في كل عصر وكل جيل نستحضر أسماء وقصائد شعراء لهم في فضاء جيلهم مكانة، طلعت نجومهم في فترة حياتهم وربما عبرت بهم الأيام، فمنهم من غاب اسمه ورسمه وبقي له بقية من وسم شعره، ومنهم من يعاصر جيل الأحياء بشعره رغم أنه في عداد جيل الماضي الذي طوته مئات السنين. قصائد غابت مع غياب صاحبها ولا يستدل عليها إلا بقطع بالية منها، أو روايات مشكوك في صحتها، وهناك من بقيت قصائده لامعة تندمج مع الواقع ولو كانت عتيقة التاريخ، حتى أن البعض يبقى حيا في الذاكرة وكأنه في الواقع مع مجموعة الأحياء. ولا يحتاج الأمر إلى بحث أسباب ذلك، فحياة الشعر روحه، وروح القصائد صلاحها ونفعها، وفناؤها لا يكون إلا لسبب فقدان مقومات البقاء وأولها النفع والفائدة. لا معنى لبقاء قصيدة دون نفع، والنفع شامل لكل ما ينتفع به كاللغة و الأسلوب المميز والمعاني الراقية والمقاصد النبيلة، والمضامين الهادفة فقد يستدل بها عن موضع أو موقع أو معلومة فلكية أو اجتماعية أو اقتصادية، وربما دلالة على خير أو تحذير من شر.. الخ ومن هذه الخاصية، وأعني بها خاصية اختيار الأجيال طواعية لأجود المنتج في كل شيء أوجد التوارث المحمود للفضائل والمثل والقيم، وبقاء القصائد الجيدة وفناء الضعيف الهزيل. يقول الشاعر فهاد بن مسعر العاصمي: والله ما استانس وينساح بالي الا ليا من قام يزجر فحلها واشوف حيران النياق الغوالي تدرج ونار الربع يوضي شعلها في مجلس والربع ربع رجالي والسالفة وان جات ما احدٍ شقلها ان جاك خطو السهدلي السدالي خله يولي ما على النفس ولها تراه ما ينفعك في كل حالي لا قابل الكبد العذية دبلها وجهه عساه لمظلمات الليالي ونفسه عسى ربي يعجل بأجلها ترى السوالف يا ذهان الرجالي تسمج ليا عرضت على غير اهلها ويقول الشاعر صقر النصافي: يا علي خل العيد لام الدناديش اللي تفرّك كل يومٍ جسدها تبغي تماري ناقضات العكاريش في كل ملفاحٍ تنقض جعدها العيد عيد الله ولو فات حتيش من حسبة أيامٍ يمرك عددها نبي نعلمك المساري على الجيش تمشي ذلولك لين يفتر جهدها خابرك ما انت بضاريٍ بالمطاريش نبيك تونس حلوها من نكدها ليلة على مسرى وليلة مغابيش وليلة نخلي نومها لمن رقدها وليلة على تمرة وليلة على عيش وليلة نوكلك الشحم صيد يدها يا علي لا جيت العرب لاتجي ديش خبلٍ ليا جاب السوالف سردها احفظ لسانك لا يجي فيه تبطيش تصبح عيونك كايداتٍ رمدها يجيك من ينشدك نشدة تفاتيش يبي يسنع هرجةٍ يعتمدها خله يقوم مفلتٍ في يده ريش يروح منك وحاجته ما وجدها ترى دعابيل الخبول الفوانيش تبدي بما فيها ولا احدٍ نشدها يجيك واحدهم يورّشك توّريش عجاجته يسبق مطرها رعدها والا لعمقات السوالف مناقيش قراية الكلمة على أول عددها تجي سوالفهم بضحكٍ وتبهيش وقلوبهم محدٍ يفكك عقدها ويقول الشاعر: بديوي الوقداني: ما عاد لي في تالي العمر حاجة إلا صلاةٍ مع جموع المصلين ستين عام وكننا في عجاجة نركض ورا الدنيا مع الناس لاهين راح الشباب وراح وقت ابتهاجه والشيب لاح بعارضي والكبر شين وبان الظهر لا قمت فيه اعوجاجة وصار النظر ماهو بعيدٍ عن العين ويقول الشاعر خالد صالح مسلم الجهني: الله أكبر يازمانٍ غاب ضوه غاب في غب البحور المظلماتي جاك وقتٍ ما عرفنا كيف جوه أصبح العاقل مع الجاهل يباتي السحاب اللي تأخر فيه نوه من ذنوب الناس والرأي الشتاتي واعذاب اللي يقول العمر توه لاصيام ولا قيام ولا صلاتي يقول الشاعر خالد الحصني: ما خير من رد الجميل إلا الجميل من طيب ذات ولا على رده شره في كل سلعة حسبة التاجر حصيل أما ربح وإلا تعوض ما خسره الا الجميل الله على رده وكيل إليا ثقل حمله بعيره وانكره ونبيلةٍ ما الفت على رجل نبيل تبقى جميلة في رجل وإلا مرة يقول الشاعر محمد بن فطيس: خلك صمود بوجه الايام دندون وما حرم الله اثم لا تستبيحه والكبر لو به فايده فاد فرعون ومن ذاع سرّه بشّره بالفضيحة يقول الشاعر: مصلح بن عياد: سكوتي عن الزلات ما هو سكوت الخوف وانا اقدر على تلجيم الافواه وحكاها تشيمت والزلة ليا جت على المكشوف ليا اوحيتها سويت ماني بوياها على سلمنا المتوارث الواضح المعروف تعلمت اهمشها كذا واتناساها أنا من كثر مااشوف كني ماعاد اشوف تعرّض عليّ المخطية واتعداها يقول الشاعر محسن المداريه: من نوى يفعل بدنياه للعالم جميل لا يطرّي كل مافات والاّ يذكره الزّمن ماهوب يجحد كثير ولا قليل والكفو يلقاء كفو بالجمائل يشكره والعلوم اللّي بليّا فعول ولادليل مثل نو الصيف يرعد ولاطاح مطره يقول الشاعر أحمد الذبياني: مالك على قشران الأريا مشاريه أشره على اللي لا بغيته لقيته عليك في فعل الرجل مع بنيخيه أما ركنته جنب وإلا شريته تشهد على ثقل الرجل من مماشيه وتشهد على طيب الخوي لا خويته الطيب ياأهل الطيب من حظ راعيه ولا ينذكر في بيت ما هو ببيته.. محسن المداريه محمد بن فطيس مصلح بن عياد أحمد الذبياني خالد الحصني خالد صالح الجهني