شرم الشيخ مصر، دمشق - "الحياة"، أ ف ب - أكد رئيس الوزراء التركي عبدالله غل اثر لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ أمس ان بلاده "لا تريد رؤية العراق دولة مقسمة" مضيفاً: "علينا جميعاً ان نعمل بجدية لتجنب الحرب والبحث عن أفضل السبل لمنعها". وأوضح ان تصريح وزير الخارجية التركي يشار ياكيش عن حل مشكلة العراق عبر "نفي" الرئيس صدام حسين "تعرض لسوء فهم". وأعلن رئيس الوزراء التركي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري عاطف عبيد، عقد بعد لقائه الرئيس مبارك ان "وحدة العراق أمر مهم جداً، ولا نريد رؤية العراق مقسماً. علينا ان نعمل جميعاً بجدية لتجنب الحرب، والعراق مسؤول كذلك، ويجب ان نقوم بأفضل ما يمكن، وليس من جانب تركيا وحدها، وانما الجميع في المنطقة وضمنهم العراق" من اجل تفادي الحرب. ورداً على سؤال عن المناورات العسكرية التي اشتركت فيها تركيا مع اسرائيل والولايات المتحدة اخيراً، قال غل: "لم نتطرق الى هذا الموضوع، وتحدثنا عن العلاقات الثنائية والأزمة التي تواجه المنطقة وكيفية منع الحرب لانها ستكون باهظة الثمن". وسئل عن تصريح ياكيش وهل تريد تركيا استضافة صدام حسين، فأجاب: "هذه التصريحات تعرضت لسوء فهم. علينا التفكير في الكثير من البدائل والأمور والاحتمالات لأن الحرب ليست امراً جيداً، وعلينا ان نبحث عن السبل الأفضل لمنعها". وعن موقفه من احتمال "نفي" الرئيس العراقي، قال: "هذا ليس مشروعنا. يجب ان تكون هناك سبل اخرى غير النفي لوقف الحرب". وعما اذا كانت تركيا ستسمح للقوات الاميركية بشن هجوم على العراق انطلاقاً من اراضيها قال غل: "نحاول تجنب هذه الحرب من خلال بذل قصارى جهدنا ليس فقط من جانب تركيا بل كل جهود دول المنطقة بما فيها العراق". وختم قائلاً ان وزيراً تركياً سيزور بغداد اليوم "للبحث في الأوضاع واجراء محادثات من اجل السلام"، معرباً عن أمله بأن "تتعاون الحكومة العراقية مع قرارات مجلس الأمن، وأن يتمتع المفتشون بحرية تامة في القيام بعملهم نظراً الى خطورة الوضع". ووصف غل محادثاته مع مبارك بأنها "مثمرة". في حين اكد رئيس الوزراء المصري انه اتفق ونظيره التركي على تنمية العلاقات بين بلديهما في مجال التصنيع المشترك والتجارة والسياحة والتعاون العلمي والتدريب المهني. وأعلن غل أن لقاءه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى كان للبحث في جهود مشتركة لمنع الحرب على العراق، فيما دعا موسى الى مواصلة الجهود الهادفة لتجنيب هذا البلد أي عمل عسكري. وقال ان القمة العربية ستعقد في العاصمة البحرينية في آذار مارس كما هو مقرر، مشيراً الى أن المشاورات مستمرة لتحديد الموعد بين تاريخين مقترحين خلال الشهر ذاته. الى ذلك، دعت "اللجنة العربية السورية لرفع الحصار عن العراق" الى "وحدة الهدف قبل وحدة الصف" للرد على "العدوان الاميركي". واعتبرت في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه ان "وحدة الصف أضحت ذريعة كي يتخلى الصامدون عن موقفهم الرافض للعدوان، والمصمم على مقاومته بكل الوسائل. والموقف الصادق الصحيح يكون بوحدة الهدف الذي يعني في الظروف الحالية حشد كل القوى لمنع العدوان على العراق". واضاف البيان: "ان بعض فصائل الأمة العربية عاشت على الأوهام والوعود المعسولة بإنصافها ومعاملتها بنزاهة وعدل من مجلس الأمن والكبار فيه خصوصاً، وآن لها ان تتخلى عن أوهامها". واشار الى ان "المعاناة الطويلة طيلة قرون في مقاومة العدوان، لا بد ان تظهر فعاليتها في هذه المعركة المصيرية". كما ثمنت اللجنة في برقية بعثت بها الى رئيس الوزراء التركي موقف بلاده الواضح في رفض العدوان على العراق "لما له من آثار مدمرة وانعكاسات خطيرة على دول المنطقة وشعوبها". وطالبت البرقية تركيا بأن تبقي موقفها "ثابتاً لا يتزعزع كالموقف السوري في رفض العدوان".