مع التغيرات والمتغيرات الكبيرة التي طرأت في العالم والساحة الثقافية والأدبية ومجال الخبر والمعلومة وتلقيها. المعلومة الخاصة والعامة سواء كانت ضمن قصة أو مقال أو مقالة أو قصيدة أو غيرها، انسحب هذا التغير على الناس في صبرهم ووقتهم وتقبلهم ورفضهم وميولهم وقدراتهم على تلقي مثل هذا السيل الجارف والكم الهائل المتدفق من كل اتجاه. هذا التغير شمل الكثير مما حول المتلقي من مكونات وعادات ومناشط، وهذا التغير طبيعي، بل يعد من لوازم وطبيعة الحياة. من ذلك أن المجالس اليوم لم تكن مشابهة لمجالس الأمس من حيث الهدف والوقت و ما يدور فيها من معلومة وقصة وقصيدة وقضايا وتفاعل مع ما يمكن طرحه، ولا يفترض المقارنة بين زمان سابق وزمان معاصر، باعتبار الاختلافات واردة ومعايير التمايز بينها غير موحدة، فلكل زمان ما يناسب أهله. كانت القصة والقصائد التي يستشهد بها على القصص يراد أن تكون طويلة، فالوقت متاح والحضور يريدون ذلك، ولا توجد وسائل تواصل ولا إعلام، ولا مجال ولا ميدان للنشر سوى المجالس وبعض الملتقيات القليلة، فكان الوضع مناسباً وتشغل المجالس بما يفيد. واليوم لم يعد المتلقي يتقبل طول القصيدة ولا القصة، لأنه يرغب في المرور على كم كبير وفي أسرع وقت، فالنشر اليوم يفيض عن القدرة، وهي حالة سلبية وإيجابية في آن واحد. فصارت سمة العصر الحالي هي السرعة كفانا الله وإياكم تسرعاً يفضي إلى نقص، ورزقنا مسارعة في كل خير وعن عصر السرعة وتطور وسائل التواصل يقول الشاعر عايد بن ضلعان: لا تلومون التطور والوسائل كل شخص يصنع لنفسه مقام الرجال اللي على سلم القبايل في مباديهم رجولة واحترام ما يحبون التصنع والتحايل ولا يغيرهم مديح ولا ملام والأصايل وين ماكانت أصايل ما عليهن من خفافيش الظلام ويقول الشاعر عبدالله الطلحي عن الصحبة: احرص على العاقل ترى خوته عز عده معك مثل السلاح المرخص تفرح بميقافه وتامن وتعتز في كلمته تلقى الجواب الملخص واليا نخيته وانت في مشكلة فز يوم ان غيره يعتذر ويترخص كم واحدٍ عند المواقيف يهتز وليا دعي للحفل قام يتشخص وأن كل شي له نهاية يقول الشاعر مقرن بن حربي: الليل لاطرف مع الفجر همه يا الله بصبحٍ طلته تبعد الياس ما بقت الايام صبر نضمه ولا باقي إلا شرهةٍ توجع الراس الوقت جاير والمشاكل تعمه واحلامنا تقبل وتقفي بالافلاس عاد الحياة الوانها مدلهمّة والناس ما كفت بلاها مع الناس الكره يبني بين الارواح غمة ما تنجلي ويزودها كل وسواس حتى الحبيب إللي مقامك يهمّه لاتضمنه لو ينثر شعور واحساس والحب لو يبنى على راس قمة إنهايته رمحٍ مثل رمح جساس وعن الحث على الصبر يقول الشاعر محمد بن محارب: لا تامن الدنيا تجي لك بوجهين مرات ترخي الحبل ومر ٍ تشده اصبر عليها لا تعقد الحجاجين وامر الولي لاجاك ما احد يرده لوك جبل شامخ يهدك (ابوكلين) مثل المرض لاجاك كلش يهده يجيك يبدابك من يسار ويمين ويهد صرح ٍشامخ ٍعقب مدة ولابد نصبر والصبر تاليه زين والصبر مفتاح الفرج بعد شدة وعن الشعر يقول الشاعر محمد بن سعد العجلان الشعر عشق وعشقنا فيه عذري وبرق الغلا في كل يومٍ يلوحي وأنا ليا من عانق القاف حبري تطاولت فوق السحايب شبوحي إيه انكسر وألقى بالأشعار جبري إليا اختنق في داخل الصدر نوحي ما جيت في درب الشواعير عبري مقيم لي خيمه وقيمه وشوحي وعن تقلبات الدنيا يقول الشاعر هجر البرازي: دنيا اتزخرف لا تغرك وتغريك إياك لو زانت لك إياي واياك إياك تضحك لك الدنيا وتغديك ترا مردك باركاتٍ مطاياك يا غافلٍ فيها ترا الموت قافيك إن كان ماصبحك.. بالليل مساك الموت واسباب المنية تباريك لا حلت الساعة فلا منه فكاك وعن الكرامة وعزة النفس يقول الشاعر عبدالمالك شاهر الغنامي: لو اخسر مْع الناس كل العلاقات ما ارخصت قدر النفس من شان حاجة ولا سقت رجلي في دروب المتاهات أصادم ظروف الليالي وواجه يقول الشاعر عبدالله المفضلي الشمري: جاهل ومن سود الليالي تعلمّت ما له عذر تلميذ سود الليالي درست طبع الناس حتى تفهمت ان العقول اثنين ناقص وعالي على كثر ما ني بظنّي توهّمت اشك بالماء اخاف ما هو حلالي با اسباب جهلي لليالي تغرمت ادفع فواتير تهد الجبالي مهما جرى ما فيه يومٍ تندمت قبلي شكى الدنيا كرام الرجالي حتى ملام الذات مرفوض ما لمت اتبعت لومي للسنين الخوالي ما بعت في سوق الضعافة ولا سمت ولا رجيت إلا عزيز الجلالي حللت عز النفس والضعف حرّمت عهد على نفسي واوصي عيالي ومدوّرين المدح عن مدحهم صمت ابيع ناتج هزلهم بالجزالي ذبح البنادم حربة اللوم والشمت في مجلسٍ ما فيه غير الهزالي عبدالمالك شاهر الغنامي محمد العجلان محمد بن محارب مقرن بن حربي هجر البرازي