اعتدى مسلحون مكشوفو الوجوه على مقر"اذاعة صوت الشعب"المحلية التابعة ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"وحطموا عددا من اجهزتها وممتلكاتها، ما ادى الى توقفها عن البث، كما اطلقوا النار فأصابوا عددا من العاملين فيها والضيوف بجروح، في واحدة من احدث حلقات الاستقطاب السياسي والانفلات الامني والفوضى التي تعم المجتمع الفلسطيني. ونددت وزارة الإعلام و"الشعبية"ومنظمات المجتمع المدني ونقابة الصحافيين الفلسطينيين بالاعتداء الذي تعرضت اليه الاذاعة التي تبنت خطاً وسطاً متوازناً في الأزمة الداخلية التي تعصف بالساحة السياسية الفلسطينية في اعقاب فوز حركة"حماس"الساحق في الانتخابات التشريعية في 25 كانون الثاني يناير الماضي. وجاء الاعتداء على خلفية بث الاذاعة خبراً مفاده بأن الرئيس محمود عباس ينوي اجراء تعديلات على هيكلية عدد من الاجهزة الامنية واستبدال بعض قادتها بآخرين، من بينها تعيين العميد جبريل الرجوب في منصب المدير العام للأمن الداخلي بدلا من المدير الحالي العميد رشيد أبو شباك المسؤول عن ثلاثة اجهزة امنية تتبع الأمن الداخلي، وكان مديراً عاماً للأمن الوقائي في السابق. وقال المدير التنفيذي في الاذاعة ناجي القيق ل"الحياة"انه تمت في اعقاب ذلك استضافة مدير الأمن الوقائي في قطاع غزة العميد يوسف عيسى في مقابلة في الاذاعة على الهواء نفى خلالها النبأ المنسوب إلى مصادر اسرائيلية واعتبر الموضوع في عداد المنتهي. واضاف أن العاملين في الاذاعة فوجئوا في ساعة متقدمة من ليل الاربعاء - الخميس بمجموعة من المسلحين يقتحمون مقر الاذاعة وسط غزة وهم يطلقون النار في كل الاتجاهات ويحطمون الاجهزة والمعدات والممتلكات. واشار الى اصابة ثلاثة ضيوف من حركة"فتح"حضروا للمشاركة في برنامج كان من المفترض ان يبث على الهواء مباشرة، فيما اصيب أربعة من الصحافيين والعاملين في الاذاعة بجروح بين طفيفة ومتوسطة. وقدر خسائر الإذاعة بنحو 25 ألف دولار، متوقعا ان تعود للبث اليوم. واستنكرت وزارة الاعلام الفلسطينية الاعتداء في بيان، ووصفت المعتدين بأنهم"مجموعة عابثة لا مسؤولة"، كما وصفت الاعتداء بأنه"جريمة ليست جديدة ضد الحركة الصحافية، وامتداد لحال الفوضى والانفلات الامني". ونددت بالمعتدين ووصفتهم بأنهم"مجموعة من البلطجية".