عوائد ريال مدريد تجاوزت المليار يورو والبطولة تمثل مصدراً رئيساً لإيرادات الأندية الملاعب تسجل زيادة موسمية في معدلات الحضور وويمبلي شهد حضور 86 ألف مشجع الريال يتربع على قائمة الأغلى وأرسنال يتجاوز السيتي وليفربول منذ عام 1955م حين انطلقت بطولة جديدة تحت مسمّى "كأس أوروبا للأندية البطلة"، لم تتوقف عن النمو والتطور حتى أصبحت اليوم أغلى وأهم بطولة للأندية في العالم. صحيح أن ريال مدريد صنع تاريخها الأول بخمسة ألقاب متتالية في بدايتها، وأن مانشستر يونايتد وميلان وبرشلونة وبايرن ميونخ خطّوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلها، لكن ما نراه اليوم يتجاوز مجرد بطولة كروية إلى حدث اقتصادي وجماهيري عالمي يتابعه مئات الملايين في كل القارات. ومع دخول موسم 2025-2026، تبدو البطولة على موعد مع مرحلة جديدة أكثر إثارة، بعد اعتماد صيغة "الدوري" التي غيّرت المشهد بشكل بالكامل. نظام جديد يزيد الحدة الصيغة الجديدة التي طُبقت لأول مرة في الموسم الماضي، جعلت من دور المجموعات التقليدي جزءاً من الماضي. 36 فريقاً يتنافسون في جدول واحد، كل نادٍ يخوض ثماني مباريات ضد خصوم مختلفين، ثم يتأهل أصحاب المراكز الثمانية الأولى مباشرة إلى ثمن النهائي، فيما تلعب المراكز من التاسع حتى الرابع والعشرين ملحقاً إقصائياً لتحديد بقية المتأهلين، هذه الآلية تضمن مواجهات كبرى في وقت مبكر، وتجعل البطولة أكثر جذباً للجماهير والشركات الراعية على حد سواء، خصوصاً أن فرص اصطدام العمالقة ببعضهم البعض باتت أكبر منذ الجولة الأولى. الكبار يدخلون بثقلهم في مقدمة المشهد يقف «كبير أوروبا والعالم» ريال مدريد الإسباني، الفريق الأكثر تتويجاً في تاريخ البطولة ب15 لقباً، والذي يدخل نسخة 2025-2026 وهو يملك التشكيلة الأعلى قيمة في العالم، تقدر بحوالي 1.4 مليار يورو وفق موقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في التقييمات. الفريق يجمع بين خبرة الأساطير وصعود النجوم الشباب، ويبدو أنه في وضعية مثالية لمواصلة زعامته الأوروبية. إلى جواره يظهر آرسنال الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى قوة اقتصادية وفنية كبرى، بقيمة سوقية تتجاوز 1.33 مليار يورو، ما يعكس نجاح مشروع طويل الأمد أعاد النادي «اللندني» إلى الصفوف الأولى أوروبياً. أما مانشستر سيتي، بطل نسخة 2023م، فلا يزال يحتفظ بقائمة تقدر قيمتها بنحو 1.22 مليار يورو، وإن كانت بعض التغييرات في الوسط قد تفرض على الإسباني بيب غوارديولا إعادة ابتكار التوازن في الفريق وهو الذي يعيش حالة عدم توازن مروراً بخروجه المر من الهلال في كأس العالم للأندية وتعثرات البداية في «البريميرليغ». باريس سان جيرمان يدخل الموسم بروح مختلفة تماماً بعد تتويجه التاريخي بالنسخة الأخيرة من دوري الأبطال في ميونخ 2025م، ومع قيمة سوقية تصل إلى 1.15 مليار يورو، أصبح النادي الباريسي أكثر إصراراً على إثبات أن لقبه الأول لم يكن مجرد صدفة. في المقابل، يظل بايرن ميونخ منافساً دائماً بقيمة تقارب 905 ملايين يورو، ومع استقرار فني وإداري يسعى لاستعادة الكأس التي غابت عن خزائنه منذ 2020م. ولا يمكن تجاهل ليفربول الذي تخطت قيمة تشكيلته 1.1 مليار يورو، حيث يأمل في العودة مجدداً إلى منصة التتويج بعد عقد من النهائيات المثيرة. المال يتحدث الأهمية الاقتصادية للبطولة تتضاعف عاماً بعد آخر، الاتحاد الأوروبي أعلن أن عوائد دورة 2024-2027 ستتجاوز 4.4 مليارات يورو سنوياً، مع توزيع جديد يمنح الأندية المشاركة 93.5 % من صافي العوائد. يتم تقسيم الأموال إلى ثلاثة أعمدة: