أعلنت مجموعة محامو الطوارئ الاثنين أن قوات الدعم السريع قتلت 48 مدنيا في هجوم على قرية في وسط السودان الذي يشهد حربا عنيفة. وقالت المجموعة التي توثق فظائع النزاع المستمر منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع، إن مدنيين قتلوا بشكل جماعي عندما اقتحم عناصر من الدعم السريع قرية أم قرفة في ولاية شمال كردفان، حيث قاموا أيضا بتدمير منازل ونهب ممتلكات. حدث الهجوم على بعد نحو 90 كيلومترا شمال مدينة بارا الخاضعة حاليا لسيطرة قوات الدعم السريع، حيث اندلعت مؤخرا اشتباكات عنيفة بين الأخيرة والجيش. وتقع قرية أم قرفة أيضا على طريق سريع رئيس إلى الخرطوم وتبعد عن العاصمة نحو 250 كيلومترا من اتجاه الجنوب الغربي. وقد استعاد الجيش الخرطوم في مارس، ما دفع قوات الدعم السريع إلى محاولة بسط سيطرتها على أجزاء أخرى من البلاد. وترد في قائمة أرسلها محامو الطوارئ إلى وكالة فرانس برس أسماء نساء وأطفال من بين قتلى الهجوم. وأشارت تقارير أيضا عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين في قرى مجاورة. كما قال نشطاء سودانيون الاثنين إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية قتلت ما يقرب من 300 شخص في هجمات بولاية شمال كردفان منذ يوم السبت الماضي. وتتواصل المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في تلك المنطقة، وهي إحدى الجبهات المحورية في الحرب الأهلية الدائرة منذ أبريل 2023. وبينما يحكم الجيش قبضته على المناطق الواقعة في وسط البلاد وشرقها، تسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز قبضتها على المناطق الغربية، ومنها شمال كردفان. وقالت جماعة «محامو الطوارئ» الحقوقية في بيان الاثنين إن قوات الدعم هاجمت يوم السبت عددا من القرى في محيط مدينة بارا التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية. وفي قرية شق النوم وحدها، قُتل أكثر من 200 شخص «معظمهم حرقا داخل منازلهم أو رميا بالرصاص». وجاء في البيان «أسفرت المجازر المتزامنة في القرى المجاورة عن مقتل ما لا يقل عن 38 مدنيا إلى جانب عشرات المختفين قسريا والمعتقلين الذين لا يزال مصيرهم مجهولا». وأضافت الجماعة أن قوات الدعم شنت هجوما الأحد على قرية حلة حامد، ما أدى إلى مقتل 46 شخصا بينهم نساء وأطفال. وذكرت الأممالمتحدة أن أكثر من 3400 شخص اضطروا للفرار من المنطقة. هذا وأعلن مزارعون ولجان المقاومة في ولاية القضارف السودانية الحدودية مع إثيوبيا الاثنين أن ميليشيات اثيوبية تعرف باسم الشفتة عبرت الحدود بين البلدين واعتدت على قرى بركة نورين وود عاروض وود كولي ونهبت مواشي وممتلكات السكان. ومثلث الفشقة الحدودي هو منطقة شاسعة من الأراضي الخصبة تبلغ مساحتها نحو 1,2 مليون هكتار، وموضع نزاع منذ عقود بين السودان وإثيوبيا، مع عودة التوتر بين حين وآخر. وقال أحد سكان قرية ود كولي على بعد 11 كلم من الحدود الإثيوبية، يبلغ 29 عاما ويعمل مزارعا، في اتصال مع وكالة فرانس برس «أمس عندما كنا في زراعتنا وصلت الشفتة الإثيوبية وأحاطت بالقرية وأطلقت النار ونهبت أبقارا وتراكتورات تحت تهديد السلاح». وقال أحد مواطني قرية ود عاروض الحدودية ويبلغ 32 عاما «كنا في زراعتنا وسمعنا إطلاق النار وعدنا سريعا خوفا على أسرنا وعندما وصلنا وجدنا أفراد الشفتة نهبوا أبقارا وأغناما من القرية ودخلوا إلى إثيوبيا». وبحسب لجنة المقاومة المحلية، فإن الهجمات استهدفت عدة قرى أخرى في ولاية القضارف. ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا جراء الهجمات على ود كولي وود عاروض وبركة نورين.