لم يعد دوري روشن السعودي مجرد مسابقة محلية تقتصر متابعتها على حدود المملكة، بل تحول إلى ظاهرة عالمية تستقطب الأنظار وتثير الإعجاب، متوجاً سنوات من العمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي الطموح، فقد أثبت الدوري السعودي في فترة وجيزة أنه قوة كروية صاعدة، مدفوعاً باستثمارات هائلة ورؤية واضحة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في المشهد الرياضي بالمملكة والعالم أجمع. تكمن إحدى أبرز سمات قوة دوري روشن في قدرته على جذب أسماء عالمية رنانة كانت حلماً قبل بضع سنوات، فوجود لاعبين بحجم الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، المتوج بالكرة الذهبية خمس مرات، والنجم الفرنسي كريم بنزيما، حامل الكرة الذهبية، إلى جانب كوكبة من النجوم الآخرين مثل رياض محرز وساديو ماني وغيرهم، لم يضف فقط بريقاً وجاذبية للدوري، بل رفع بشكل كبير من المستوى الفني للمباريات. هؤلاء اللاعبون، بخبراتهم الطويلة وقدراتهم الفنية العالية، يقدمون دروساً يومية للاعبين السعوديين الشباب، ويسهمون في تطوير تكتيكات الفرق، مما ينعكس إيجاباً على الأداء العام للدوري ويجعله أكثر تنافسية وإثارة. هذا الوجود للنجوم العالميين لم يكن عشوائياً، بل جاء ضمن استراتيجية محكمة لرفع تصنيف الدوري السعودي عالمياً، ففي السنوات الأخيرة، بدأ دوري روشن يقتحم قائمة الدوريات العشرة الكبرى عالمياً من حيث القيمة التسويقية وحجم المتابعة، بل وارتفع ترتيبه في تصنيف فيفا في نهاية عام 2024 إلى المركز 21 على مستوى العالم بعد أن قفز 12 مركز مرة واحدة، وتصدر الدوريات الآسيوية، متجاوزاً دوريات عريقة، هذا الترتيب المتقدم ليس مجرد أرقام، بل هو انعكاس لجودة المباريات، والمستوى الاحترافي للتنظيم، والاهتمام الجماهيري المتزايد الذي نشهده في الملاعب السعودية التي باتت تمتلئ عن بكرة أبيها في كل جولة. إن هذه القفزة النوعية في مستوى دوري روشن ليست بمعزل عن الرؤية الأكبر للمملكة العربية السعودية، ممثلة في رؤية 2030 الطموحة، والتي تضع الرياضة في صميم أهدافها التنموية، ومع إعلان استضافة السعودية لكأس العالم 2034، تكتسب هذه التطورات بعداً استراتيجياً أعمق. استضافة المونديال لن تكون مجرد حدث عابر، بل ستشكل حافزاً هائلاً لمزيد من التطوير في البنية التحتية الرياضية، من ملاعب عالمية الطراز ومرافق تدريب متطورة، إلى أكاديميات ناشئين ترعى المواهب الشابة وفق أحدث المعايير العالمية. انعكاسات استضافة كأس العالم 2034 على الكرة السعودية ستكون واسعة النطاق؛ فمن المتوقع أن تشهد الأندية السعودية مزيداً من الاستثمار في المواهب المحلية، وتطوير برامج التدريب، وتعزيز الفئات السنية لإنتاج جيل جديد من اللاعبين القادرين على المنافسة عالمياً. كما ستزداد الخبرات الإدارية والفنية الوطنية، وتنمو صناعة كرة القدم المحلية بمختلف جوانبها، من التسويق والإعلام إلى التحكيم والتحليل الرياضي. بشكل عام، فإن دوري روشن السعودي ليس مجرد دوري كرة قدم، بل هو مشروع وطني طموح يعكس رؤية المملكة للمستقبل، ومع وجود النجوم العالميين، وارتفاع المستوى الفني، والتطلعات نحو استضافة أكبر البطولات العالمية، يمكن القول بثقة إن كرة القدم السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مكانة رائدة على الخريطة الكروية العالمية. محمد حسن يوسف