ما نسبته 95 % من سكان العالم يتراوح ذكاؤهم على المستوى الفردي ما بين 100 درجة و130 درجة، طبقاً لمعايير اختبارات الآي كيو، والأخيرة بدأت في فرنسا عام 1905، حتى تقوم بتحديد من لديهم صعوبات في التعلم وتساعدهم، ولكنها انحرفت عن مسارها.. متوسط الذكاء العالمي أو الآي كيو هو 100 درجة، وهو يمثل الذكاء الطبيعي، ورغم ما سبق فلم تحصل عليه دولة عربية واحدة، وبالنظر لقائمة الدول العشر الأكثر ذكاء في المنطقة العربية، بحسب أرقام 2025، نجد أن لبنان تشغل الترتيب الأول عربياً، بمعدل ذكاء 99,39، والمركز 37 عالمياً، والعراق جاءت في الترتيب العاشر، بمعدل ذكاء 94,62، وفي المركز 87 عالمياً، وقد كانت المملكة في الترتيب الثامن، بمعدل ذكاء 96,47، وفي المركز 74 عالمياً، وضمت القائمة الجزائر وتونس ومصر والمغرب، ومعهم الأردن والإمارات والكويت، وبقية الدول العربية حصلت على أرقام متواضعة، وصلت إلى 70 درجة في بعض الأحيان، وهذا يعني أن نسب العرب في اختبارات الذكاء أقل من المتوسط، ما يدخلهم في خانة من لديهم مشكلات في الذكاء، أو صعوبات في التعلم. إلا أن المسألة لا تقف عند هذا الحد، فالاختبارات عليها ملاحظات كثيرة، ولا يمكن أن تكون محل ثقة دائماً، ومن أبسطها انحيازها إلى لغة وثقافة معينة، وبالأخص الإنجليزية والثقافة الغربية، وقياس قدرات الأشخاص اللغوية واللفظية والتحليلية بموجبها، دون مراعاة لاختلاف لغاتهم وثقافاتهم، ما يفسر حصولهم على درجات متواضعة فيها، ويمكن القول بارتياح إنها لم تثبت جدواها في مجتمعاتها إلا نسبياً. صدارة قائمة الأذكياء على مستوى العالم في العام الجاري، كانت لخمسة دول آسيوية، في مقدمتها اليابان ومن ثم تايوان وسنغافورة والصين وكوريا الجنوبية، وبمعدل ذكاء يتراوح ما بين 106,48 درجة و102,48، وكلهم لا يصلون لذكاء نجمة هوليود شارون ستون، صاحبة فيلم الغريزة الأساسية، الذي عرض في 1992، والتي تعتبر عاشر أذكى شخص في التاريخ البشري، أو ليوناردو دافينشي وألبرت اينشتاين وستيفن هوكينغ، وهم كانوا في المراكز الرابع والسابع والثامن على مستوى البشرية، وبمعدلات ذكاء ما بين 190 درجة و160 درجة، وما نسبته 95 % من سكان العالم يتراوح ذكاؤهم على المستوى الفردي ما بين 100 درجة و130 درجة، طبقاً لمعايير اختبارات الآي كيو، والأخيرة بدأت في فرنسا عام 1905، حتى تقوم بتحديد من لديهم صعوبات في التعلم وتساعدهم، ولكنها انحرفت عن مسارها. فقد ساهمت في إقرار قانون بولاية فيرجينيا الأميركية، عام 1927، يسمح بالتطهير العرقي والإبادة لأصحاب الذكاء المنخفض، وأعطت مبرراً لتصرف ألمانيا النازية عام 1941، عندما قتلت مئتي ألف طفل من محدودي الذكاء، واللافت أن مجموعة ممن لم ينجحوا في الاختبار كانوا أعلاماً في مجالات متنوعة، مثل: ويليام شوكلي، الفائز بجائزة نوبل للفيزياء عن اختراع الترانزستور، الذي يمثل واحداً من أهم اختراعات القرن العشرين، وشوكلي خضع لاختبار الآي كيو مرتين في جامعة ستانفورد الأميركية، وحصل على درجات منخفضة، ما يشكك في جدوى الاختبار من الأساس. هوارد غاردنر، الأستاذ في جامعة هارفارد الأميركية، انتقد معايير اختبار الآي كيو، وقال بأنه لا يقيس إلا الذكاء الرياضي واللغوي، وتكلم في كتابه: "تأطيرات الدماغ"، الصادر في 1983، عن نظرية الذكاءات المتعددة، فهو يعتقد بوجود ستة أشكال إضافية من الذكاء، الأول: الذكاء الفراغي أو البصري، الموجود عند لاعبي الشطرنج والنحاتين والفنانيين التشكيليين، والثاني: الذكاء الموسيقي، كمهارات التأليف والتلحين واللعب على الآلات الموسيقية، ومن مشاهيره بيتهوفن وموزارت، والثالث: الذكاء الجسدي والحركي، ويظهر في الرياضيين من خامة كريستيانو رونالدو وميسي والراحل ماردونا، وعند راقصي الباليه والرقص الشرقي، والرابع: الذكاء الاجتماعي والعاطفي، ويمثل فناً يتقنه السياسيون والمستشارون الناجحون، كثعلب السياسة الأميركية هنري كسينجر، والخامس: الذكاء الشخصي أو الداخلي، ويكون في فهم الإنسان لنفسه ولما يريده في حياته، والسادس: الذكاء البيئي، وقد كان مهماً للإنسان الأول، ويبدو ظاهراً في كبار الطهاة من نوعية غوردن رامزي، الذين يبتكرون وصفات طبخ غير معتادة. زيادة على ذلك، يوجد عالم آخر وهو روبرت ستيربيرغ، يعتقد بوجود ثلاثة جوانب للذكاء: الجانب التحليلي، والجانب الإبداعي، والجانب العملي، وفي رأيه، فإن اختبارات الذكاء الحالية، تركز على التحليل وحده وتتجاهل غيره، بخلاف إشكالية التحيزات الإدراكية، عند من يحصلون على درجات عالية في اختبارات الآي كيو، والعالم كيث ستانوفيتش، قام بإجراء تجربة على مجموعة من هؤلاء، ووجد أنه كلما زاد ذكاؤهم، كلما زادت احتمالية وقوعهم في مصيدة التحيزات، ويعود ذلك لإحساسهم المبالغ فيه بالثقة وأنهم لا يخطئون، وهو تصور مغلوط، فالخطأ وارد من كل أحد، والشاهد عالم الفيزياء بول فرامبتون، الذي يعتبر من أشهر الفيزيائيين العاملين على نظرية المادة المظلمة، أو الدارك ماتر، فقد وقع ضحية جريمة احتيال إلكتروني، استخدمت فيها امرأة لإغوائه، في 2011، وكانت النتيجة ضبطه متلبساً بتهريب اثنين كيلوغرام من الكوكايين وحبسه، وقد أصبح مثاراً لسخرية العالم بأكمله، والسبب أن ذكاءه العملي، المرتبط بالواقع وحل المشكلات، كان دون المستوى المطلوب، وهذا الذكاء لا يقاس في اختبارات الآي كيو العقيمة.