فاز مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث بجائزة التميّز الحكومي العربي في دورتها الرابعة التي أقيمت الخميس 4 ديسمبر 2025 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مجلس أمناء جائزة التميز الحكومي العربي محمد بن عبدالله القرقاوي، وحصل المستشفى على جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتطوير القطاع الصحي. فيما حصل الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الراجحي، على المركز الأول كأفضل مدير عام لهيئة ومؤسسة عربية. وتعد الجائزتان تقديرًا لجهود المستشفى النوعية وإسهاماته المؤسسية في تطوير قطاع الرعاية الصحية وتعزيز جودة الخدمات المقدّمة. وقد حصل المستشفى على جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتطوير القطاع الصحي عن البرنامج الوطني " اِعْتِلالُ الشَّبَكِيَّةِ الخُداجِيِّ "، الذي يُعد أحد مبادرات التحول الصحي في المملكة العربية السعودية، ويمثل نموذجًا وطنيًا متكاملًا استطاع خلال سنوات قليلة أن يحدث فرقًا حقيقيًا في حياة آلاف الأطفال الخدّج ووقايتهم من العمى. وأُطلق البرنامج في عام 2019م، ويعد نموذج لشراكة وطنية بين مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث ووزارة الصحة، وأسهم تكامل الأدوار والخبرات في تأسيس منظومة وقائية فعّالة تُعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة. ونجح البرنامج بفضل دعم وزارة الصحة اِعْتِلالُ الشَّبَكِيَّةِ الخُداجِيِّ هو الذي يصيب الأطفال الخدج الذين وُلدوا قبل اكتمال مدة الحمل الطبيعية ويتم وضعهم في حاضنات عند الولادة المبكرة،. ويكون فيها نسبة اكسجين عالي مما يسبب نمو عروق دم غير طبيعية على الشبكية والتي تضم مركز البصر ومع الوقت تنزف تلك العروق مما قد يتسبب في انفصال الشبكية وهذا يؤدي إلى في فقدان البصر جزئياً أو اذا لم يتم علاجهم قد يتعرضون لفقدان البصر كامل . واستطاع البرنامج منذ اطلاقه فحص أكثر من 21,247 حالة، وعالج 431 طفلًا، والنتيجة خلال ست سنوات حماية جميع المشمولين بالبرنامج من العمى. ونفذ البرنامج استجابةً لتحديات كبيرة كان يواجها القطاع الصحي، أبرزها: قلة عدد استشاريي العيون المتخصصين في فحص الأطفال الخدّج، وانتشار وحدات حديثي الولادة في مناطق واسعة وصعبة الوصول إليها، وخطورة التأخر في تشخيص اعتلال الشبكية الخداجي الذي يُعد السبب الأول للعمى لدى الأطفال دون سن الخامسة. ويقوم البرنامج على نموذج مبتكر من خلال منصة إلكترونية تم تطويرها بالكامل من قبل إدارة تقنية المعلومات في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث، ويتم من خلالها تصوير شبكية المواليد الخدّج رقميًا داخل وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، ورفع الصور تلقائيًا، وقراءتها عن بُعد بواسطة استشاريي الشبكية؛ لضمان التدخل السريع. وهذا النموذج ألغى الحاجة إلى تنقل الأطباء بين المناطق، وضمان حصول كل مولود خديج - حتى في المناطق الطرفية - على خدمة فحص متقدمة بنفس الجودة والكفاءة. ويتجاوز أثر البرنامج الوطني " اِعْتِلالُ الشَّبَكِيَّةِ الخُداجِيِّ" الأرقام، حيث يمثل حمايةٌ لمستقبل جيل كامل مهدد بفقدان البصر الدائم، وقيمة إنسانية كبيرة تُجسّد رؤية المملكة في وضع صحة الإنسان أولًا، وتبرهن قيمة الابتكار وأهمية استثمار التقنية وتوظيفها للوقاية من العمى وصناعة الأمل. كما فاز الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الراجحي بجائزة أفضل مدير عام لهيئة أو مؤسسة حكومية عربية، وذلك تقديرًا لجهوده ونجاحه في قيادة العديد من المنشآت المحلية والدولية في القطاعات المختلفة العام والخاص وغير الربحي، وإسهاماته النوعية في تطوير تلك القطاعات والتي كان لها أثر في تطوير العمل، وتعزيز القيمة المضافة، ودعم مستهدفات التنمية الوطنية. ويأتي هذا الإنجاز تأكيدًا على المكانة الرائدة التي يحظى بها مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث في مجال طب العيون، وترسيخًا لدوره في الابتكار وتطوير البرامج الصحية المتخصصة، انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 نحو الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وتعزيز التميز المؤسسي. وقام بتكريم الفائزين الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مجلس أمناء جائزة التميز الحكومي العربي محمد بن عبدالله القرقاوي. وحضر حفل التكريم نائب المندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية عبدالعزيز بن عبدالله بن إبراهيم الخضير وعدد من المسؤولين.