في عالمنا اليوم، الشاي والقهوة ليسا مجرد مشروبين نتناولهما في الصباح أو بعد الظهر، بل هما طقس يومي يعكس فلسفة حياتنا، وتجربة الوعى والوجود. الشاي برقةِ أوراقه، وتدرّج لونه، يعلمنا معنى الصبر، والهدوء.
حين نغمر الأوراق في الماء الساخن، يرتفع البخار (...)
انبثق مشروع تطوير المرحلة الثانوية في السعودية كخطوة إصلاحية طموحة، استلهمت تجارب الدول المتقدمة التي نجحت في جعل التعليم الثانوي جسرًا بين المدرسة والحياة، وبين المعرفة والعمل. كان الهدف أن يخرج الطالب من الثانوية وهو يعرف نفسه، ويعي قدراته، (...)
في عام 1423ه، أقامت إحدى الكليات حفلاً بهيجًا لإعلان تحوّلها إلى «نظام إلكتروني». جلس مسؤول القبول والتسجيل أمام شاشة الحاسب يعرض للضيوف نتائج الطلاب وشهاداتهم المطبوعة حديثًا، وسط تصفيق الحاضرين الذين رأوا في المشهد رمزًا لدخول عصر التقنية.
سأله (...)
الحاضر لحظة؛ لكنه ليس عابراً كما نتصور، هو بذرة والبذرة إن أُهملت تبقى حية صغيرة، وإن اعتُني بها نمت شجرة وارفة، تطرح ثمرًا، وتمنح ظلًا، نحن في كل لحظة نحمل بذور المستقبل، لكن الفرق بين إنسان وآخر هو: هل يزرع، أم يترك البذور تضيع في العدم؟
أن تتفلسف (...)
شكل ملف النفط في العراق محورًا للصراع السياسي بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، فالثروة النفطية التي تمثل أكثر من 90% من إيرادات البلاد، ليست مجرد مورد اقتصادي، بل أداة نفوذ سياسي تُستخدم في رسم ملامح العلاقة بين المركز والأطراف الأخرى.
تصاعدت (...)
«لا تقتل المتعة يا مسلم». عبارة قالها أحدهم بنبرةٍ تنبيهيةٍ صادقة، فصارت (ترِندًا) لأنها لامست واقعًا نعيشه كل يوم. نُسرع في كل شيءٍ بلا سبب. نأكل كأننا ننافس الوقت، ونصلّي وكأن الصلاة حاجزا ينبغي تجاوزه، ونسافر وكأن الطريق عبء لا متعة، فنُنجز (...)
في عشرينيات القرن الماضي استعانت مصانع التبغ في أمريكا ب«إدوارد بيرنيز»، أبي العلاقات العامة، لتسويق التدخين للنساء. فابتكر حملة خبيثة غيّرت الصورة الذهنية: استأجر امرأتين من بائعات الهوى لتدخنا علنًا في موكب عيد الفصح، رافعتين سجائرهما تحت شعار (...)
لم تكن الضربة الإسرائيلية على الدوحة، التي استهدفت قيادات من حركة حماس أثناء انعقاد اجتماع لهم لمناقشة مقترحات الإدارة الأميركية بشأن إيقاف إطلاق النار في غزة، مجرد حادثة عسكرية عابرة، بل تعد محطة مفصلية في مسار الصراع (الفلسطيني - الإسرائيلي)، وفي (...)
في إحدى سفراتي إلى كوالالمبور، لفت انتباهي سائق ماليزي بسيط وقد زيّن سيارته بعلم بلاده احتفالًا بيومهم الوطني. لم يكن ذلك مجرد زينة، بل صورة صادقة لفرح مواطن يشارك وطنه احتفاله. وقتها، تساءلت: كيف للقيم الكبرى أن تتحول من مجرد شعارات تُرفع إلى سلوك (...)
أثارت الضربة التي شنتها إسرائيل في 9 سبتمبر 2025، على العاصمة القطرية الدوحة، والتي استهدفت قيادة حركة حماس السياسية إذ كان من المتوقع لهذا الاجتماع مناقشة عرض أمريكي لوقف إطلاق النار في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية أثارت الضربة ردود فعل عربية (...)
حين قررت «أمازون» أن تقيس التفوق بالبقاء في المكاتب ساعات طويلة، بدا القرار منضبطًا في شكله، لكنه أنهك الموظفين وخنق الابتكار، حتى اضطرت الإدارة إلى مراجعته. النتيجة كانت واضحة: الحضور وحده لا يصنع الجودة. والسؤال هنا: هل يمكن أن يواجه التعليم (...)
منذ عام 2003 وبلد مثل العراق الذي بلغ تعداد سكانه آنذاك 26 مليون نسمة وإلى الآن إذ بلغ 48 مليون نسمة وعلى الرغم من التحديات التي رافقت وجوده إلا أنه استطاع عبورها وتسجيل نقاط قوة له، خصوصًا وأننا نرى اليوم وبعد مرور أكثر من عشرين عامًا على سقوط (...)
في أول محاضرة لي مع طلاب الدكتوراه – وهم نخبة من المعلمين والمشرفين التربويين – طرحت سؤالًا واحدًا: «أين الخلل الذي جعلنا نتأخر في الاختبارات الدولية؟».
