رسالة متجددة للعالم بأن المملكة ستظل، بقيادتها الحكيمة ورجالها المخلصين، منارة للقرآن الكريم وحاضنةً لأهله. وفي ختام المشهد، يبقى القرآن الكريم هو النور الذي تهتدي به القلوب، والحبل المتين الذي تتشبث به الأمة، والعهد الذي تجدد المملكة الوفاء به عامًا بعد عام.. فهذه المسابقة المباركة، برعاية القيادة الرشيدة ومتابعة معالي الوزير، ليست مجرد حدثٍ سنوي، بل هي وعدٌ متجدد بأن يبقى القرآن في القلوب قبل السطور، وفي الحياة قبل المنابر، وفي العمل قبل القول. ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ سورة الرعد: 28 بقلم/ حصة الزهراني ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي