في مسيرة المملكة العربية السعودية، يظل مجلس الشورى أحد أعمدة البناء المؤسسي، ومنبرًا للحكمة والرأي السديد. فمنذ تأسيسه على يد الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – عام 1346 ه (1927 م)، حمل المجلس رسالة الشورى في أبهى صورها، ليكون جسرًا بين القيادة والشعب، وفضاءً رحبًا للحوار الوطني وصناعة القرار. اليوم، وفي ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – يعيش المجلس عصرًا جديدًا من التمكين، يواكب رؤية المملكة 2030، ويعكس ثقة القيادة بأن الشورى والمشاركة هما أساس النهضة، وأن الوطن يزدهر حينما تتوحد الكلمة ويجتمع الرأي. تحت قبة الشورى، يتجدد المشهد الوطني كل عام عبر الخطاب الملكي السنوي، الذي يلقيه خادم الحرمين الشريفين أو سمو ولي العهد. هذا الخطاب يمثل وثيقة إستراتيجية شاملة، تحدد أولويات الدولة في السياسة والاقتصاد والتنمية، وتبث الثقة في نفوس المواطنين، وتؤكد أن المملكة تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. أعضاء مجلس الشورى هم مرآة المجتمع، ينقلون هموم المواطنين وتطلعاتهم، ويترجمونها إلى توصيات عملية تعزز الأداء الحكومي وترتقي بالخدمات. كما أن انضمام المرأة والشباب للمجلس شكّل إضافة نوعية، تعكس الرهان الكبير على طاقات الوطن ومشاركته في صنع القرار. امتد دور المجلس إلى الساحة الدولية عبر الدبلوماسية البرلمانية، ليكون صوت المملكة حاضرًا في المحافل العالمية، مدافعًا عن قضاياها، ومعبّرًا عن مواقفها المعتدلة، ما عزز مكانة المملكة كقوة مؤثرة إقليميًا ودوليًا. مجلس الشورى ليس مجرد مؤسسة تشريعية، بل مسيرة وطنية خالدة تعكس تلاحم القيادة والشعب، وتجسد أن الشورى ليست خيارًا عابرًا بل منهج حياة. إنه تاريخ مضيء يرسم ملامح المستقبل، وبوصلة تقود الأجيال، في ظل قيادة رشيدة وضعت الوطن في مصاف الدول الكبرى. يبقى مجلس الشورى شاهدًا على حكمة القيادة السعودية، ومنبرًا لصوت الوطن، وتاريخًا مضيئًا، وبوصلة مستقبلية ترسم طريق الغد، ليظل عنوانًا لمسيرة وطن لا يتوقف عن الإلهام والبناء.