الذهب يسجل رابع مكاسب شهرية.. والفضة في مستوى قياسي جديد

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1 % في إغلاق تداولات الأسبوع الماضي، مسجلًا أعلى مستوى له في أسبوعين، حيث عززت التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الشهر المقبل، الطلب على هذه الأصول غير المُدرّة للعائد، بينما سجلت الفضة مستوى قياسيًا جديدًا.
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.3 % ليصل إلى 4,210.94 دولار للأوقية، بعد أن بلغ أعلى سعر له منذ 13 نوفمبر في وقت سابق من الجمعة، وحققت السبائك مكاسب أسبوعية بنسبة 3.6 %، وارتفاعًا بنسبة 5.2 % خلال الشهر، بالإضافة إلى ارتفاعه الشهري الرابع على التوالي. وارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم فبراير بنسبة 1.3 % لتسجل 4,254.9 دولار للأونصة.
وارتفع سعر الفضة إلى مستوى قياسي جديد بلغ 56.78 دولار للأوقية، بزيادة 6.1 % خلال الجلسة و16.6 % خلال الشهر.
استؤنف تداول العقود الآجلة حوالي الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بعد انقطاع دام ساعات في بورصة شيكاغو التجارية، مما أدى إلى توقف التداول على منصة تداول العملات، وفي العقود الآجلة التي تشمل العملات الأجنبية والسلع وسندات الخزانة والأسهم.
وقال بارت ميليك، الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع الأساسية في شركة تي دي للأوراق المالية: "من المتوقع أن يستمر تباطؤ الاقتصاد حتى عام 2026، ومن المرجح جدًا أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، مما يُعيد بعض المستثمرين إلى الاستثمار في الذهب".
يميل المعدن الأصفر، وهو أصل غير مُدرّ للعائد، إلى تحقيق أداء أفضل في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة. وعززت التصريحات الحذرة الأخيرة من محافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية الضعيفة التي أعقبت إغلاق الحكومة الأمريكية الأخير، التوقعات بأن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. يتوقع المتداولون احتمالًا بنسبة 87 % لخفض سعر الفائدة في ديسمبر، ارتفاعًا من 50 % الأسبوع الماضي.
في غضون ذلك، قال جيم ويكوف، كبير المحللين في كيتكو ميتالز: "ازدادت المؤشرات الفنية للفضة تفاؤلاً خلال الأسبوع الماضي، مما يشجع المضاربين على المؤشرات على شراء الذهب". انخفض الطلب على الذهب في الأسواق الآسيوية الرئيسية الأسبوع الماضي، حيث حدّت الأسعار المرتفعة من شراء الأفراد على الرغم من بدء موسم الزفاف في الهند. وفي الصين، أثّر إلغاء الإعفاء الضريبي على مشتريات الذهب سلباً على شهية المستهلكين.
في أسواق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين بنسبة 4 % ليصل إلى 1,672.50 دولار أمريكي، بزيادة قدرها 10.7 % خلال الأسبوع، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.8 % ليصل إلى 1,450.16 دولار أمريكي، وكان من المتوقع أن يحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 5.6 %.
في المعادن الصناعية، سجلت أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن أعلى مستوى لها على الإطلاق متجاوزةً 11,200 دولار أمريكي يوم الجمعة، مدفوعةً بضعف الدولار، وانخفاض إنتاج تشيلي، أكبر منتج للنحاس، في أكتوبر، وخطط المصاهر الصينية لخفض الإنتاج.
ارتفع سعر النحاس القياسي لثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن بنسبة 2.5 % ليصل إلى 11,210.50 دولار أمريكي، متجاوزًا أعلى مستوى قياسي سابق له عند 11,200 دولار أمريكي، والمسجل في 29 أكتوبر.
وقال محللو السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، ارتفعت أسعار الذهب الفورية يوم الجمعة، محققة مكاسب للشهر الرابع على التوالي في نوفمبر، مدعومةً بتنامي الثقة في أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
انخفضت أسعار السبائك لفترة وجيزة في الجلسة السابقة، لكنها استأنفت ارتفاعها بسرعة مع تفاؤل المتداولين بشكل كبير بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر. تعززت الآمال بخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل بفضل التعليقات الحمائمية لبعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية المخيبة للآمال مؤخرًا.
ومع ذلك، دعا صناع سياسات آخرون إلى اتباع نهج أكثر حذرًا تجاه تغييرات أسعار الفائدة نظرًا لنقص البيانات الاقتصادية الجديدة نتيجة إغلاق الحكومة الفيدرالية الذي استمر لفترة طويلة قياسية.
