لم أكن أبحث عن معنى جديد للحياة. كنت فقط أبحث عن لحظة صمت، لكن (التايم لاين) لا يؤمن بالصمت، هو يقدّم لك بدلًا عنه خلاصات جاهزة، يقول لك: هكذا تعيش... وهكذا تخطئ... وهكذا تُصلِح الخطأ.
كان الرجل يتحدث بهدوء، ذلك الهدوء الواثق الذي لا يرفع صوته لأنه (...)
قبل أيام كان اليوم العالمي للغة العربية. كل شيء تم بسرعة وعلى أكمل ما يكون، الخطب ألقيت، والدراسات نُشرت، واللغة زُفّت إلى الواجهة، كعروس في ليلة العمر.
كل شيء قيل عنها: إنها عظيمة، مهددة، لغة القرآن، لغة المستقبل... أو الماضي... أو كليهما حسب (...)
هناك أشياء لا تُفسَّر. لا تُحَلَّل. ولا تصلح أن تكون درسا في علم النفس، ولا مثالًا في كتب السيرة الذاتية. هي كذلك... فقط.
مثل أن تُحِبّ طفلًا، ليس لأنه ابنك، ولا لأنه يشبهك، ولا لأنه ذكي أو جميل بصورة خارقة... تحبه لأن اسمه حمشتو. في العائلات (...)
كان شيخًا يجرّ خلفه تسعين سنة من التعب. جسده وهن... وذاكرته ذبلت، أقرب إلى الشجرة اليابسة التي كانت يومًا تُظلّ بيتًا وتحتها أرجوحة. نسي كل شيء تقريبًا... أسماء أولاده، أعمارهم، ترتيبهم...
ونحن... لم نعد ننتظر منه أن يتذكر، بل نكتفي بأن يبتسم، أن (...)
الكتابة - في لحظاتها الأولى - ليست رسالة، الكتابة غريزة. أنت لا تكتب لأن لديك ما تقول، أنت تكتب لأنك لا تملك خيارًا آخر.
كنت أكتب لأجلي.
أكتب لأتخلص من ثقل ما أشعر به، لأقنع نفسي أنني فهمت العالم ولو على الورق، ولأمنح الأشياء أسماء كي لا تبقى (...)
أحيانًا تموت الفكرة تحت جلبة النصيحة، وهمس المراجعة، وابتسامة الناقد الذي يقول لك بنبرة خبير: «هذا أجمل لو عدّلناه قليلًا...». لكن يا صاحبي، بعض «القليل» هذا... هو روح الفكرة نفسها. الفكرة في بدايتها لا تعرف البروتوكول. فوضوية، تعرج في الطريق، (...)
⸻⸻⸻⸻⸻⸻
يسمّونني أبو البنات، ويظنونها سخريةً عابرة، لكنها عندي أشبه باعترافٍ طويل بالهزيمة والحنين. الكلمة التي يطلقونها بخفّة، أحملها أنا كحجرٍ في صدري، أثقل مما يتصوّرون.
كل شيء بدأ في ذلك الصيف القاسي من 2021. كورونا كان يلتهم الأرواح حولنا، وأنا (...)