كُل مشروع وطني حالم يبدأ بفكرة ثم رؤية تتحول إلى شراكات تترجم باتفاقية. هذا ما كان في المعهد الملكي للفنون التقليدية «ورث» والخطوط الحديدية السعودية «سار» ما سمعناه أعمق وأجمل. شراكة معرفية تنموية تتجسد في لحظة رمزية وطنية فيها «تتكامل الهوية» حين نسافر بخيالنا قليلاً إلى تلك العربات التي هي وسيلة عبور بين المحطات بأن تصبح ذات رسومٍ تراثية تروي ملامح التراث السعودي الذي ينتقل معه الكثير من الفنون والمتاحف والفعاليات لنعيش بها جمال التجربة بين الحرفة والحركة منتقلين بين التقنية والأصالة إلى فضاءات ترافقنا في سفرنا ويومنا، كُل ذلك يدار بوعي مدروس لإتاحة الفرص المختلفة لتدريب جيل ناهض ودعم قدراتهم البشرية العالية في استثمار التراث مع بيئات جديدة ومختلفة. وذلك بإنشاء ورش عمل تدريبية وتثقيفية تدمج بين المبدعين والحرفيين لتفتح آفاق كبيرة لمسارات «الاقتصاد الإبداعي» وبرامج تطويرية مشتركة وخلق مبادرات ومشاريع واقعية محلياً ودولياً بما يعكس ثراء الفنون التقليدية السعودية ويظهر لنا الهوية الوطنية في وسائل النقل الحديثة كل ذلك يسهم في تطوير هذه الاتفاقية.. وأخيراً، ما أجمل أن نرى المملكة العربية السعودية في رحلة وعي وطنية، وهي تحمل تراثها إلى المستقبل دون أن يفقد شيئاً من عراقته وأصالته، إنها فعلاً اتفاقية تتناغم مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي صنعت من الفنون والثقافة قوة ناعمة واقتصاداً مثمراً معاً.