أضافت التكهنات حول احتمال تعيين كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، رئيسًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بُعدًا آخر إلى النقاش الدائر حول تكاليف الاقتراض. وأشار المحللون إلى أن هاسيت قد يدعو إلى التوجه نحو تيسير أسرع وأكثر صرامة، وهي ديناميكية قد تبشر بالخير للذهب.
إصلاح عطل بورصة شيكاغو
في وقت، أُعيد فتح أسواق العقود الآجلة العالمية بعد تعطل بورصة شيكاغو لعدة ساعات. تعطلت أسواق العقود الآجلة العالمية لعدة ساعات يوم الجمعة بعد أن عانت مجموعة سي ام إي، أكبر بورصة في العالم، من أحد أطول انقطاعاتها منذ سنوات، مما أدى إلى توقف التداول في الأسهم والسندات والسلع والعملات.
بحلول الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش، استؤنف تداول العملات الأجنبية والأسهم والسندات الآجلة، بالإضافة إلى منتجات أخرى، بعد توقف دام أكثر من 11 ساعة، وفقًا لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية. أرجعت مجموعة بورصة شيكاغو التجارية الانقطاع إلى عطل في نظام التبريد في مراكز البيانات التي تديرها شركة سيرس ون، والتي قالت إن منشأتها في منطقة شيكاغو أثرت على خدمات العملاء، بما في ذلك بورصة شيكاغو التجارية.
أدى الانقطاع إلى توقف تداول أزواج العملات الرئيسية على منصة إي بي اس التابعة لبورصة شيكاغو التجارية، بالإضافة إلى العقود الآجلة القياسية لخام غرب تكساس الوسيط، وناسداك 100، ونيكي، وزيت النخيل، والذهب، وفقًا لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية.
انخفضت أحجام التداول هذا الأسبوع بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، ومع سعي المتداولين لإغلاق مراكزهم لنهاية الشهر، شكّل الانقطاع خطرًا من تحفيز التقلبات، وفقًا لمشاركين في السوق.
وقال بن ليدلر، رئيس استراتيجية الأسهم في براديسكو بي بي آي: "إنها نقطة سوداء لبورصة شيكاغو التجارية، وربما تذكير متأخر بأهمية هيكل السوق ومدى ترابط كل هذه العوامل". وأضاف: "نعتبر توقيتًا غير مناسب، بصراحة، في معظمه. إنها نهاية الشهر، وتستعيد الكثير من الأمور توازنها".
مع ذلك، ساعد توقيت انقطاع الخدمة يوم الجمعة، خلال جلسة تداول أسهم أمريكية مختصرة بأحجام تداول أقل، في الحد من تأثيره على السوق. وقال جو سالوزي، المدير المشارك للتداول في شركة ثيميس للتجارة في تشاتام، نيوجيرسي: "إذا كان هناك يوم عطل، فمن المرجح أن يكون اليوم مناسبًا".
تُعدّ العقود الآجلة ركيزة أساسية في الأسواق المالية، ويستخدمها المتداولون والمضاربون والشركات التي ترغب في التحوط أو الاحتفاظ بمراكز في مجموعة واسعة من الأصول الأساسية. بدون هذه الأدوات وغيرها، تُرك الوسطاء في حالة من عدم اليقين، وتردد الكثيرون في تداول العقود دون أسعار مباشرة لساعات متواصلة.
وقال أكسل رودولف، كبير المحللين الفنيين في منصة التداول آي جي: "إلى جانب الخطر المباشر المتمثل في عدم قدرة المتداولين على إغلاق مراكزهم - والتكاليف المحتملة التي قد تترتب على ذلك - فإن الحادث يثير مخاوف أوسع نطاقًا بشأن الموثوقية".
أعلنت بعض شركات الوساطة الأوروبية في وقت سابق من الجمعة عن عدم تمكنها من توفير تداول بعض المنتجات على عقود آجلة محددة. وقال ميخائيل زفيريف، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة أماتي جلوبال إنفستورز في لندن: "أتوقع أن تستمر الحياة، ولكن سيُعيد الجميع النظر في ترتيبات مراكز البيانات الخاصة بهم، وسيستثمرون أكثر في ضمان موثوقية الإمداد، لأن أهمية جاهزية مراكز البيانات تتزايد باستمرار".
