يُحكى أن فتاةً صغيرة كانت تراقب أمها، وكلما أرادت طهي السمكة قطعت رأسها وذيلها قبل أن تضعها في المقلاة، فسألتها باستغراب: لماذا تفعلين ذلك؟ فقالت الأم: هكذا تعلمت من جدتك، وحين سألت الجدة قالت: وهكذا تعلمت من أمي، فذهبوا إلى الجدة الكبرى، فابتسمت (...)
تخيّل إنسانًا واحدًا يقف بين ثلاثة أزمنة؛ خلفه جدّه الذي عاش الجوع والخوف والخيمة، وهو نفسه عاش زمن السيارة والوظيفة وبدايات التقنية الحديثة، وأمامه حفيده الذي سيعيش مع الروبوت، وذكاء الآلة، وإنترنت الأشياء، لو تتبعنا هذا الخط من زاوية واحدة فقط؛ من (...)
سعدتُ يوم صدر قرار مجلس الوزراء رقم (631) بتاريخ 3/ 8/ 1445ه، بالترتيبات التنظيمية للمركز الوطني للمناهج؛ لأنّه بدا نقلةً نوعية للمناهج من «إدارة» داخل الوزارة إلى «بيت خبرة» مستقل، له شخصيته وموارده ومسؤوليته المباشرة؛ فالمنهج هو القطار الذي يجرّ (...)
تزيّنت واشنطن لاستقبال ضيفها السعودي على نحوٍ نادر في تقاليدها الرسمية؛ أعلام المملكة ترفرف خفاقة على امتداد الطريق إلى البيت الأبيض، سجادة حمراء، مراسم عسكرية مكتملة، مدافع تحية، واستعراض لطائراتٍ حربية تحلّق فوق البيت الأبيض في مشهدٍ لافت، كأنّ (...)
التقيتُ الأمير تركي بن طلال لأول مرة في لقاء صغير لا يشبه المجالس الرسمية المعتادة؛ استُدعيت إلى اجتماعٍ محدود في «كرفان» بسيط على سفحٍ من سفوح جبال المنطقة الشاهقة التي تبعد عن أبها، وكان الحضور بضعةَ أشخاصٍ فقط، وأميرُ المنطقة يجلس بيننا محسور (...)
حين يصبح الفهم أهمّ من الحفظ، تصعد الأمم... وتجربة سنغافورة دليلٌ على ذلك.
لا ينهض التعليم بقراراتٍ سريعة، أو تجريب مجتزأ، أو شعاراتٍ عابرة؛ إنّما بفهمٍ لمنطقه الداخلي. وبرغم ما نحظى به من دعم حكومي استثنائي ورؤية طموحة، فإنّ مفتاح التحسين يبدأ من (...)
حين دخل الإنترنت قاعاتنا الجامعية كنّا نريد حماية «الأصالة»، فتركنا الباب مواربًا للخوف، ثم ما لبثنا أن فتحناه على مصراعيه بلا قواعد. تعلّمنا متأخرين أنّ المشكلة لم تكن في الأداة، بل في طريقتنا في استخدامها. اليوم يعيد الذكاء الاصطناعي المشهد نفسه (...)
انبثق مشروع تطوير المرحلة الثانوية في السعودية كخطوة إصلاحية طموحة، استلهمت تجارب الدول المتقدمة التي نجحت في جعل التعليم الثانوي جسرًا بين المدرسة والحياة، وبين المعرفة والعمل. كان الهدف أن يخرج الطالب من الثانوية وهو يعرف نفسه، ويعي قدراته، (...)
في عام 1423ه، أقامت إحدى الكليات حفلاً بهيجًا لإعلان تحوّلها إلى «نظام إلكتروني». جلس مسؤول القبول والتسجيل أمام شاشة الحاسب يعرض للضيوف نتائج الطلاب وشهاداتهم المطبوعة حديثًا، وسط تصفيق الحاضرين الذين رأوا في المشهد رمزًا لدخول عصر التقنية.
سأله (...)
«لا تقتل المتعة يا مسلم». عبارة قالها أحدهم بنبرةٍ تنبيهيةٍ صادقة، فصارت (ترِندًا) لأنها لامست واقعًا نعيشه كل يوم. نُسرع في كل شيءٍ بلا سبب. نأكل كأننا ننافس الوقت، ونصلّي وكأن الصلاة حاجزا ينبغي تجاوزه، ونسافر وكأن الطريق عبء لا متعة، فنُنجز (...)
في عشرينيات القرن الماضي استعانت مصانع التبغ في أمريكا ب«إدوارد بيرنيز»، أبي العلاقات العامة، لتسويق التدخين للنساء. فابتكر حملة خبيثة غيّرت الصورة الذهنية: استأجر امرأتين من بائعات الهوى لتدخنا علنًا في موكب عيد الفصح، رافعتين سجائرهما تحت شعار (...)
في إحدى سفراتي إلى كوالالمبور، لفت انتباهي سائق ماليزي بسيط وقد زيّن سيارته بعلم بلاده احتفالًا بيومهم الوطني. لم يكن ذلك مجرد زينة، بل صورة صادقة لفرح مواطن يشارك وطنه احتفاله. وقتها، تساءلت: كيف للقيم الكبرى أن تتحول من مجرد شعارات تُرفع إلى سلوك (...)
