يتردد على المسامع فيما يتعلق بالشعر والشعراء في لقاءاتهم أسئلة كثيرة منها: كم لك من قصيدة، وما الجديد، وما أول قصيدة، وما أشهر قصيدة قلتها، وعن الأبيات وفكرتها ومناسباتها، وما القصيدة التي تود أنها لك، وما القصيدة التي تود لو لم تقلها، وما أصدق قصيدة عبرت عن مشاعرك وكم أمسية وكم مشاركة وكم وكم.. الخ. أسئلة تعود عليها الشعراء واعتاد سماع إجاباتها المتلقي ومن الإجابات تتكون معلومات عن الشاعر ويحق للساحة الشعرية توفر ووجود معلومات عن روادها. هذه كلها وإن كانت صفحة من الحياة الشعرية والمنجز وحصيلة ما قاله الشاعر إلا أن الأهم هو: هل يحفظ المتلقي أبياتا للشاعر؟ وهل ترددت حكمة أو مثلا كان من إبداعه؟، وهل عمرت من مشاعر الشاعر عبر القصائد ما انتقل أثره من جيل إلى جيل. قد لا يعرف الشاعر إجابات عن ذلك مما نسميه التغذية الراجعة، التي يسمع صداها سريعا، ولكنه يقينا تمر عليه بعض الأبيات من قصائده علقت في أذهان آخرين وأعجبوا بها وجاراها شعراء تأثروا بفكرته وتطابقت المشاعر، من هنا يبدأ نجاح وارتياح الشاعر فهدف القصيدة صدق تعبيره فيها لا كثرة عددها. الناس ما خلقت حواليك ترضيك، ويومٍ مضى لك لا تحرىرجوعه، بعض السوالف لبّسوها شراعي، تموت الأفاعي وسمها في نحورها. الرابح اللي لا ذلول ولا شاة. ومن أمثالها قول الشاعر مانع المفرج رحمه الله: يا ابن ربيّع طاري العرس عفناه طاريه يا ابراهيم لا تذكرونه الرابح اللي لا ذلولٍ ولا شاه ولا عيالٍ بالدهر يمحنونه ويقول الشاعر راكان بن حثلين: يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال في مجلس ما فيه نفس ثقيلة ويقول الشاعر حميدان الشويعر: تموت الأفاعي وسمها في نحورها وكم قريص مات ما شاف قارصه ويقول الشاعر محمد بن لعبون: الصدق يبقى والتصنع جهالة والقد ما لانت مطاويه بتفال. ويقول الشاعر محمد الدهيمي: يا باحثين عن الدوافع والاسباب اللي لكم في كل غايب دراسة على متون العبد كتّاب وكتاب والغدر والبهتان ذنب وخساسة كم غصن مد الظل لعيون حطّاب وأرتاح في ظله وقصّه بفاسه ويقول الشاعر فهد التميمي: يا رب نوح ورب موسى وجبريل شخصٍ دعاك بسجدته لا تروعه الطف بحاله يا مغيث المقاليل من زفرته خطرٍ تكسّر ضلوعه العمر يمضي والمنايا مقابيل ويومٍ مضى لك لا تحرى رجوعه ويقول الشاعر عكاش العتيبي: الناس ما خلقت حواليك ترضيك مثلك مقادير الولي تعترضها أخير لك لا تندفع في هقاويك تلمّس الاعذار وإلا افترضها ما فيه شي إلا ليا راد واليك ولا فيه صعبة كان ربك فرضها اللي ما تقسم ما تجي في مراميك لو كان تلحم بندقك وتحفظها ورمي الركادة غير رمي التماتيك والفرق في هذي وهذي غرضها اكحل عدوك من سعادة مصافيك ولا يشغلك غيب القلوب ومرضها يظهر صديقك ويتبين معاديك كذا الحياة بما تلاقيك خضها وسّع مفاهيمك وجوّد مباديك وكرامتك عن ما يشوب انتهضها دايم جناحين المعزّه تعليك بالك لحاجات النفوس تخفضها إلا الوفا خل الوفا في مساعيك عملة رجال اتعدها وتحفظها يا صاحبي في وقفتك كيف أجازيك وأنا أدري إنك ما تدوّر عوضها ما يجعل الأحرار مثل المماليك إلا معاريف الرِّجال ببعضها ويقول الشاعر مصلح بن عياد: يا الله يا رافع سماك ارتفاعي مدك ولا مد اليدين البخيلة أنا ليا ضاقت علي المساعي أشكي على راع العطايا الجزيلة وأنا ليا جاني من الربع داعي يا عنك ما روحي عليهم ثقيلة أقلط بجنب الضيف وأقصر ذراعي وأشره على راع الذراع الطويلة اللي يلوف ابها الصحن ما يراعي شق الصحن ما يقنعه عن قبيله عسى تلوفه مطلقات الافاعي لا صار لا ينقر ولا فيه حيله وأنا ليا جاء الضيف مديت باعي رزقي ورزق الضيف ربي وكيله يقلط على هبات ريح ومتاعي ومهيلاتٍ ما بهن جنزبيلة وأدوّر أغلى ما يسام ويباعي وأشريه لو أن الدراهم قليلة أنا أدري أن المدح كثره ضياعي لكن حاديني على المدح ميلة تحسني هرجة رفيقٍ صناعي وده يشب النار بين القبيله يقول أنا الشبعان وأنتم جياعي والهزل ما تصعب عليه الهزيله بعض السوالف لبّسوها شراعي مقعادها في بيت أهلها جميلة الناس في نعمة وأمان وقناعي حتى الفقير اللي قليلٍ حصيله.. كم غصن مد الظل لعيون حطّاب تموت الأفاعي وسمها في نحورها