من السهل أن يقدم الشاعر أو الناثر مراده في بيت واحد أو بيتين، ويوصل المعنى والغرض من ذلك البيت أو البيتين، ويستقبل المتلقي ذلك المنتج بوضوح، لكن هذا لا يسمى إشباعا، فهناك فرق بين إيصال المعنى وإشباعه. ومثل ذلك الرواية والقصة والمقال والمقالة، ومن ضمن ذلك الشعر، فليست كل قصيدة قد أروت تعطش المتلقي ولا كل أبيات تعد مشبعة لنهمه. لهذا جاءت المطولات والشيخات والقصائد المتعددة الأبيات، وأصبح للشعر بحور ومحيطات، ولم يكتف الشعراء سابقا ببيت أو عدد قليل من الأبيات، إلا في حال الفكاهة والطرفة والتسليات. ومن القصائد التي إشباعت المتلقي قول الشاعر مقحم النجدي الصقري: يا مزنةٍ غرا من الوسم مبدار اللي جذبني من بعيدٍ رفيفه تومر على كل المفالي بالامطار وتصبح بها خدان قومي مريفة غب الحيا فاحت بها ريح الازهار متخالف النوار مثل القطيفة ترعى بها قطعاننا سر وجهار وترعى بها الشقحا النشاش الضعيفة ترعى بظل الغوش حماية الدار وتقطف زهر مرباعها مع مصيفه لما غدا فوقه من الني مقدار من الشحم صارت ردومٍ منيفة قطعاننا ما ترتعي دمنة الدار ترعى زهاريف السهال النظيفة لا عرضوا دونه كثيرات الأشوار من دونها نروي الغلب والرهيفة ماهي حكايا مسردٍ عقب ما نار اللي نكس واطراف رمحه نظيفة نطعن لعين اللي من الذود معطار غباقة الضيفان عجلٍ عطيفه الا ومع هذا لك الله لنا كار عن جارنا ما قط نخفي الطريفة وندمح ونرفا زلة الجار لو جار ونضحك حجاجه بالعلوم الطريفة ونرفا خمالة رفية العش بالغار ونجعل له النفس القوية ضعيفه ولا نبدي الخافي الى صار ما صار يفلج قصير البيت لو بان حيفه ونكرم سباله حق شيمة ومقدار لا من ولد اللاش شح برغيفه ونرفع مقامه زود كارٍ على كار حتاه يشكر والخسارة خفيفة نبغيه يذكر ما جرى له وما صار وكلٍ بجيرانه بعيد الوصيفة ولا بدها ترجع سواليف واذكار وتبقى لدسمين الشوارب وظيفة أحدٍ على جاره بختري ونوار واحدٍ على جاره صفاةٍ محيفة قلته وانا ربعي كريمين واخيار للضيف والجيران الانفس لطيفة ألين من الماهود واحمى من النار وحريبنا لو هو بعيدٍ نخيفه خطو الولد مثل النداوي الى طار يشهر الى ما شاف جول الرعيفة يرجي العشا من مخلبه كل صقار الصيرمي وان بار خطو الهديفة يضرب حراوي صيدته خبط واطيار وصيده سمين ولا يصيد الضعيفة وخطو الولد مثل البليهي الى ثار زودٍ على حمله نقل حمل أليفه يشبه هديب الشام قواد الاقطار يصبر ولو كانت حواله رهيفة وخطو الولد ناشي على طفية النار بين الخلايق شوفته شوف جيفة وخطو الولد يا مال قصاف الأعمار لا نافعٍ نفسه ولا منه خيفة الى بخصته ما سوى ربع دينار صفرٍ على عودٍ تضبه كتيفة يا الله يا المعبود عاون هل الكار ولا تجعل الشدة عليهم كليفة ويقول الشاعر عبدالله بن زويبن الحربي: تعبت واتعبت فكري في تفاكيره اللي لها داعي واللي مالها داعي اللي لها في جليل الملك تذكيرة في تالي الليل يوم الناس هجاعي من ضاع له شي لو كثرت تحاسيره قد قيل ما يحيي الميت بكاء الناعي يامل قلب تقل في داخله نيرة ما فيه عرقٍ متين وغض ما ماعي أمسي مثل وادي خضراء نواويره واصبح مثل وادي ما فيه مرباعي حطيتني يا زمان الغدر في حيرة ضيعتني بين مدخالي ومطلاعي الهم دقيت في كبدي مساميره سم الافاعي تجرعني تجراعي الغيب لغز ولا يعلم بتفسيره يا كود من ترقد العالم وهو واعي الملك بيدين راع الملك تدبيره ما يملكه لا ملك دولة ولا راعي ربي وانا ارجيه ما ارجي واحد غيره هو الذي في يده تحسين الاوضاعي ياالعبد لو طرت مالك عن مقاديره اليا نوى شي ماله عنه مناعي لو تشلق الثوب من ذيله لزاريره والا تقطع من الفرحة تقطاعي الوقت لابد له ضحكة وتكشيرة متعرض للتقلب والتزعزاعي اسري مع الليل من ديرة الى ديرة واليا اصبح الصبح ضعت وضاع مرماعي ألعب بشعر النبط وأوزن معاييره وزن الذهب بين متسوق وبياعي والصعب ما هو عليه صعب تصخيره اليا بغيته يطيع يصير مطواعي واليوم كثروا على الساحة مغاويره كلٍ ركب له جواد وجاك فزاعي ما فيه عدٍ يعرفون العرب بيره الا بجنبه ثمانين الف نباعي وكل لحاله تصفق له جماهيره يا كثر صفق الكفوف وطق الاصباعي لو يابس السدر ما عاشت عصافيره تصرعت قبل ما يابس تصراعي كلٍ يقيَم وقدره مثل تقديره الحج لله واجر الحج للساعي وكل يحاسب على مبلغ فواتيره والخام بالياردة والكيل باالصاعي لو البضايع تباع بدون تسعيرة ما يمرح الفقر في مخباة طماعي.. يا مزنةٍ غرا من الوسم مبدار عبدالله بن زويبن