في أول مرة جلستُ فيها في أحد لقاءات "جمعية الأدب المهنية " حيث الإضاءة تتبادل على تلك الوجوه القارئه، أدركتُ أن لغة الإنسان مهما تغير الزمان لا تتغير انما تتوالف مع المفاهيم وتعيد صياغة وعيها. ليبقى الأدب هو العلامة التي نهتدي بها على الطريق، ليس لانه فن من الفنون الذي يُنعش القلب والذاكرة معاً، انما لكونه فن رؤية العالم بأكمله، دائماً ما أرى الأدب بكل تفاصيله وذاكرته وخياله وتأملاته ليس مِلكٌ لأحد ولا حرفةٌ للأدباء والكتّاب فقط إنما أوسع واشمل من ذلك إنه الممارسة الأولى للإنسانيه تبدأحين نسأل وترتقي حين نكتب وتكتمل حين نُشارك الآخرين أثر الكلمة. نعم لم نكن جمعياً رواةً أو لغويين ولا نُقادًا لكن جميعنا بلا استثناء نملك علاقةٌ ما مع الأدب، قد نبدأها بكتاب أحببناه أو مقالاٍ قرأناها فغير فينا الكثير، او لربما كان مشهد روائي ترك فينا مساحة لنرى أنفسنا بشكلٍ مختلف، كُل تلك الأعمال هي عملٌ فني تجعل من حركة الأدب اليوم حركةٌ واسعة وممتدة في أنحاء المملكة العربية السعودية فهي لا تحتكر الجمال إنما تفتح هذا الجمال على مصرعيه ليزداد العالم من كل محطة من محطاتها النيره، لقد خرج لنا من هذا الجمال ومحطاته اول جمعية أدبية مهنية غير ربحية في المملكه "جمعية الادب المهنية" في عمق دورها الفعّال التي تقوم به في مختلف مدن المملكة العربية السعودية فهي ذات أُسس عالية الأداء تُقدم فُرصاً للتواصل والتعاون وتشكيل روابط مهنية للمثقفين والمهتمين والهواة في بلادنا لتعزيز أفضل الممارسات لقطاع الأدب لقد جمعت سُفراءها واختارتهم بعناية لتقول لهم إن هذا الأدب لم يكن "مقعدًا أكاديميًا" فقط ولا "صالونًا مقيداً" إنما هو نهضة وطنية بروحٍ سعودية تزدهر بالمبادرات، وتتجذر باللقاءات الهادفة، وتمتد بالمساحات أمام الأصوات القديمة والجديدة سويةً. كُل مايحدث اليوم من كونه نشاط أو حركة أو مشروع إنما هو حراك ثقافي لاستعادة الروح الأدبية في المجتمع، تلك الروح تجعل المُدن تتنفس عبر أشعارها وتعرف نفسها عبر كُتبِها هذا الحراك الذي تُنعشه "جمعية الأدب المهنية" في جميع مدن المملكة العربية السعودية هو جغرافيةٌ مختلفة للأدب، تعبر به المدن والمحافظات وبعض القرى لا الكُتب فقط، وتجعل من المجتمع الشريك الأول. حين يتحد سفراء هذه الجمعية في مدينة ما، أو ينقشون مقالاتً تُعبر عن رؤيتهم فهم يشكلون عالماً جديدًا من الوعي الثقافي الذي تجاوز الفكرة المعتاده عن الأدب إلى دوره الحقيقي، وهو أن يحرك الإنسان نحو رؤية اجمل للعالم. نعم اليوم كُل سفير من سفراء "جمعية الأدب المهنية" بكل فخرٍ واعتزاز يُدرك أن مسؤلية الأدب ليست في الاحتفاء في الماضي فقط إنما في خلق لغة مبتكره للزمن الذي نعيشه؛ لغة تُخاطب الهاوي والقاريء المتواضع والمثقف البارع تلك اللغة التي تُعيد للمعنى والكلمة قيمتها ومكانتها وللمجتمع توازنه، كُل ذلك وأكثر يجعلنا نؤمن بأن ماتقوم به الجمعيه موقفاً انسانياً اجتماعيًا قبل أن يُصبح لقباً. يا لذلك الموقف !! الذي يجمع الجمال والمعرفه والإنسان إنه موقفاً يجعلنا نحمل مسؤلية رائعة ونفتح دروباً مثمره ذات أثر مستدام بالطريقة التي يستطيع كُلٌ منّا بطريقته الخاصه صياغة هذا المشهد الثقافي العظيم مانحتاجه اليوم هو قلبٌ مؤمن ومجتمعٌ يحتضن ومؤسسةٌ تمنحنا المساحة التي نستحقها، لنكتب ولنقرأ ولنناقش ونمضي سويًا نحو هذا الأدب الذي يشبه الوطن ويليق به، وكل ذلك هو ماتتفاني لأجله هذه الجمعية الحاضنه 61 سفيراً أي 61 صوتاً يُضيء. ذلك هو نتاج واضح وملموس لدعم المملكة العربيه السعودية للأدب والفنون التي جعلت من الثقافة قوة ناعمة تشبه روح أبناء هذا الوطن الغالي.