للأمثال أهداف عدة، فمنها اختصار الكلام، واستخدام التشبيه لوضوح المعنى، وأيضاً تقديم خلاصة تجارب قد يحتاجها من قلت تجربته، كما أنها نافذة تطلعنا على ثقافة شعوب وأجيال إما معاصرة أو ماضية.
فالمثل الشعبي القائل: "إلى واعدت الجمَّال فواعد عشرة"
يبين لنا (...)
يعبر الشاعر بالقصيدة عن مشاعره أكثر مما لو كان المجال نثرا يعبر بواسطته، فقصيدة الشاعر مضمون رسالته وحاضنة مشاعره، بل إن صورها الفنية وتراكيبها تنساب سهلة عليه في صياغة شعرية كما لو كان يقرأها في صفحة كتاب معدة من قبل، خاصة عندما تكون أشعلتها قريحة (...)
قد يكون بيان الواقع يضعفه الوصف، سواء كان واقعا حسنا أو غير حسن، وسواء أردنا أن نصف ما يسعدنا أو ما يضايقنا.
لهذا يترك المجال للخيال، ففي مثل هذا يعد أبلغ مما لو بينا جوانب السعادة أو الجوانب التي تضايقنا.
وقد جرى هذا في معظم كلام الناس فيما بينهم، (...)
من المعروف أن الشعرَ ديوان العرب يشكل وعاء مضمونه رابط بين الأجيال وهذا الرابط عام فهو لغوي وتاريخي وقيم وعادات وأخلاق ينتقى أحسنها وأجودها فيحفظه. ويرجع إليه في غالب ما يحتاج إلى توثيق، وتستمد منه الحكم والعبر والدروس وما يصلح النفوس.
والشعر نفيس (...)
كم من قصيدة ظن شاعرها أنه أبدع القول وحصد التميز في قصيدته وقد اختار أفخم عبارة في رأيه وأجود الجياد في سباق الشعراء وميدانه، ولكن قصيدته لم تفهم وقوله لم يصل معناه، والعكس صحيح، فأبيات تأتي عفوية مثيرها موقف عابر لم يكن في بال شاعرها أن تبلغ ما (...)
يبدو أن شعر الغزل بوح يندرج ضمن التعبير عن الذات للذات ويمكن أن يصدق عليه القول من طرف واحد، وقلّ أن يكون له صدى من خارج دائرة الشاعر نفسه.
ويقابل هذا البوح تحفظ اجتماعي مما يضيّق دائرة نشره، ولهذا السبب يمكن أن يخبو بعد فترة وتستهلك مفرداته (...)
لا شك أن أبرز هدف لكل بيت شعر وقصيدة هو إيصال المعنى المراد من الشاعر، لأنه يريد حتما من المتلقي أن يتفاعل معه وأول ذلك فهم المعنى.
هذا هو العنوان الرئيس للشعر عموما وللنثر أيضا، فكل قول بلا معنى يعد أجوف وحشوا يستنزف الجهد ويضيع الوقت.
لكن هذا (...)
يحرص كثير من الرواة وهواة الشعر ومتذوقوه على تتبع الشعر الجيد الراقي والقصائد التي تشرف قائلها وناقها.
فبما أن الشعر تعبير عن الشعور وترجمة للإحساس وما قيل إلا من أجل هدف فيفترض أن تكون مضامينه تعزيز القيم وترسيخها وتقديم كل ما ينتفع به من فكاهة (...)
المواهب الإنسانية الراقية في عمومها أيا كان نوعها ومجالها تعد نعمة من الله لمن وهبت له، لأن لكل موهبة جانبها الإيجابي النافع، الذي من خلاله يقدم الموهوب عطاءه وفائدته لنفسه ومجتمعه والإنسانية أجمع فليكن هدفه ذلك.
والشاعر أحد الموهوبين، أوتي ملكة (...)
يعد الشعر أحد الروابط القوية المؤثرة في مشاعر وأحاسيس الأجيال، فمن خلاله تتواصل وتعيش عصرا واحدا، فعبر مضامين القصائد يتناقل الناس ما طاب لهم وتأثروا به، بحيث يحتضنه المتفاعلون جيلا بعد جيل.
وهي روابط بالطبع معنوية ذات صلة بالمشاعر التي من أبرز (...)
عندما نأخذ في عجالة أسماء الشهور ثم نربط معناها بواقعنا والحال التي نحن فيها الآن لا نجدها متوافقة مع ظروف تسمياتها الأولى، مما يدعونا للتفكير في سبب التسمية أحياناً إن كان لنا رغبة في مثل هذا التساؤل والبحث، فمثلا ربيع الأول وربيع الآخر، قد لا يكون (...)
المملكة العربية السعودية، التاريخ والعراقة والإباء والشمم، تاريخ ضارب بجذوره في العمق، وعراقة تمتد إلى أكثر من ثلاثمئة سنة، وهي اليوم بين لبنات التأسيس المتعاقبة والرؤية الطموحة المتطلعة لغد أفضل والتزام بتحقيق أهداف التنمية وفق مسار صاعد بإذن (...)
كل عمل لكي تتضح مضامينه لابد أن تؤخذ في الاعتبار كل ظروفه وسياقاته الزمانية والمكانية والاجتماعية فضلًا عن المراد والمقاصد لمنتجه.