حصص متساوية للمشاركة، مكافآت مرتبطة بالنتائج، و"عمود القيمة" الذي يعتمد على الجاذبية التجارية والتاريخية لكل نادٍ. هذه البنية المالية تعزز تنافسية البطولة وتزيد من قدرتها على جذب المستثمرين والرعاة، فيما ارتفعت حصص التضامن للأندية غير المشاركة إلى 308 ملايين يورو في خطوة نحو تقليص الفوارق المالية داخل القارة. بالنسبة للأندية، لا تمثل البطولة مجرد مجد رياضي، بل مصدراً رئيساً للإيرادات. تقرير "ديلويت" الأخير أكد أن مجموع إيرادات أكبر 20 نادياً في أوروبا بلغ 11.2 مليار يورو في 2025، وأن ريال مدريد أصبح أول نادٍ يتجاوز حاجز المليار يورو في موسم واحد، وهو إنجاز لم يكن ليتحقق دون العوائد الضخمة من دوري الأبطال. مدرجات ممتلئة وشاشات مزدحمة الأرقام الجماهيرية لا تقل بريقاً عن العوائد المالية. في موسم 2023-2024 بلغ متوسط الحضور الجماهيري 52 ألف متفرج للمباراة الواحدة، بإجمالي يتجاوز 6.5 ملايين متفرج، وهو رقم ضخم إذا ما قورن بأي بطولة أندية أخرى في العالم. أما النهائي الذي أقيم على ملعب ويمبلي فشهد حضور أكثر من 86 ألف مشجع، فيما تابع اللقاء نحو 145 مليون مشاهد عبر شاشات التلفاز والمنصات الرقمية حول العالم. هذه الشعبية الهائلة تفسر توقيع شراكات جديدة مع منصات البث الكبرى مثل أمازون، إضافة إلى إعادة هيكلة الحقوق التجارية عبر وكالة Relevent بهدف زيادة الانتشار العالمي للبطولة وتعزيز العوائد المستقبلية. مواجهات منتظرة النسخة المقبلة تعدنا بسلسلة من المواجهات التي قد تدخل التاريخ. الصيغة الجديدة تجعل احتمال رؤية صدامات مثل ريال مدريد أمام ليفربول، أو مانشستر سيتي ضد بايرن ميونخ، أو حتى باريس سان جيرمان في مواجهة مبكرة مع يوفنتوس أمراً وارداً منذ الأسابيع الأولى. هذه اللقاءات لا تحمل فقط نكهة كروية عالية، بل قيمة تجارية وإعلامية ضخمة، إذ تضمن نسب مشاهدة قياسية وتفاعل جماهيري غير مسبوق. القوة الشرائية.. إنجلترا في الصدارة الانتقالات الصيفية 2025 أثبتت أن الدوري الإنجليزي ما زال اللاعب الأكبر في السوق، بإنفاق تجاوز 1.5 مليار جنيه إسترليني. أندية مثل آرسنال وليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي عززت صفوفها بصفقات من العيار الثقيل، في حين اعتمدت أندية إسبانيا وألمانيا على الاستقرار والانتقاء الدقيق للنجوم. هذه الفوارق المالية قد تمنح الأندية الإنجليزية أفضلية على المدى الطويل، لكنها في الوقت نفسه تزيد من قيمة المفاجآت المحتملة حين ينجح فريق بميزانية أقل في إقصاء أحد عمالقة «البريميرليغ». البطولة الأبرز والأقوى ما يجعل دوري أبطال أوروبا البطولة الأهم ليس فقط الأموال أو القيم السوقية، بل المزج الفريد بين التاريخ والحاضر. فهي البطولة التي تصنع أبطالاً وتمنحهم شرعية كروية لا تضاهيها أي منافسة أخرى. الفوز بدوري الأبطال يعني الانتقال من خانة الأندية الجيدة إلى مصاف «الكبار»، وهو ما يفسر إصرار باريس سان جيرمان على العودة، ورغبة آرسنال في كتابة فصل جديد، وطموح ريال مدريد في تعزيز إرثه، وسعي مانشستر سيتي لتأكيد هيمنته. مع انطلاق صافرة البداية لموسم 2025-2026، ستكون الملاعب الأوروبية على موعد مع مشاهد لن تُنسى. أصوات الجماهير ستملأ المدرجات، الشاشات ستنقل المباريات إلى كل زاوية من العالم، والأندية الكبرى ستتقاتل على لقبٍ لا يساويه مجد آخر، دوري الأبطال ليس مجرد بطولة، بل هو تاريخ مستمر، اقتصاد ضخم، وحكاية عشق جماهير لا تنتهي. الكأس ذات الأذنين هدف كل فريق الريال يتزعم فرق القارة بعدد الألقاب نظام جديد لتوزيع الفرق الإنتر وصيف النسخة الماضية