كلما حطت رحالي في عروس البحر الأحمر، أتذكر عبارة سمعتها مذ كنت صغيرةً مفادها أنّ من أراد استراحة من الحياة فليذهب إلى جدة.
هذه المدينة الساحرة التي طالما استقبلت السفن والتجار والرحلات، تستقبل اليوم آلاف الكتب والأفكار من خلال معرض جدة للكتاب 2025 (...)
فرجينيا وولف تحدثت في كتابها «غرفة تخص المرء وحده» عن تلك الغرفة الخاصة التي تحتاجها المرأة للكتابة، وغادة السمان التي قالت: «الأم
حين تكتب ترتكب فعلاً ثقافياً لأنها ترفض أن تتنازل عن ذاتها»، سيلفيا بلاث من روايتها «الناقوس الزجاجي» قالت: «على (...)
غالباً ما يستعيد الإنسان مساحات واسعة من ذكريات الطفولة، وأحياناً يستدعي لحظات حوار دارت في مراحل عمرية متفاوتة كمحطة معرفية ساهمت في بناء الوعي، وحين نقف على تلك المحطات لا سيما في وهلتها الأولى تعاجلنا وتتداعى تباعاً، وتصل إلى أعلى ذروة مراحل (...)
في أول مرة جلستُ فيها في أحد لقاءات "جمعية الأدب المهنية " حيث الإضاءة تتبادل على تلك الوجوه القارئه، أدركتُ أن لغة الإنسان مهما تغير الزمان لا تتغير انما تتوالف مع المفاهيم وتعيد صياغة وعيها.
ليبقى الأدب هو العلامة التي نهتدي بها على الطريق، ليس (...)
عدتُ قليلاً إلى الوراء بين صفحات جريدة الرياض، وتحديداً عام 2022م. استوقفني خبرٌ لافت نُشر آنذاك، عن إطلاق وزارتي التعليم والثقافة «استراتجية تنمية القدرات الثقافية» لدعم المواهب وتوفير بيئة تعليمية إبداعية محفزة. في خطوة تبدو لمن يتأملها أوسع من (...)
كُل مشروع وطني حالم يبدأ بفكرة ثم رؤية تتحول إلى شراكات تترجم باتفاقية. هذا ما كان في المعهد الملكي للفنون التقليدية «ورث» والخطوط الحديدية السعودية «سار» ما سمعناه أعمق وأجمل. شراكة معرفية تنموية تتجسد في لحظة رمزية وطنية فيها «تتكامل الهوية» حين (...)
في جوهر كل حضارةٍ عظيمةٍ تسكن ثقافةٌ تُهذّب الذوق، وتعيد العلاقة بين الإنسان والجمال.
واليوم تعيش المملكة العربية السعودية أبهى فصول هذه العلاقة؛ إذ تجاوزت الثقافة دور «التزيين» إلى أن أصبحت منظومةً جماليةً تُشكّل وعي المجتمع، وتمنحه لونه الخاص على (...)
ما بين خيمة الشعر في عكاظ وقبة معرض الكتاب الدولي في الرياض، ما تغير هو الزمان فقط، أما الروح فواحدة، فبين منصة الشعر ومنصة الكتاب مازلنا نحمل الكلمة كهوية، فأصبح معرض الرياض الدولي للكتاب اليوم سوقاً حديثه للفكر والمعرفة تعرض فيها الأفكار وتختبر (...)
منذ الصغر، وأنا أرى الصحيفة الورقية هي السقف الأعلى لي، ولكل قارئ، وللكاتب نفسه العمود الصحفي «حلم»، والقصيدة المطبوعة إنجاز يحتاج لسنوات. أما اليوم فكل شاب أو شابة يملكون حساباً على تويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يصبحوا «كُتاب (...)
حين ولدت «رؤية 2030» تغيرت مواقع كثيرة لتصبح مشاهد وطنية عظيمة من أبرزها الثقافة، من هامش جمالي يزين الصورة إلى قطاع استثماري له أهداف واضحة، وبرامج تحويل وإلى مشاريع كبرى جعلت من الهوية الوطنية السعودية رافداً اقتصادياً وفُرص للتنمية المستدامة.
لقد (...)
حين نتحدث عن الإذاعة كثيراً ما نراها من زاوية المستمع.. موجة تُشغل داخل سيارة أو صوت يرافقنا في زحام الطريق. هذا ما تعودنا عليه في ازدحام شوارع مدينة الرياض وغيرها من المدن الكبرى التي يكثر فيها قضاء تلك الساعات في الطريق ما جعل الإذاعة إجبارا يفرضه (...)
ليس من السهل على الأب أو الأم أن يجدوا مكاناً يودعون فيه أبناءهم فتطمئن قلوبهم وكأنهم في منازلهم. لقد بحثت مطولاً في هذه الإجازة عن فضاء يغرس في عقول أبنائي وأرواحهم الأمان والمعرفة، مكان يتجاوز حدود الترفيه العابر ليصنع لهم المعنى ويستثمر في (...)
