من له في الشعر ميل ورغبة ولديه ذائقة يميز بها القصائد ومضامينها، يدرك أن لكل شاعر بصمته التي تميزه. لكن هذه البصمة غير محددة المواصفات وإنما تعرف حسا و ضمنا. فقد تطلق على ما تفرد به الشخص وميزه عن غيره أو غلب على شعره، وكل شاعر يتميز بأسلوب وطريقة وطرح يتضح من القصيدة أنها منتج يتطابق مع أسلوبه في كل قصائده أو غالبها وتعرف بالحس الشعري والتذوق وبعض الأوزان وما يسمى بالطرق وأيضا بجملة المعاني. وقد يتشابه بعض الشعراء في كل شيء حتى لا يكاد يفرق المتلقي بينهم، وإن غلب على الظن أن البصمة لفلان منهم إلا أن التأكيد من خلال البصمة تلك غير وارد، ولا تستخدم للتوثيق ولكنه يستأنس بها، وليس لها معيار محدد. كما أن بعض القصائد يرفض المتلقي نسبتها إلى شاعر ما, حتى لو أكد الراوي أنها من قصائده، وذلك لتباين الطرح تماما، وهذا نادر لكن بعض الشعراء قد يقول قصيدة مختلفة عن بصمته المعتادة. ولا تتشكل البصمة في يوم وليلة ولا من قصيدة أو حتى عشر، إنما طول المدة وطول المشاركة كفيلة بذلك، وفي المقابل نستطيع أن نقول هذه بصمة (أبودباس) ولو لم يكن لنا علم بقصائد له إلا واحدة، فيعد الشاعر الآخر مقلدا لبصمة. نحن اليوم لدينا شعراء كثر، وكل منهم في سباق في ميدان الشعر ينتقون أجمل المعاني، وأجمل الأساليب، ولهم في بيئتهم العامة بصمة ومشاركة ومن قصائدهم رافد لا يترك فراغا في بحر الشعر واتصالا لا ينقطع، لكن يبقى الأساس نبراس والعريق جذور منها تورق عطاءات الأجيال بعدهم. ومن القصائد الخالدة قول شالح بن هدلان: يا ربعنا ياللي على الفطّر الشيب عز الله أنه ضاع منكم وداعة رحتوا على الطوعات مثل العياسيب و جيتوا وخليتوا لقلبي بضاعة خليتوا النادر بدار الأجانيب وضاقت بي الآفاق عقب اتساعه تكدرن لي صافيات المشاريب وبالعون شفت الذل عقب الشجاعة يا ذيب أنا ابوصيك لا تاكل الذيب كم ليلة عشّاك عقب المجاعة كم ليلة عشّاك حِرش العراقيب وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه كفه بعدوانه شنيع المضاريب ويسقي عدوه بالوغى سِم ساعة ويضحك ليا صَكّت عليه المغاليب ويلكد على جمع العدو باندفاعه وبيته لجيرانه يشيّد على الطيب و للضيف يبني في طويل الرفاعة جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب وأفخت حبل الوصل عقب انقطاعه كني بعد فقده بحامي اللواهيب وكني غريب الدار مالي جماعة من عقب ذيب الخيل عِرج مهاليب يااهل الرمك ما عاد فيهن طماعة قالوا تطيب وقلت : وشلون أبا طيب وطلبت من عند الكريم الشفاعة وقول الشاعر راشد الخلاوي : يقول الخلاوي الذي ما يكوده جديد البنا من غاليات القصايد قصايد لابد الملا تستفيدها لأمسى غريم الروح للروح صايد لعل الذي يروونها يذكرونني بترحيمة تودع عظامي جدايد واوصيك ياولدي وصاة تضمها إلى عاد مالي من مدى العمر زايد وصية عود ثالثت رجله العصا وقصرت خطاه اللي من اول بعايد وصية عود زل حلو شبابه وعانيه بالدنيا وعانيك واحد يبديك بالغالي على شف نفسه شفوق من أيام الرضا عنك ناشد لاتاخذ الهزلا علشان مالها ولاتقتبس من نارها بالوكايد لاتاخذ الا بنت قوم حميدة عسى ولدها لك يجيب الحمايد يجزى عمل راعي الحساني بمثلها ويجزى عمل راعي النكد بالنكايد ولاتتقي في خصلة مابها ذرى ولاتنزل الا عند راعي الوكايد ولاتسفه المنيوب لاجاك عاني اياك ياولدي ومطل الوعايد أبيك تسوي بي سواتي بوالدي وأنت على مثلي من الناس زايد فلي من قديم العمر نفسٍ عزيزة أعض على عصيانها بالنواجد فيا طول ماوسدت راسي كدادةً من خوفتي يعتاد لين الوسايد فمن عود العين الرقاد تعودت ومن عود العين المساري تعايد ومن عود الصبيان من زاد بيته عادوه في عسر الليال الشدايد ومن عود الصبيان ضرب بالقنا نخوه نهار الكون يا أبا العوايد ومن تابع المشراق والكن والذرى يموت ماحاشت يديه الفوايد الايام ماباقى بها كثر مامضى والأعمار ما اللي فات منها بعايد نعد الليالي والليالي تعدنا والأعمار تفنى والليالي بزايد الى دقت الوسطى بالأبهام تذكرت زمان مضى ماهو لمثلي بعايد فلابد ماسحم الضواري تحوفني بليل ولالي عن لقاهن بزايد ومن سرته الأيام ينقاد حبله وينقض في حبل الذي ما تساعد قولوا لبيت الفقر لايامن الغنى وبيت الغنى لايامن الفقر عايد ولايامن المضهود قوم تعزه ولايامن الجمع العزيز الضهايد وواد جرى لابد يجري من الحيا إن ماجرى عامه جرى عام عايد عود ثالثت رجله العصا وواد جرى لابد يجري من الحيا