أمسى العمل الإنساني معتمِدًا على مشاعر الإيثار وحب الخير ومازال مستمرا في هذا المحور، ولكن أثر الدعوات إلى إيجاد عالم خالٍ من الحروب والصراعات، لزم إنشاء إطار مؤسسي محوكم تنتظم فيه الدول ذات السيادة خصوصا أن الحروبُ والصراعات لم تنته وازدادت الكوارث الطبيعية وأصبح رهين الحرب والكوارث الأمر الذي تطلب إغاثة المجتمعات والدول التي في أمسّ الحاجة إلى المساعدة الإنسانية، فلا تستطيع الدول مواجهة الكوارث الطبيعية والحروب المدمرة بنفسها؛ لذا صارت حوكمة العمل الإنساني ضرورة وحاجة، وكذلك المهنية في العمل الإنساني، ما انعكس تغيّرًا في اختصاص العاملين الإنسانيين. وتبارت الدول في تعزيز العمل الإنساني، وتعاملت المملكة مع الجانب الإنساني بحكمة وبعيد عن الضجيج الإعلامي، بهدف إنقاذ الشعوب من الكوارث وفي نفس الوقت تحفيز وتطوير آليات الإنسان حيث طرح مركز الملك سلمان للإغاثة تزامنا مع المنتدي الإنساني الدولي مشروع هاكاثون العمل الإنساني والتنمية المستدامة، وهي مسابقة يجتمع فيها المختصون من الاجتماعيين والمبرمجين والمهندسين والمهتمين من الشباب في تخصصات مختلفة بغرض القيام بعمل ابتكاري ريادي في قطاعات العمل الإنساني، والتي تتضمن الأمن الغذائي والتغذية، الصحة، الإيواء والمواد غير الغذائية، التعليم، المياه والإصحاح البيئي، التعافي المبكر، الحماية، وإدارة وتنسيق المخيمات، الاتصالات في حالات الطوارئ، الخدمات اللوجستية وذلك لتطوير حلول مستدامة للتقليل من التحديات التي تواجه الجهات المانحة ومنظمات الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ المشروعات الإغاثية والإنسانية بطرق متقدمة ومبتكرة لتقديم الخدمات للمستفيدين في مناطق الكوارث والأزمات. وتتمحور أهداف الهاكاثون في تحفيز وتطوير قدرات ومواهب الشباب في العمل التطوعي الإنساني الممنهج باحترافية حسب أفضل الممارسات العالمية، وإدارة المعرفة لدى الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في العمل الإنساني، أما مسارات المشروع فهي مسار التقنية والتحول الرقمي للعمل الإنساني والتنمية المستدامة المسار الهندسي للعمل الإنساني وأهداف التنمية المستدامة ويهدف إلى تقديم حلول تساهم في خدمة قطاعات العمل الإنساني من (إدارة وتنسيق المخيمات والاتصالات في حالات الطوارئ والخدمات اللوجستية). والمسار الصحي للعمل الإنساني والتنمية المستدامة الذي يهدف لتوظيف التقنيات الصحية لتساهم في خدمة قطاعات العمل الإنساني من (الصحة والمياه والإصحاح البيئي)، ومسار الدعم الاجتماعي للعمل الإنساني والتنمية المستدامة الذي يسعى لتوظيف التقنيات لتساهم في خدمة قطاعات العمل الإنساني من (التعليم والتعافي المبكر والحماية). لقد أضحى العمل الإنساني علامة بارزة في سجل المملكة، وقطرة من فيض عطائها، وستبقى أيادي المملكة البيضاء تُمد بسخاء، وسجلها الناصع يمتد بالعطاء، وفق توجيهات كريمة من القيادة الحكيمة، انطلاقاً من التعاليم الجليلة لديننا الإسلامي، وتجسيدًا لأسمى معاني التضامن الإنساني ونشر ثقافة حقوق الإنسان بمختلف المجالات وتوعية الشباب وتحفيزهم للمشاركة في الأعمال الإغاثية الإنسانية بمهنية واحترافية عالية وفق المعايير المعتمدة.