حين قررت «أمازون» أن تقيس التفوق بالبقاء في المكاتب ساعات طويلة، بدا القرار منضبطًا في شكله، لكنه أنهك الموظفين وخنق الابتكار، حتى اضطرت الإدارة إلى مراجعته. النتيجة كانت واضحة: الحضور وحده لا يصنع الجودة. والسؤال هنا: هل يمكن أن يواجه التعليم (...)
في أول محاضرة لي مع طلاب الدكتوراه – وهم نخبة من المعلمين والمشرفين التربويين – طرحت سؤالًا واحدًا: «أين الخلل الذي جعلنا نتأخر في الاختبارات الدولية؟».
انهالت الإجابات: ضعف طرق التدريس، قلة تدريب المعلمين، كثافة الفصول، نقص الإمكانات. لكن لم يذكر (...)
دار حديث مع أكاديميين خلال إقامتي في بريطانيا عن الدعم الحكومي للتعليم، وكان أحدهم يتفاخر ببرامج تمويل طلابهم ومنحهم الدراسية، فقلت بهدوء: إن التعليم الجامعي لدينا مجاني بالكامل، والطالب لا يدفع شيئًا، بل يتلقى مكافأة شهرية تعينه على التفرغ لدراسته، (...)
في الثاني والعشرين من فبراير، يشرق على المملكة العربية السعودية يومٌ محفور في ذاكرة التاريخ، يومٌ يُعيد إلينا أمجاد البدايات، ويذكّرنا بأن كل شجرة باسقة كانت يوماً بذرةً صالحة زُرعت في أرضٍ خصبة. إنه يوم التأسيس، اليوم الذي أُعلن فيه قيام الدولة (...)
بين الحلم والواقع -بحساب الزمن الفيزيائي- مسافة نائية، لكنها بحسابات الهِمّة، ورحابة الرؤى والأفكار لا تبدو عصية على التحقيق. ففي عام 1400 هجري، وتحديداً في 17 جمادى الأولى، نشر المواطن حمدان سليم البلوي مقالًا في صحيفة "الرياض"، استدعى فيه احتياجات (...)
يُعتبر موسم الرياض حدثًا استثنائيًا في الفعاليات الترفيهية في المنطقة، يُبرز الجوانب الثقافية والترفيهية للمملكة، وما يعد دليلاً صريحاً على ذلك أن فعالياته في السنوات الماضية قد حققت نجاحًا كبيرًا جعلت منه وجهة ترفيهية عالمية. لقد حضي الزوار من جميع (...)
أطلقت الجمعية السعودية للتثقيف الدوائي "دوائي"، الحملة الوطنية للتوعية بصحة الكلى تحت شعار "كلى نقية"، وذلك ضمن فعاليّات يوم الصيدلي السعودي الذي يوافق العشرين من شهر سبتمبر من كل عام.
وتهدف حملة كلى نقية إلى التوعية بوظائف الكلى والمحافظة عليها (...)
هناك فرق بين التعصب والانتماء الرياضي، فالانتماء نوع من الحب المتزن مع أمنية الفوز وتحقيق الألقاب للفريق الذي ينتمي له المشجع من غير تعدٍ على الآخرين أو التجاوز عن مألوف التشجيع والانتماء.
أما التعصب الرياضي فله مراتب وخطوات تبدأ من بعد نقطة (...)
الرياضة متعة وفن وحماس تجعل الجماهير تنتظر المنافسات على شوق دائم في كل دوري من دوريات العالم هناك أندية معروفة بالقوة والندية والشخصية في الملعب وهذه الشخصية لم تأت من فراغ وإنما من بيئة نظيفة وخطط مرسومة من سنوات طويلة وتنظيم إداري عالي المستوى (...)
ما يحدث في الهلال أمر غريب وعجيب صعب التحليل والتقدير، فريق يملك أفضل العناصر عالميا ويملك مدربا له الخبرة والتجربة العظيمة وعند إدارة من أنجح الإدارات الرياضية بل ليس هناك ما يعدلها من الإدارات بالأرقام والبطولات والمنصات! إذًا أين المشكلة؟ وماذا (...)
اليوم الوطني ذكريات من البطولة والشجاعة والقوة يسطرها التاريخ وصفحات بيضاء ناصعة من الفخر والمجد والعز تُضرب بها الأمثال وتتصفحها الأجيال.
حب الوطن ومكانته وفضله وتقديره مسلمات يتوارثها الأبناء من الآباء والأجداد، ويستسقيها كل جيل من الذي (...)
لست من أصحاب التعصب والميول الواحد.. عشنا الفترة الذهبية لمنتخبنا الوطني 84 و88 فكنت ممن يعشق المنتخب وينتظر مبارياته، لكن ما حدث يوم الجمعة الماضي في لقاء العمالقة الهلال والاتحاد لم يكن حدثا عابرًا ولا مجرد مباراة كلاسيكو مرت مرور الكرام بل كان (...)
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هو من أبرز الشخصيات السياسية في الشرق الأوسط والعالم ككل، منذ اللحظة التي أعلن فيها سموه رؤيته الطموحة "رؤية المملكة 2030"، بدأت الصحافة الدولية تتحدث عن شخصيته (...)