في تصعيد خطير يستهدف استقرار المنطقة ويُنكر كل جهود السلام، شنت إسرائيل هجومًا على العاصمة القطريةالدوحة، في انتهاك صارخ للسيادة الدولية والقيم الإنسانية، هذا العدوان لم يستهدف قطر وحدها، بل استهدف كل أمة تؤمن بالحوار وسيادة القانون، وكل جهد دبلوماسي يهدف إلى إحلال السلام في منطقة أنهكها الصراع. وسارعت المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، في اتخاذ موقف واضح وحازم. فقد أجرى سمو ولي العهد اتصالاً هاتفيًا بأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، مؤكدًا وقوف المملكة التام مع قطر الشقيقة، ومنددًا بهذا "العمل الإجرامي" و"الانتهاك الصارخ للقوانين والأعراف الدولية"، بل ووصلت الرسالة إلى أعلى مستويات الوضوح والتماسك الخليجي حين أكد سموه وقوف المملكة مع قطر الشقيقة، وكل إمكاناتنا لمساندة الأشقاء ولن نتوانى في تقديم أي مساعدة للأشقاء القطريين". هذه الكلمات لم تكن مجرد بيان دبلوماسي، بل كانت تجسيدًا حيًا لمعنى الأخوة والوحدة المصيرية التي تربط بين دول الخليج العربي، وتأكيدًا على أن أمن قطر هو جزء لا يتجزأ من أمن السعودية ومنطقة الخليج بأكملها، لقد وضعت المملكة كل إمكاناتها لدعم قطر في أي إجراء تتخذه للرد على هذا العدوان وحماية سيادتها الوطنية. ولا يمكن فصل هذا الهجوم عن السياق الأوسع؛ فالدوحة، وعلى مدار أكثر من عشرين شهرًا، كانت منصة دبلوماسية حيوية، وعاصمة للجهود المتعثرة لإحياء عملية السلام. فتحت قطر أبوابها للحوار، وسعت بكل حكمة ومسؤولية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، محاولة إنقاذ الأرواح وفتح نوافذ للأمل في لحظات ظلام. جاء هذا الهجوم ليمزق كل هذه الجهود، وليؤكد أن هناك قوى ترفض السلام وتفضل لغة الدم والاغتيال فوق لغة الحوار والتفاوض. إن استهداف قطر، التي التزمت بدور الوسيط النزيه، هو استهانة صارخة بكل القيم الدولية، وإعلان حرب على كل محاولات السلام، وهو رسالة مفادها أن منطق القوة هو السائد، وهو ما ترفضه المملكة وجميع دول الخليج جملة وتفصيلًا. هذا العدوان لن يزيد المنطقة إلا إصرارًا على التضامن والوحدة، فشكرًا لقطر التي أعطت العالم درسًا في العروبة الأصيلة والثبات، وشكرًا للمملكة وقيادتها حصن الأمة المنيع، التي أكدت مرة أخرى أنها سند لا يتزعزع لأشقائها، وستظل الرسالة موجهة للعالم: مستقبل هذه المنطقة سيبقى دائمًا بأيدي أبنائها، وسنواصل السعي بكل قوة لتحقيق استقرارنا وأمننا، لأننا شعب واحد وأمة واحدة.