كما تؤخذ احتمالات خصوصيته وأنه ليس العموم والعكس أيضاً كأن يكون الشاعر خص بقصيدته وحصرها ونحن نعممها وهذا فيه إضرار به (...)
الاختصار في الأقوال والاقتصار على الهدف وزبدة الموضوع وما يوصل المعنى دون إسهاب ولا إطناب، يعد من متطلبات البيان، ولا يستثنى من ذلك مثقف فصيح ولا عامي ولا لهجة ولا لغة، فالمتلقي في كثير من الأحيان يريد خلاصة الفكرة ويرغب في النتائج السريعة، وقل من (...)
الأمثال الشعبية تتقارب ألفاظها أحيانًا ولكن تتباعد معانيها، أو العكس، فهي دقيقة جدًا في كل تراكيبها، اختارها من قبلنا لتختصر عليهم الكثير من الوصف والتشبيه والبيان وكثر القول والكلام، وربما كان المثل الشعبي حافظًا لماء الوجه وجابرًا لخاطر القائل (...)
الزمن ما تخمن وين حذفة حصاته
يبعد الممكنة ويقرب المستحيلة
من غير الممكن إيصال المشاعر، ولكن الكتاب عامة والشعراء خاصة يحاولون من خلال أساليب البيان والبلاغة صنع شيء من جسور الربط والتواصل.
ينجح أغلبها بدرجة كبيرة ويبقى شيئا من الغموض المستحيل (...)
المثل الشعبي يعد مرآة تعكس الكثير من ثقافة وحياة المجتمعات والشعوب، بل واستخدامه أيضا يعد مؤشرا على ما يحمله مستخدمه من فهم لما تضمنه المثل والموافقة عليه وقبوله، فالمثل معروف أنه خلاصة تجربة وصياغته صنعة بلاغية ولغوية، ووظيفته الاختصار وتقديم صورة (...)
عموم الشعراء حريصون على تمام القصيدة، سبكها، حبكها، وزنها واختيار مفرداتها والمعاني بكل ما لديهم من خبرات وقدرات، وما التقصير في هذا إلا من سبب مناسبة أو أمر غير مقصود.
كل الشعراء يهمهم قبول قصائدهم من المتلقي ويتطلعون إلى سماع صدى الإعجاب و الإشادة (...)
تعتبر الآبار السطحية هي المصدر الرئيسي للمياه الذي كان يعتمد عليه الاجداد في حياتهم اليومية.
وفي العودة إلى الماضي نجد للآبار شأن كبير في التنمية والإنتاج وحياة الناس وقت حفرها والبدايات التي سبقت حفر الآبار والمعاناة التي واجهت أصحاب هذه الآبار، (...)
صحيح أن الشاعر يقدم قصيدته ليعبر عن مشاعره وأحاسيسه، وفي الوقت نفسه هو يقدم قصيدته ليستقبل صداها وتأثيرها في بيئته ومحيط حوله، ولكن قلّ أن يطلب نقدها وإبداء الرأي حولها، وربما ساء بعضهم تقديم رأي في مضامينها وتراكيبها بعد تمامها، فقد انطلقت وفق (...)
الشيء القديم الجديد في تاريخ الإنسانية كلها والذي يتذكره كل جيل منذ بدء الخليقة هو العلم والتعلم ، فما من إنسان إلا وله في المعرفة والتجربة نصيب يتذكره.
كان طلاب العلم الذين يلتحقون بالكتاتيب القديمة أو ما نسميه المطوع الذي يعلمهم دروس الدين وقراءة (...)
الكل قد سمع عبارات وكلمات أو جمل عادية من وجهة نظر غيره، وربما أقل من العادية، ولكنها بقيت في الذاكرة لديه، استطاعت فرض نفسها فأخذت مساحة من ذاكرته وربما زاحمت ما هو أهم منها.
الكل منا يحفظ ويحتفظ في ذاكرته إما ببيت شعر أو قصيدة أو قصة سمعها منذ (...)
أقوى وأمتن مقومات البقاء للأشياء كلها سواء في مجال المعنويات أو المحسوسات والعلوم والآداب بكل أنواعها: صلاحها وصلاحيتها ومتانتها من داخلها، فكل جيل يرى النفع فيها يأخذها وينقلها لمن بعده من الأجيال ويبادر إلى الانتفاع بها ونفع الآخرين، قد يضيف لها (...)
الكل يعلم أن أجدادنا لديهم ثقافة راسخة في مجال ميزانية الأسرة والادخار، وقد يسمونها التدبير، وقد مدحوا المرأة المدبرة وكذلك الرجل حسن التدبير الذي يحسب حساب المستقبل والمفاجآت ويضع للطوارئ خطة ضمنية.
ونحن عندما نتطلع إلى مستقبل واعد فإنما ننطلق من (...)
يقول الشاعر علي بن محمد المخيليل -رحمه الله-، المتوفى في عام 1360ه:
يجر صوته مثل ما يقنب الذيب
مع السواني ساهرات عيونه
ويقول سعد بن جدلان:
ياتلّ قلبي تل غربٍ ربع سانيه
ما عيَّن منه غير العراقي براس أرشاه
جدي لأمي واسمه: عبدالعزيز كان مزارعاً في نخل (...)