منذُ أن وجد الإنسان، وهو يفتش عن وسيلة لهزم الفناء، فكانت المكتبة في جوهرها محاولة لإبقاء ما نخاف أن يضيع، ورغبة في أن تُمنح الأفكار عمراً أطول من أعمارنا. والسؤال الذي يلازم كل عاشق للثقافة هو: كيف نصنع للمعنى حياة لا يطالها الزوال؟
دائماً ما نريد (...)
في الحياة أيادٍ متسللة كثيره في مختلف أشكال الحياة.. منها ما تسلل بقوة صارمة والأُخرى جارحة ومنها ماكان تسللها ناعماً، عبرت تلك الأيادي إلى حياتنا اليومية وتجاوزت إلى التعليم وشاشات الإعلام. نعم يد خفية تطبع الوعي وتُشكل الأذواق وتصنع (القبول (...)
بعض الأوقات من اليوم لا تكون مزدحمة لكنها ثقيلة لا ننجز فيها شيئاً ولا نرتاح تماماً، فقط ننتظر أن يمضي هذا الوقت، ونتطلع إلى لحظة ساكنة ليبدو كل شي طبيعي بينما في الداخل شيءٌ غريب.
تساؤلات، قلق خفي أو حتى بعض من الأفكار المؤجلة تعود فجأة بلا موعد. (...)
يربط حزام حقيبته بمتعة، ويبتسم للجوازات، ويمشي مبتهجاً إلى بوابة المغادرة، حتى يلتقط صورة للذكرى عند بوابة الطائرة. نعم تبدو الرحلة موعودة بأيام من الفرح.
لكن هل سافر وحده؟ أم حمل معه ثقافته التي تمثل وطنه؟
تلك الثقافة ليست زخرفاً يُحمل في جوازه بل (...)
في الأزمنة التي كانت الكلمة فيها تُقاس بثقل معناها، كانت تُقال لتُفهم، أما اليوم فكثيرٌ مما يُقال، يقال لمجرد أن يُقال.
نحن لا نعيش عصر الوفرة اللغوية فقط إنما الإنفجار اللغوي.
عبارات براقة تصطف في جمل منمقة، لكنها هشة بلا عمق مصطلحات تُستنسخ وتُعاد (...)
هناك الكثير من العبارات الخالدة الجميلة التي تبقى في الذاكرة كعبارة ملهمة "مللنا البقاء في العالم الثالث وعلينا التوجه نحو العالم الأول" قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -حفظه الله- هذه العبارة ليست مجرد تصريح عابر إنما هي بيان حضاري يحث على (...)
دائماً ما نجهل هل نحن فعلاً نملك الحكاية أم ستكتبها الخوارزميات عنا؟ نعم، أحياناً كثيرة ما نجهل التعريف الشامل لهذه الحكاية وهي (هويتنا الثقافية)، التي قد يكون لكلٌ منّا منهجه المختلف في تعريفها، فلكل إنسان بصمته غير المنظورة التي يحملها في وجدانه (...)
منذ ارتفعت كلمة التوحيد على أرض الحرمين، ونادى المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بأن خدمة ضيوف الرحمن أمانة ومسؤولية قبل أن تكون شرفاً، لأننا دائماً ما نرى الحاج ضيفاً على الله قبل أن يكون زائراً لأرضها، فلقد نشأت بل وازدادت العلاقة بين المواطن (...)
حين تنادي القلوب في كل عام تتسابق الأقدام من كل بقاع الأرض إلى أرضٍ ظهر فيها الوحي، إنه مشهدٌ عظيم تتجدد فيه فكرة الاجتماع الإنساني الروحي الذي يقوم على مبدأ المساواة أمام الخالق.
لم يكن الشرف هو بلوغ البيت الحرام وحده، بل كانت خدمة ضيوفه وصون (...)
من بين زحام ناطحات شنغهاي ولهيب تجارتها تسللت روح الصحراء، محملة برائحة القهوة السعودية ودفء الطين وظلال النخيل.
في قلب المدينة التي لا تنام (شنغهاي) نهضت (الدرعية) مهد الدولة الأول لتُعيد تعريفها في كُل زمان ومكان تمرّ به، لأنها في حقيقتها حكاية (...)
الخط ليس مجرد أداة للتدوين أو عنصراً زخرفياً يجمّل الصفحات، بل هو لسان الحضارة وروح الهوية، وجسرٌ ممتد بين الماضي والمستقبل.
ومن أرض النبوة والوحي، من المملكة العربية السعودية، مهد الحضارات الإنسانية العريقة ومهوى الرسالات، انطلقت فكرة تطوير الخط (...)
الشاعر إبراهيم الجريفاني لا تكتفي قصائده بأن تُطرب الآذان، بل تمتد لتلامس القلوب وتوقظ الضمائر، وكأننا عبرنا من عتبة الشعر إلى عالم الإنسان بكل آماله وآلامه.
منذ بداية مسيرته، لم يكن الشاعر إبراهيم الجريفاني مجرد شاعر، بل حاملاً لرسالة سامية: أن (...)
من الانبهار إلى الإبهار، هذا ماجعلني أخط بقلمي كيف حولت رؤية 2030 بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- للتنوع الثقافي من التحدي إلى الثروة، إلى جانب (...)