وتتابع الجهات التنظيمية الوضع، حيث أكدت كل من هيئة تداول العقود الآجلة للسلع وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية إدراكهما للمشكلة، وتُجريان مراقبة مستمرة. تُعدّ بورصة شيكاغو التجارية، أكبر مُشغّل بورصة من حيث القيمة السوقية، وتُشير إلى أنها تُقدّم أوسع مجموعة من المنتجات المرجعية، بما في ذلك أسعار الفائدة، والأسهم، والمعادن، والطاقة، والعملات المشفرة، والمنتجات الزراعية.
بلغ متوسط حجم تداول المشتقات اليومي 26.3 مليون عقد في أكتوبر، وفقًا لما ذكرته بورصة شيكاغو التجارية في وقت سابق من هذا الشهر. يأتي انقطاع الخدمة في بورصة شيكاغو التجارية يوم الجمعة بعد أكثر من عقد من اضطرار الشركة المشغلة لإيقاف التداول الإلكتروني لبعض العقود الزراعية في أبريل 2014 بسبب مشاكل فنية، مما أعاد المتداولين إلى التداول في ذلك الوقت.
وفي عام 2024، تسببت انقطاعات في بورصة لندن للأوراق المالية ومشغل البورصة السويسرية في انقطاع مؤقت للأسواق. وكانت أسهم بورصة شيكاغو التجارية قد ارتفعت بنسبة 0.4 % في تداولات ما قبل الافتتاح.
ارتفاع الاسهم
ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة في تداولات هزيلة خلال جلسة تداول مُختصرة بعد عيد الشكر، مدفوعةً بمكاسب في أسهم التجزئة وانتعاش في أسهم التكنولوجيا. تعززت التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في ديسمبر على مدار الأسبوع، مما ساهم في دعم المعنويات في أسواق الأسهم.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.61 % ليصل إلى 47,716.42 نقطة، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.54 % ليصل إلى 6,849.09 نقطة، ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.65 % ليصل إلى 23,365.69 نقطة.
ارتفعت جميع القطاعات الرئيسية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 باستثناء قطاع الرعاية الصحية، حيث انخفض سهم شركة إيلي ليلي للأدوية بنسبة 2.6 %، أسهمت شركة إنتل في قيادة مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بارتفاع قدره 10.2 % بعد تقارير بأن الشركة ستبدأ بشحن معالجات آبل الأقل تكلفةً، في وقت مبكر من عام 2027.
وسجّلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة أرباحًا أسبوعية. ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.73 %، ومؤشر ناسداك بنسبة 4.91 %، ومؤشر داو جونز بنسبة 3.18%. وتأرجح مؤشرا ستاندرد آند بورز وداو جونز إلى أداء إيجابي طفيف خلال الشهر بعد استقرار أسعار يوم الجمعة.
لكن مؤشر ناسداك أغلق منخفضًا بنسبة 1.51 % هذا الشهر، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن تقييمات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المبالغ فيها، حيث جني المستثمرون الأرباح وقلصوا استثماراتهم.
وقال كول سميد، الرئيس التنفيذي لشركة سميد لإدارة رأس المال: "هذه جلسة تداول خفيفة بعد العطلات، كما هو الحال عادةً، مع نشاط محدود". وأضاف: "لكن أعتقد أن الجميع أدرك خلال الأسابيع الماضية أن نتائج الذكاء الاصطناعي لا تزال مجهولة إلى حد كبير".
وكانت تداول العقود الآجلة تعطل مؤقتًا صباح الجمعة في بورصة شيكاغو التجارية الذي جمّد مؤقتًا عقود العملات والسلع والأسهم حول العالم. وعادةً ما تشهد عروض العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في بورصة شيكاغو تداولًا كثيفًا قبل افتتاح الأسواق الأمريكية، حيث يعتمد المستثمرون عليها لقياس الاتجاهات.
وقال جو سالوزي، الشريك والمؤسس المشارك ورئيس قسم أبحاث هيكل سوق الأسهم والرئيس المشارك لتداول الأسهم في شركة ثيمس تريدين: "نحن محظوظون نوعًا ما اليوم. كان حجم التداول منخفضًا للغاية، ولكن كان من الممكن أن يكون له تأثير أكبر بكثير".
وأضاف: "هذا يشير إلى خطر هذه الأعطال، وإلى صعوبة الاتصال بالأسواق، مما قد يتسبب في مشاكل أكبر". وشهد الأسبوع الماضي أيضًا انطلاق موسم تسوق العطلات، بدءًا من عيد الشكر يوم الخميس، والجمعة السوداء، واثنين الإنترنت، وهي أيام حاسمة للتخفيضات بالنسبة لمتاجر التجزئة الكبرى.