اعلن الرئيس المصري حسني مبارك امس ان تركيا اقترحت ارسال موفد الى الرئيس العراقي صدام حسين، معتبراً أن ضربة عسكرية اميركية ضد العراق "ستصب الزيت على النار"، وستكون لها انعاكاسات كارثية على المنطقة. وصرح مبارك في حديث مع الصحافيين في توشكى جنوب مصر بأن الاتراك اقترحوا افكاراً في شأن ارسال مبعوث الى صدام حسين، مضيفا: "نحن نقول ليس لدينا مانع انما يجب ان تكون هناك مباركة اميركية". واجاب على سؤال عن وجود تنسيق مصري - سعودي - تركي في شأن المسألة العراقية بالقول: "لا. فالاتراك يقولون أفكاراً ونحن ندرسها لنرى إمكان التماشي معها اذ يقولون نبعث مبعوثاً للرئيس صدام حسين، ونحن ليس لدينا مانع، ولكن المهم أن يكون فيها مباركة أميركية حتى لا تحدث مشاكل ثم نفاجأ ببدء الضرب ضد العراق". ولم يوضح مبارك اذا كان المبعوث التركي هو وزير الدولة للتجارة الخارجية كورسات توزمن الذي وصل الجمعة الى العراق، واعلن انه يحمل رسالة من رئيس الوزراء التركي عبدالله غل الى الرئيس العراقي. والتقى مبارك غل في 5 الشهر الجاري. وأكد مبارك أن ضرب العراق ستكون له تداعيات رهيبة جداً لا يمكن التعرف على حجمها الآن، وحذر من أن ضرب العراق من شأنه أن "يصب الزيت فوق النار"، وأضاف أنه "لا يمكن لأحد أن يمنع الولاياتالمتحدة من ضرب العراق، فالولاياتالمتحدة أقوى دولة، لكننا نحذر مما قد يترتب على ذلك". وعما إذا كانت هناك اطروحات مصرية - سعودية لإيجاد مخرج للأزمة العراقية قال مبارك إنه "لا يوجد جديد"، وأن زيارته للسعودية غداً ستتم للتشاور والبحث، واصفاً حل المشكلة العراقية بأنه "من أصعب ما يمكن". وعن تقدير وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن إحتمال وقوع الحرب وصل الى أربعين في المئة رد مبارك بأنه يراها "خمسين في المئة يعني قريبة من بعضها"، مؤكداً ان الأمر يتوقف على الرئيس العراقي. واضاف الرئيس المصري "نقول لصدام عليك ان تتحمل من اجل ان تتفادى ابادة شعب"، آخذاً على الرئيس العراقي انتقاده عمل المفتشين الدوليين في العراق، ومشيراً إلى ان صدام حسين "ارسل خطاب اعتذار للكويت شتم فيه الجميع". القضية الفلسطينية وسئل مبارك عن مؤتمر لندن وما يمكن أن يسفر عنه في ظل استمرار السياسات الإسرائيلية، فرد: "مَنْ في العالم لا ينصاع للرغبات الإسرائيلية حاليًا" و"قد توقفت خريطة الطريق" وتم منع الوفد الفلسطيني من المشاركة في المؤتمر للبحث في الإصلاح الاقتصادي والسياسي الفلسطيني. وأشار مبارك إلى أن هذا المنع جاء "لأن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لم يلتق وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ودعا رئيس حزب العمل الاسرائيلي"، مؤكداً أن المسألة "أصبحت سيئة جداً". وعن تقديره لتأثير الحرب على العراق على المشكلة الفلسطينية قال: "هذه مسألة عويصة ولا أريد أن أتكلم عنها حتى لا يساء تأويلها".