انهالت الإجابات: ضعف طرق التدريس، قلة تدريب المعلمين، كثافة الفصول، نقص الإمكانات. لكن لم يذكر (...)
دار حديث مع أكاديميين خلال إقامتي في بريطانيا عن الدعم الحكومي للتعليم، وكان أحدهم يتفاخر ببرامج تمويل طلابهم ومنحهم الدراسية، فقلت بهدوء: إن التعليم الجامعي لدينا مجاني بالكامل، والطالب لا يدفع شيئًا، بل يتلقى مكافأة شهرية تعينه على التفرغ لدراسته، (...)
تحوّل حلم توطين مهنة الصيدلة، ذلك الخديج الذي لم يمضِ على صدوره في 26 يناير 2025 سوى ثمانية أشهر، إلى واقع.
في البداية، بدا القرار في الظل، صامتًا بلا صدى. لكن ما إن خرج إلى النور في 27 يوليو 2025 وبدأت معه الصفقات والأصوات تعلو لتساند هذه الخطوة (...)
لم يعد دوري روشن السعودي مجرد مسابقة محلية تقتصر متابعتها على حدود المملكة، بل تحول إلى ظاهرة عالمية تستقطب الأنظار وتثير الإعجاب، متوجاً سنوات من العمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي الطموح، فقد أثبت الدوري السعودي في فترة وجيزة أنه قوة كروية صاعدة، (...)
قبل فترة أعلن عن فوز قناة 8 بحقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي للمحترفين في الموسم الرياضي الجديد والذي يليه، وقد سعدنا بهذا الإعلان الذي كان من نصيب هذه القناة التي نتمنى لها كل النجاح والتوفيق في مهامها الجديدة، ولكن مع وجود هذه القناة أتمنى كل (...)
لا خلاف على أن الدوري السعودي لكرة القدم أصبح منارة للنجومية والإثارة، يجذب إليه أنظار العالم بفضل تعاقداته الكبرى واستقطابه لأبرز المواهب العالمية، ولكن، وبينما تستمتع الجماهير بلمحات من السحر الكروي الذي يقدمه اللاعبون الأجانب، يلوح في الأفق (...)
إنه الاتحاد يا سادة.. عميد الكرة السعودية ورمز فخرها.. الفريق الذي اعتاد أن يكتب سطور التاريخ من بدايتها.. صاحب الأولويات.. وقاهر الصعوبات.. وعملاق يهابه كل الخصوم..
إنه الاتحاد "طرب" الملاعب.. الذي انتزع قلوب الجماهير داخل المملكة وخارجها.. صاحب (...)
عرفت كاتباً صحفياً ممتازاً -رحمه الله- حكى لي قبل ثلاثين سنة قصة رجل لجأ إليه في حل مشكلته. قال كتب إليّ أحد القراء أنه قصير القامة وقد رزقه الله بولد مثله. وهو لا يريد ابنه أن يعاني من هذه الصفة المزعجة، ويسأل هل يجد عند الصحفي البارز ما يعين على (...)
لم يعد لدى العقل المعرفى والثقافي المعاصر شك في أن الحوار الحضاري هو أفضل وسيلة لحل النزاعات، ونشر السلام العالمي، وتعميق قبول الآخر، والتشارك معه في عمارة الأرض، وترقيتها، وبناء الحياة الإنسانية.
ولن يكون الحوار حضارياً ويعمق تلك النظرة الطموحة إلا (...)
في هذا العصر الرقمي الذي نعيشه ، أصبح المحتوى يمثل عصب الحياة الاجتماعية والثقافية بل والاقتصادية . ووسائل الإعلام الرقمية تتدفق بالمعلومات والأفكار عبر الشاشات ، لتشكل وعي الأجيال القادمة وتوجه بوصلة اهتماماتهم نحو وجهات معينة. وسط هذا الزخم الهائل (...)
هل لاحظت يومًا تلك اللهفة الخفية، التي تنتاب البعض لمجرد الحصول على «إعجاب» على منشور سخيف أو تعليق تافه؟ في عالمنا الرقمي اليوم، يبدو أن الإعجاب تحول إلى عملة اجتماعية رائجة، بل إلى غاية يسعى إليها الكثيرون، حتى لو كان الثمن هو الانغماس في مستنقع (...)
عندما تتحدث الكرة السعودية عن العراقة، وعن الفرق التي نقشت اسمها بحروف من الماس في تاريخ المستديرة، لا بد أن يكون الاتحاد حاضرًا في المقدمة، إنه النادي الذي لا يعرف المستحيل، الفريق الذي يهوى التحديات ويعشق البطولات، وها هو اليوم، يؤكد مجددًا أنه (...)
ثلاثة من رجال القلم في القرن الماضي عايشوا السراج والدفاتر قبل الكهرباء والحاسوب. آخرهم نيقولا زيادة المؤرخ اللبناني المعروف. لكنهم كلهم مروا بأزمة مع دفاترهم وكتبهم.
تجمعت الكتب والدفاتر في منزل زيادة وصارت زيادة على زيادة حتى اضطر إلى أن يعيد (...)